هل أصبحت السعادة شبحاً نسمع به ولا نراه، أو حلماً لا نعيشه، فرغم الهم والضيق والقلق والخوف والحزن والشعور بالوحدة والإكتئاب أحياناً، فهناك فرصة للحصول على السعادة في الحياة، طالما لا نزال أحياء، فما الذي ينقصنا لكي نكون سعداء؟ وهل السعادة فصلت على من ينعم بالخير وأمنياته محققة دون عناء؟ أليس كلنا نستحق السعادة؟
اختلف المهتمون في مفهوم السعادة، بعضهم عرّفها بأنها هي إحساس بالمتعة والانبساط، لذا فهي حالة تحدّدها اللحظة وليس الشخص، فتبعاً لذلك يصبح الحصول على ما نحرم منه هو السعادة، فيرى الفقراء أن السعادة تكمن في المال. والعشّاق يرونها في الوصل والالتقاء، والغرباء في العودة إلى الوطن. والسجناء يرونها حين يستنشقون الحرية خارج السجن، في حين عرّفها آخرون بأنها طاقةٌ من الرّضا في تقبل الواقع، لذا فهي ليست حالة، بقدر ما هي متعلقة بالشخص نفسه، يعني ربما تكون فقيراً وسعيداً في آنٍ واحد، بمعنى أن يقنع الإنسان نفسه في كل الأحوال بأنه سينجح في الحصول على السعادة، فتحقيقها ليست مشكلةً تحتاج إلى تفكير، بقدر ما هي همةٌ للتغيير نحو ما نريد تحقيقه، وما يحقق لنا السعادة فعلاً.
لذا فإن علماء النفس يجدون بأن على كل فردٍ أن يسأل نفسه دائماً أين تكمن سعادته؟ وعليه أن يكتب قناعاته ويجربها أكثر من مرة، ليكتشف مكامن الخلل، لذا من يرى في تحقيق السعادة عملية صعبة، عليه أن يقنع نفسه بهذه العبارة «هي ليست سهلة، ولكنّها شعور أنا مصدره».
ولأهمية السعادة في نهضة الإنسان ونمائه، يرصد لذلك تقرير سنوي للدول، يعرف بـ «تقرير السعادة العالمي»، يقاس مستوى السعادة فيه على شعور مواطنيها بالسعادة، وقد أظهر تقرير السعادة العالمي لعام 2015 بأن سويسرا احتلت المقدمة كأكثر الشعوب سعادة من بين الـ 158 دولة التي غطّاها المسح، بينما جاءت الولايات المتحدة في المركز الخامس عشر، واليابان في المركز الحادي والعشرين، وروسيا في المركز الرابع والستين، في حين جاءت الصين في المركز الرابع والثمانين.
وفيما يتعلق بالدول العربية، جاءت دولة الإمارات كأكثر الشعوب العربية سعادةً وفي المركز العشرين عالمياً، تلتها سلطنة عمان في المركز الثاني والعشرين، وقطر في المركز الثامن والعشرين، والسعودية في الترتيب الخامس والثلاثين، تليها الكويت في المرتبة التاسعة والثلاثين، ثم البحرين في المركز الـ49. أما الدول الأقل سعادةً، فقد جاءت سورية في المركز الـ156 على مستوى العالم بسبب أوضاعها الأمنية المتدهورة.
الحصول على السعادة تكمن في إيجابيتنا، واعتبار أن الحوادث والمشكلات من حولنا هي فرصةٌ للتحدّي والتغيير، ومدى الاستفادة من الماضي، والتحمّس للحاضر والتشوّق للمستقبل. لذا فإن الأمن والطمأنينة والسكون هو السعادة، والتي تكمن في إيماننا بالله، وتجنب ظلم الآخر وفقاً لقوله تعالى «الذِين آَمنوا ولَمْ يَلْبِسُوا إِيمانهُمْ بِظُلمٍ أُولئكَ لَهُمُ الأَمنُ وهُمْ مُهتدونَ» (الأنعام، الآية 82) .
إقرأ أيضا لـ "رملة عبد الحميد"العدد 4972 - الأحد 17 أبريل 2016م الموافق 10 رجب 1437هـ
نسمع عنها
من وين تجي السعادة ..اولا دنا بدون اعمال وبشهاداتهم الجامعية وحاملين طموحهم ودخلوا الثلاثين لاعمل ولااسرة ولاسكن .السعادة نرتجيها في الاخرة من رب العباد..ام مقهورة تبحث عن السعاة المسروقة