قال رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة: "بعون الله فإن البحرين سائرة في طريق التقدم وبحكمة جلالة الملك نحن على ثقة بأننا مقبلون على ما أهو أفضل لهذا الوطن وشعبه وبعزم الحكومة وتماسك الشعب سنصل إلى طموحنا ومقاصدنا في تحقيق ما يطمح إليه هذا الشعب خدمياً ومعيشياً وذلك من خلال جهود حكومية متواصلة لجعل ثروة بلادنا وموارده مسخرة لتوفير أفضل الخدمات الصحية والعلاجية والتعليمية والإسكانية والاجتماعية لأبناء هذا الوطن".
جاء ذلك لدى استقباله بقصر القضيبية صباح اليوم الأحد (17 أبريل/ نيسان 2016) عدداً من المسئولين في مملكة البحرين ورجال الأعمال والصحافة.
وأكد سموه أن ما يحدث في بعض دول المنطقة من فوضى وعدم استقرار سياسي يؤكد أن الديمقراطية التي لا تكون ضمانة للأمن والاستقرار لن تحقق غاياتها وأهدافها، فالتجربة أثبتت أن الأمن والاستقرار هو المطلب الأساسي للشعوب فحتى تلك التي كانت تنشد الديمقراطية صار أقصى طموحها اليوم أن تأمن على نفسها وأن تعيش في أجواء مطمئنة بعد أن تجرعت ويلات الفوضى والانفلات الأمني على أيدي المتسترين خلف الديمقراطية، لافتاً سموه إلى أن بعض السياسيات قد كرست للأسف مفاهيم لا محل لها على أرض الواقع وكان الهدف من ورائها نشر الفوضى التي توقف عجلة التقدم والتنمية في بعض الدول.
وخلال اللقاء، أوضح سموه أن عاهل البلاد عمل الكثير من أجل رقي هذا الوطن وازدهار شعبه، ويجب على الجميع من مؤسسات دستورية وشعبية التلاقي حول هدف أسمى في الحفاظ على ما تحقق من إنجازات ديمقراطية وسياسية واقتصادية حازت إعجاب العالم والعمل على تنمية المنجز الوطني وتطويره.
ودعا صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء إلى ضرورة التمسك بالوحدة الوطنية والتماسك المجتمعي في مواجهة أفكار التطرف التي تحولت لأدوات لتخريب مقدرات الوطن، مجدداً سموه التأكيد أن شعب البحرين سيظل عصياً على كل من يحاول أن يزرع الفرقة والانقسام بين أبنائه.
وأكد أن ما نراه من إرهاب في أنحاء متفرقة من العالم يؤكد ضرورة أن تتحد الجهود من أجل القضاء على هذه الآفة، داعياً سموه إلى تقوية الدعائم الراسخة للتعاون الخليجي بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية أمنياً واقتصادياً واجتماعياً، وفي كل ما يدعم ويقوي وحدتها ويعزز من قدراتها وإمكاناتها في مواجهة الأخطار المحدقة بالمنطقة.
وشدد على ضرورة الاستعداد الدائم لمواكبة التغيرات والتطورات المتسارعة على الأصعدة كافة، وما تفرضه من تحديات أمنية واقتصادية، مؤكداً سموه أن الهاجس الأول لحكومة البحرين هو الحفاظ على أمن البحرين واستمرار وتيرة البناء لخدمة المواطن.
بعدها، أشاد صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء بدور الصحافة الوطنية وإسهاماتها في الشأن الوطني، منوهاً سموه بإسهامات الكتاب الخليجيين في الصحافة البحرينية والذي يعكس حجم الترابط بين شعوب دول المجلس ومشاعر المحبة التي تكنها لمملكة البحرين. وحث سموه رجال الصحافة والإعلام على أن تظل أقلامهم سلاحاً في مواجهة الإرهاب والتطرف، مشيداً سموه بما يطرحونه من أفكار في كتاباتهم ومقالاتهم تعكس مدى حرصهم على مصلحة الوطن واستقراره. وتطرق سموه مع الحضور إلى الشأن الاقتصادي، حيث أكد سموه أهمية أن يكون البيت الجامع للقرار التجاري متوحداً وأن تلتقي جهود المسئولين عن هذا القرار على مزيد من التماسك والتلاقي على هدف واحد يخدم اقتصادنا ويعود بالنفع على الشارع التجاري.
بعدها، استعرض سموه مع الحضور جملة من القضايا المتصلة بالشأن الإقليمي والدولي، حيث أكد سموه أن مواقف مملكة البحرين متزنة مع جميع دول العالم، ويدها ممدودة بالتعاون إلى كل من يبادلها الحرص والسعي نحو تحقيق المصالح المشتركة، لافتاً سموه إلى أن مملكة البحرين ترفض كل فكر هدام يقوض الأمن ويهدد استقرار الدول وهي في هذا السبيل تعمل يداً بيد مع المجتمع الدولي.
وحيا في هذا الصدد الدور الذي تضطلع به المملكة العربية السعودية الشقيقة وجهودها في لم الشمل العربي والإسلامي حتى استعاد الموقف العربي اليوم تأثيره وقوته في السياسة العالمية.
وأكد صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء أن كل دولة من دول مجلس التعاون سند للأخرى، لافتاً سموه إلى أن مواقف دول المجلس الداعمة لبعضها البعض تستند إلى إرث تاريخي من الأخوة والترابط الذي يجمع دول وشعوب دول الخليج العربية.