العدد 4973 - الإثنين 18 أبريل 2016م الموافق 11 رجب 1437هـ

مباحثات السلام السورية في خطر بعد مقتل العشرات في غارة دامية

 جنيف، بيروت – رويترز 

تحديث: 12 مايو 2017

أوشكت مباحثات السلام السورية على الانهيار اليوم الثلثاء (19 ابريل/ نيسان 2016) بعد أن قتلت غارات جوية نحو 40 شخصا في سوق خضراوات مزدحم بمنطقة تسيطر عليها المعارضة التي تقول إن الهدنة انتهت وإنها لن تتفاوض إلى ما لا نهاية.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إنه يظن بأن الغارة على السوق في بلدة معرة النعمان بمحافظة إدلب هي أكثر غارة فردية تسقط ضحايا منذ بدء تطبيق وقف جزئي لإطلاق النار في 27 فبراير/ شباط الماضي.

ووصفت الهيئة العليا للمفاوضات التي تضم طيفا واسعا من فصائل المعارضة السياسية والعسكرية إن الهجوم "تصعيد خطير" يدعم قرارها الذي اتخذ أمس الاثنين بتعليق المفاوضات. ووصفت فرنسا الحادث بأنه "مذبحة أخرى".

وقال عامل إغاثة إن طائرات حربية شنت هجمات متزامنة على سوقين في بلدتين بإدلب فأسفرتا عن مقتل 38 شخصا على الأقل في معرة النعمان وعشرة آخرين في كفر نبل القريبة.

وأضاف عامل الإغاثة أحمد شيخو "عندنا أكثر من 20 سيارة تنقل الجرحى والقتلى لمشافي (مستشفيات) في المنطقة".

وتؤثر الغارة الجوية التي صاحبها قتال عنيف في مناطق أخرى فيما يبدو على الهدنة المستمرة منذ ستة أسابيع. وتوسطت في الهدنة الولايات المتحدة وروسيا لتمهيد الطريق لأول مباحثات سلام تحضرها أطراف القتال منذ بدء القتال قبل خمس سنوات.

وأوشكت تلك المباحثات التي تجرى تحت رعاية الأمم المتحدة في جنيف على الانهيار بعد إعلان المعارضة تعليق مشاركتها أمس.

وقال منسق الهيئة العليا للمفاوضات رياض حجاب "لن نقبل بعملية سياسية تطيل أمد هذا النظام... لن نقبل بأية صفقات ولا ببقاء الأسد" مضيفا أن المعارضة ستقاتل مهما كانت الظروف حتى لو بالحجارة. وتابع "لن نستسلم".

وتحجم المعارضة حتى الآن عن إعلان انسحابها من المباحثات نهائيا. ولا يزال بعض من أعضاء وفدها في جنيف لمباحثات على مستوى الخبراء بشأن قضايا فنية كالمساعدات الإنسانية وتبادل السجناء.

لكن حجاب قال إنه سيغادر جنيف. وأضاف أنه لا توجد أي فرصة للعودة للمباحثات الرئيسية مع استمرار النظام في خرق الهدنة ومنع المساعدات الإنسانية وتجاهل قضية السجناء".

ولم تتضح على الفور هوية الطائرات التي شنت الغارات. وتعمل في هذه المنطقة رغم الهدنة طائرات سورية وروسية.

وقال المبعوث الفرنسي فرانك جيليه في جنيف "علمنا اليوم أن مذبحة أخرى وقعت هذا الصباح".

وتقول دمشق وموسكو إنهما تغيران فقط على أراض تحت سيطرة مقاتلين إسلاميين غير مشمولين باتفاق الهدنة لكن جماعات معارضة ترفض ذلك وتقول إن الحكومة وروسيا تستخدمان الإسلاميين لتبرير شن هجمات أوسع نطاقا.

وقال المرصد السوري إن 37 شخصا قتلوا في معرة النعمان بالإضافة إلى سبعة في كفر نبل. وأضاف المرصد أن كثيرا من المصابين في حالة حرجة وإن عدد القتلى مرشح للزيادة.

وبسؤاله إن كانت هذه أكثر الهجمات دموية منذ بدء الهدنة قال مدير المرصد رامي عبد الرحمن "أظن ذلك".

وقدر أحمد السعود قائد الفرقة 13- وهي فصيل مدعوم من الخارج يقاتل تحت مظلة الجيش السوري الحر- عدد القتلى بنحو 40 في معرة النعمان بالإضافة إلى 80 مصابا.

ولم يتيسر على الفور الحصول على تعليق من الجيش السوري بينما لم تأت الوكالة العربية السورية للأنباء التابعة للحكومة على ذكر غارات في إدلب.

ومع استعار القتال وتكثيف الغارات الجوية على مناطق تسيطر عليها المعارضة حثت فصائلها دولا أجنبية على تزويدها بوسائل للدفاع عن تلك المناطق في إشارة مبطنة لأسلحة مضادة للطائرات تطالب بها المعارضة منذ فترة طويلة.

وأبلغ الرئيس الأمريكي باراك أوباما نظيره الروسي فلاديمير بوتين خلال اتصال هاتفي أمس الاثنين بأن سوريا بدأت تنهار بسرعة أكبر وأن هذا البلد لن يخرج مما هو فيه إذا لم تعمل الولايات المتحدة وروسيا بتناغم.

وتهدف مباحثات جنيف لإنهاء الحرب التي أودت بحياة ربع مليون شخص وخلقت أسوأ أزمة لجوء عرفها العالم وسمحت بصعود تنظيم الدولة الإسلامية وجلب للصراع قوى إقليمية ودولية.

وتتهم دمشق فصائل معارضة بخرق اتفاق وقف الأعمال القتالية.

وقال بشار الجعفري رئيس وفد الحكومة السورية للمفاوضات إن فريقه سعى لتشكيل حكومة موسعة كحل لإنهاء الحرب لكن المعارضة ترفض مثل هذه الفكرة بعدما قاتلت لخمس سنوات من أجل إزاحة الأسد عن السلطة.

ومع ورود أنباء عن اشتباكات في مناطق كثيرة بشمال غرب سوريا اليوم تشبث كل طرف بموقفه.

وقال الجعفري لرويترز إن التفويض الممنوح لفريقه في جنيف يقف عند حد تشكيل حكومة وحدة وطنية. وأضاف أنه لا يوجد تفويض بأي شكل من الأشكال لمناقشة قضية الدستور التي تعني إعداد دستور جديد أو مناقشة الانتخابات البرلمانية أو وضع الرئاسة.

وأوضحت المعارضة أن تعليقها المشاركة في المحادثات السياسية لأجل غير مسمى.

غير أن دبلوماسيا غربيا قال إن من المهم أن وفد المعارضة لم ينسحب بشكل كامل.

وأضاف "أوضحوا هذه النقطة... أنهم لن يشاركوا في اجتماعات رسمية ربما لفترة قصيرة من الوقت... لكنهم منفتحون على مواصلة المناقشات على المستوى الفني".

وقالت إحدى جماعات المعارضة والمرصد السوري إن القوات السورية مدعومة بغطاء جوي روسي شنت هجوما مضادا على فصائل المعارضة في محافظة اللاذقية بشمال غرب سوريا.

وشملت قائمة الأهداف في هذا الهجوم بلدات وقرى نعمت بهدوء منذ بدء اتفاق الهدنة الجزئية. وتوقع المقاتلون مزيدا من القتال.

وقال بشار الزعبي القيادي البارز بالمعارضة المسلحة "لنتحدث بواقعية... التصعيد سيبدأ".

وقال السعود قائد الفرقة 13 إنه يأمل في الحصول على دعم عسكري إضافي من خصوم الأسد في الخارج.

وذكر المرصد أن صواريخ أطلقها مسلحون قتلت ثلاثة أطفال في كفريا وهي بلدة شيعية موالية للحكومة. وذكرت وسائل إعلام حكومية أن القتلى من أسرة واحدة.

وتركز القتال في اللاذقية على مناطق شنت فيها جماعات المعارضة المسلحة هجمات على القوات الحكومية أمس الاثنين وكثيرا ما اندلعت فيها معارك رغم اتفاق وقف الأعمال القتالية.

وقال فادي أحمد المتحدث باسم جماعة الفرقة الأولى الساحلية في المنطقة "النظام يحاول أن يقتحم المنطقة وتشاركه المروحيات الروسية و(طائرات) السوخوي الحربي".

وذكر المرصد السوري أن القتال محتدم منذ الصباح. ووردت أنباء أيضا عن ضربات جوية حكومية في شمال محافظة حمص تحت سيطرة المعارضة.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً