تعايش مملكة البحرين هذه الأيام حدثا ثقافيا استثنائيا هو مهرجان التراث السنوي الرابع والعشرون، الذي يقام في خيمة خاصة إلى جانب متحف البحرين الوطني بشعار "موجات صوتية من بحريننا"، ما بين 4:00 و 9:00 مساء حتى تاريخ 21 أبريل/ نيسان الجاري.
وعلى مدى أيامه الستّة الماضية، اختبر عشّاق التراث البحريني أجواء مليئة بعبق التاريخ، خصوصا تلك المرتبطة بمهنة صيد اللؤلؤ العريقة، وذلك عبر فعاليات متنوعة وحفلات موسيقية تقدمها فرق بحرينية تراثية وسوق احتوت على العديد من المنتجات البحرينية وقدمت الكثير من الأكلات الشعبية المفضلة لدى الجميع.
وفي السوق التي انتشرت أكشاكها في خيمة المهرجان، يتمكن الجمهور من شراء العديد من المواد الغذائية المرتبطة بالعادات البحرينية المتميزة، كالقهوة التقليدية العربية التي تقدم في مختلف المناسبات الخاصة واللقاءات الاجتماعية، ماء اللقاح المستخرج من شجر النخيل والذي يستخدم في الكثير من العلاجات الشعبية المنزلية والتي تضاف على الشاي والمشروبات المحلية والتمور العربية التي تعتبر عنصرا رئيسيا في غذاء أهل الجزيرة العربية، حيث تتواجد في السوق تشكيلة رائعة من التمور البحرينية والمنتجات المعمولة بها من حلويات ومعجنات.
ولمحبي البهارات المميزة، فإن مهرجان التراث يقدم كشكا خاصا لبيع العديد من التوابل التي تعكس تأثير الثقافات المجاورة على مملكة البحرين، والمستخدمة في الحلويات والأطباق البحرينية على حد سواء. وعلى جانب آخر، فإن السوق في مهرجان التراث تحتوي على العديد من المنتجات المستخدمة في جوانب أخرى من الحياة البحرينية الأصيلة، كالعطور، الأقمشة، قطع الزينة والديكور والملابس.
وإلى جانب كل هذا، فإن مهرجان التراث السنوي يواصل نشاطه السماعي والثقافي، حيث يقدم على خشبه المسرح الخاصة به العديد من الحفلات الموسيقية التقليدية. فيوم غد الأربعاء الموافق 20 أبريل ستتواجد فرقة إسماعيل دواس لتقديم فن الليوة.
أما على صعيد ورش العمل للصغار، فمهرجان التراث قد خصص لها ركنا خاصا في خيمته، وسيتعلم أصدقاء المهرجان من الأطفال في هذا اليوم مهارات متعلقة بصناعة الدمى الشعبية وصناعة القوارب، إضافة إلى الاستمتاع بالعديد من الفعاليات اليومية كنشاط تلوين الرسوم التراثية ونشاط صناعة الحلي.
كما ويستمر المهرجان بتعزيز تجربة زواره وذلك عبر إعطائهم الفرصة للاتقاء وجها بوجه مع نخبة من أمهر الحرفيين من البحرين وهم يزاولون أعمالهم ويعرضون منتجاتهم. ومن بين الحرف اليدوية التي تتواجد في مهرجان التراث: النقدة، صناعة السلال، صناعة القوارب، الخط العربي، الكورار، ورق النخيل، الفخار، الصناديق المبيّتة، الآلات الموسيقية والنسيج.
ومن أجل أن تقديم تجربة ثقافية وتراثية متكاملة، فإن مهرجان التراث لم يغفل عن تقديم الوجبات البحرينية التي تُغني حاسة التذوق لدى الزوار عبر تقديم الشاي، الحلوى، المثلّجات، الحلويات التقليدية والمشروبات الباردة والساخنة وغيرها من الأكلات التقليدية الأصيلة.