شخّص عضو هيئة التدريس بقسم الإعلام بجامعة البحرين عوض هاشم، أحوال الصحافة البحرينية، مثنياً على تنوع مدارسها الصحافية، ومؤكداً في الوقت ذاته حاجتها إلى جملة نصائح تضمن لها مزيداً من التقدم والتطور.
وخلال حواره مع «الوسط»، عدد هاشم تلك النصائح، فقال: «يتصدر ذلك، التدقيق في اختيار الكوادر المتخصصة ذات الرغبة الحقيقية في العمل، وإنشاء وحدات تدريبية تأهيلية داخل المؤسسة الصحافية، إلى جانب الاهتمام بنقل الخبرة من الأجيال الأقدم إلى الأجيال الأحدث، بحيث نضمن توافر القيادات والمدربين، ونضمن بكل ذلك الارتقاء بالمهنية».
ورفض هاشم الحديث عن فتح الصحف البحرينية باب العمل الصحافي لغير المتخصص أكاديميّاً، بوصفه أمراً غير مشروع، وقال: «أشرت إلى الحاجة إلى التدقيق في الكوادر، وليس معنى أن شخصاً ما لم يتخصص ولم يدرس الإعلام، أن أفقد موهبة معينة»، مضيفاً «لا مانع من أن ينخرط في العمل الصحافي إن كان موهبة حقيقية، شريطة تأهيله علميّاً».
بجانب ذلك، طالب هاشم بتوثيق عرى التواصل بين المؤسسات الأكاديمية والمؤسسات الصحافية، وصولاً لعلاقة تفاعلية يثري من خلالها كل طرف تجربة الطرف الآخر، كما نوه إلى حاجة الصحف البحرينية إلى التركيز على التحليل والتفسير، وقال: «يجب على الصحافة اليومية أن تركز على ما وراء الخبر، تفسيراً وتحليلاً، وهذا أفضل لها حتى تستطيع أن تنافس المنصات الجديدة».
وفيما يأتي نص الحوار:
هل يمكن بدايةً، السؤال عن تقييمكم للواقع الإعلامي في البحرين؟
- هذا السؤال يصنف ضمن الأسئلة الكبيرة التي لا تحتاج إلى إجابة محددة، انطلاقاً من أن الإجابة ليست محصورة في الصحة والخطأ، وشخصيّاً لا أميل إلى هذه الثنائية في بعض القضايا.
وإجابةً على ذلك، أنوه إلى عدم قدرة أحد على الانتقاص مثلاً من مسيرة إعلامية لأية دولة خليجية بالشكل الذي يقول عنها إنها تسير في الطريق الخاطئ. فهناك رموز إعلاميون كبار وهناك بنية إعلامية شاركت فيها الدولة وشارك فيها الشعب والكوادر الوطنية، وكل ذلك لا يمكن الانتقاص منه، فإذا كنّا (أنا وأنت) ونحن مشمولون بذلك، نزعم أننا ناجحون فمن هم الفاشلون؟
هنا أشير إلى الجهد الذي يبذل من أجل الارتقاء بالعمل الإعلامي سواءً في البحرين أو في بقية دول مجلس التعاون، وحين أجريت في وقت سابق مسحاً لكل المراكز التدريبية وجدنا أنها منتشرة في كل دولة، وهنا في البحرين أسسنا مكتب التدريب العملي التابع إلى جامعة البحرين، وهذا المكتب الذي خرج المئات من الطلبة وأصبحوا يعملون في المؤسسات، هل بمقدوري أن احكم عليه بالنجاح أو الفشل. فهذا المشروع بلا شك يعبر عن حالة نجاح، لكني أنوه إلى حاجة كل تجربة للتقييم وعلى الدوام، فالتقييم هو عملية تقودك إلى التعلم من جديد، وهي عملية متصلة ومستمرة.
عطفاً على ذلك، أنا ألمح وجود مدارس صحافية موجودة في البحرين، ممثلة في الصحف المحلية الموجودة اليوم، وكلها تشتمل على كفاءات، نتواصل معها ونتابع ما تكتبه، ليتبقى علينا القدرة على الدفع بهذه المسيرة إلى الأمام، والتخلص من الأخطاء قدر الإمكان، وإن كان الخطأ هو في نهاية المطاف سمة من سمات العمل، فمن يعمل يخطئ ومن لا يعمل لا يخطئ.
تحدثت عن حالة التنوع في الصحافة البحرينية، فهل ترى فيه مؤشراً يعبر عن حالة إيجابية؟
- نعم، نحن نرى أن التنوع والاختلاف هو سمة أية تجربة ناجحة، وكما هو معلوم فإن المشروع الإصلاحي لجلالة الملك، وفر البيئة المناسبة لانطلاق صحف ومؤسسات صحافية لم تكن لتعبر وتتحدث بكل صراحة وحرية عما كان سابقاً، ونحن مطالبون بالإنصاف لأنفسنا، فإذا سمح لي أن أتحدث في قضية من القضايا بحرية ولو بنسبة 80 في المئة، فإن ذلك يعبر عن إنجاز، وسيأتي من يكمل هذه النسبة في فترة من الفترات.
أنا أرى أن هنالك أقلاماً مهنية كما أن هناك حاجة إلى الالتزام بالمهنية في العمل الصحافي.
وماذا عن النصائح التي تحتاج إليها الصحافة البحرينية، مؤسسات وصحافيون؟
- الصحافة البحرينية تحتاج إلى جملة أمور، يتصدرها التدقيق في اختيار الكوادر المتخصصة ذات الرغبة الحقيقية في العمل، وإنشاء وحدات تدريبية تأهيلية داخل المؤسسة الصحافية، وهنالك نماذج لمؤسسات صحافية على مستوى الخليج، تشتمل على مراكز تدريبية خاصة بها، فكما نعلم أن لكل صحيفة سياسة تحريرية خاصة بها، وهذا يوجب التدرب على مدونات السلوك الخاصة بكل صحيفة.
ليس المطلوب إنشاء مركز تدريب كبير، بقدر الحاجة إلى التأهيل المسبق للعمل داخل المؤسسة الصحافية وعلى يد خبراء.
بجانب ذلك، تحتاج مؤسساتنا الصحافية إلى الاهتمام بنقل الخبرة من الأجيال الأقدم إلى الأجيال الأحدث، بحيث نضمن توافر القيادات والمدربين، ونضمن بكل ذلك الارتقاء بالمهنية.
كذلك، أشير إلى مسألة الانتشار، وأرى أن الصحف البحرينية تمتلك ريادة في هذا الجانب، فلكل صحيفة مواقعها على وسائل التواصل الاجتماعي وأريد التدقيق في الأخبار والمواد التي تتم الاستعانة بها من مواقع الأخبار (المنفلتة)، والعمل على غربلتها، فنسبة الفلترة كما أراها تحتاج إلى إعادة نظر، ولا نعني بذلك الحجر على الحرية لكننا والجميع، نعلم بوجود مواقع متخصصة في فبركة الأخبار وكثير من الصحافيين بما في ذلك المحترفون، يقع في هذا الخطأ ويبتلع الطعم، بحيث يساهم في بث الخبر الخاطئ.
لذلك نحن نشدد على ضرورة انتباه صحفنا المحلية لذلك، والحذر من الوقوع في مثل هذه الأخطاء.
في الحديث عن فتح الصحف البحرينية باب العمل الصحافي لغير المتخصص أكاديميّاً، هل تراه أمراً مشروعاً أم أنه بحاجة إلى تقييم وتصحيح؟
- أشرت سلفاً إلى الحاجة للتدقيق في الكوادر، وليس معنى أن شخصاً مَّا لم يتخصص ولم يدرس الإعلام، أن أفقد موهبة معينة، فقد يكون هذا الشخص قد دخل الجامعة وتخصص في مجال مختلف رغماً عنه، وقد تكون ظروفه حالت دون اتجاهه للدراسة الإعلامية أو الصحافية، ولا مانع من أن ينخرط في العمل الصحافي إن كان موهبة حقيقية، شريطة تأهيله علميّاً.
هنا نقطة أخرى، نقطة العلاقة بين المؤسسات الأكاديمية والمؤسسات الصحافية، فما هو مفترض أن تكون هنالك حالة تواصل من حيث أن يشارك الخبراء الصحافيون والكتاب في المؤسسات الصحافية في عملية التدريس والتدريب داخل الجامعة، والعكس، بحيث يقوم الأكاديميون بالتدريس والتأسيس داخل المؤسسات الصحافية، بحيث تكون العملية تفاعلية وعبارة عن اتصال في اتجاهين.
هل ترى أن هذا التعاون غير متوافر؟
- نعم غير متوافر، وهو سبب الفجوة ما بين الجانبين، بحيث تبدو المؤسسات الأكاديمية كمن يعمل في واد فيما تعمل المؤسسات الصحافية في وادٍ آخر.
وماذا عن مستوى مهنية الصحافي البحريني؟ كيف تراه، وأنتم بلا شك تراقبون أداء الصحافيين البحرينيين؟
- مرد الأخطاء المهنية يعود وكما ذكرت، للخبرة وبعض الصحافيين غير المتخصصين، فهنالك أكثر من نوع للتحقيق، ويجب على الصحافي معرفتها، وكذلك عليه معرفة الفرق بين التحقيق والمقابلة، وبين المقابلة بأنواعها، فهل هي مقابلة إعلامية أم مقابلة شخصية أم مقابلة عامة أم مقابلة شاملة، وكذلك عليه معرفة استراتيجيات وضع الأسئلة، هل يعلم عنها شيئاً؟ وأنواع الأسئلة، بداية الحوار ونهايته، بين الهدف والرسالة، كل ذلك يعبر عن أدوات مهنية يجب على الصحافي الإحاطة بها، وإن لم يكن يعلمها فإن الموهبة لن تسعفه.
البعض ينظر إلى هذه الأدوات المهنية على أنها ترفيه، لا تؤخر ولا تقدم.
- هذه أدوات أساسية في المهنة، فكيف لمهني لا يملك أدوات المهنة ويعمل كيفما اتفق؟
هل يمكن ان نبني المنازل بأن نبدأ بالسقف ثم بالأساس؟
يعني ذلك أن لعدم الأخذ بهذه الأدوات، أضرارا؟
- بالتأكيد، وهذا هو سبب المشكلة، والتي تنتهي بقلة الجودة الصحافية، حتى مع توافر عناصر الإخلاص والموضوعية والإيمان بالموضوع، لكنه لا يتقن التعامل مع أدوات المهنة والأخلاق الخاصة بها.
هل ترى أن الصحافة البحرينية تفرض نفسها على القرّاء؟ بمعنى هل تجد فيها مواد قوية تجذب القارئ لها؟
- هذا بعد آخر في الصحافة بشكل عام، فالصحيفة أحياناً تركز على الخبر، وهذا في الوقت الحالي يعبر عن حالة خاطئة، والمطلوب التركيز على التحليل والتفسير بدرجة أكبر، فكما تعلم أن الصحف تنقل عادةً أخبار اليوم السابق، فإن أرادت أن تسابق «اليوتيوب» والإذاعة والتلفزيون فستخسر، وأحياناً تكون نسبة العمق والتفسير ونسبة الخبراء الذين يستضافون دون المستوى في بعض الصحف فتخرج الصحيفة كأنها أخبار، وبالتالي لن ينجذب إليها المتلقي، وهذا يعبر عن بعد آخر يرتبط بالصحافة على مستوى العالم، لكنها نقطة في غاية الأهمية بحيث يجب على الصحافة اليومية أن تركز على ما وراء الخبر، تفسيراً وتحليلاً، وهذا أفضل لها حتى تستطيع أن تنافس المنصات الجديدة.
العدد 4973 - الإثنين 18 أبريل 2016م الموافق 11 رجب 1437هـ
لايوجد إعلام خارجي والداخلي ساهم في تشويه صورة المملكه
للاسف في ازمه 2011م لاحظنا لايوجد إعلام خارجي ولاتوجد أنشطه اعلاميه دور السفير والدبلوماسي تخليص التأشيرات الروتين المقيت بل لقيناهم غير متفاعلين في مايسهم في تجميل صورة البلد والشعب كانو بصمة عار بجداره كنّا طالبات بالخارج ودور الإعلامي الخارجي عندنا ميت بل لايوجد من الأساس إعلام