تناولنا في المقالة السابقة ولا زلت مصرة على استرجاعكم للمعلومة السابقة، في مساعدة الأبناء على حسن اتخاذ القرار، ومدى التأثر بالآخرين، والانقياد لما يملى عليهم، فهل نحن كآباء قريبون منهم؟ وأول آلية ادفع بها إليكم مقولة، احمه وسانده وساعده على حسن اتخاذ القرار فهو زورق النجاة له.
ففي مجال الجريمة أو في مجال العنف والإعتداءات الجسدية أو الجنسية، وجدت أن بعض الأطفال زُجّ بهم لارتكاب جريمة قد تكون بدافع التجربة والتقليد، وكانت البنية التحتية للطفل غير معدة ويسهل اختراقها، فقد كانت هناك واقعة المشاركة في حرق إطارات على الطريق العام، أطفال يلعبون في المنطقة بأمان، جاءهم زميل يكبرهم بقليل طلب منه حمل قناني الكوكتيل (المولوتوف) لمساعدته في نقلها، ففعلوا دون نقاش، وساروا خلف زميلهم ليجدوا أنفسهم على الطريق العام، حيث كان هناك بالغون قد وضعوا إطارات وأشعلوها، فطلب منهم أن يلقوا القناني لتعلوا النار، ففعلوا فانكسرت أحد الزجاجات وهي مشتعلة، وكانت بقربه، فانجرت وأحدثت بأحدهم إصابة بليغة. لقد استدرج ليكون طرفاً في واقعة وإصابة بليغة به، فليس له ذنب إلا أنه لم يعد ولم يوجه له النصح في اتخاذ القرار، فلم يحسن اتخاذ القرار ولو كان الوضع على عكس ذلك لكانت النتيجة مختلفة.
لابد أن تعرضوا على الطفل أفكاركم وما تعتقدونه. ساعدوه ووجهوه وأسدلوا إليه بالنصح، واعرضوا آراءكم، دعوه يتخذ القرار، وصوبوا له قراراته لو حادت عن الصواب، اسمعوا لهم، حاوروهم، ناقشوهم، وفي بعض الأمور اليسيرة اتركوا لهم الخيار النهائي دون تشبث بتنفيذ آرائكم وقراراتكم، فالمساحة بين المساندة والمساعدة والتحكم رفيعة جداً، كما تجنبوا الخوف والحماية الزائدة. لابد من التوضيح لهم بعقبات التصرف غير السوي، أو التعامل مع العنف الذي قد يظهر عليهم إن لم يسيطروا عليه. وكافئوهم دائماً على حسن اتخاذ القرار، ليتعودوا أن يقولوا هذا صواب، وهذا خطأ. عودوه أن يقول لا في مكانها، ونعم في مكانها، عودوه أن تعطوه مساحة أن يفصح عن رأيه، وهي البداية في القرارات المهمة مستقبلاً.
- هل الوالدان هما فقط المؤثران على الطفل، أم هل المدرسة والأصدقاء والانترنت والشارع هي فقط المؤثرة على الطفل؟ بالتأكيد لا.. أصبح العالم مفتوحا؛ بل في داخل منزلك متابعة الأطفال والقرب منهم هي التي تحدّد مدى تأثر الطفل بالآخرين، فقد يكون التأثير إيجابياً أو قد يكون سلبياً، ففي واقعة وردت للنيابة لطفلة قاصر ذهبت ضحية لتأثرها بطفلة أخرى زميلة لها، قادتها إلى الانحراف، ولبعدها عن رقابة الوالدين، وعدم التواصل، والتأثر السلبي، زُجّ بها في علاقات غير مشروعة مع بالغين، بعيداً عن عين وعلم الأسرة فأودت بمستقبلها وجرحت طفولتها على مدى أربع سنوات.
فلستم وحدكم من يربّي الأبناء ويؤثر فيهم. هناك أصدقاؤه، ومدرسته، والشارع، والتلفزيون، والإنترنت وغيره كثير... لا أقول لك احبس ابنك وامنعه من كل هذا. على العكس، تقبلوا هذه الحقيقة وتعاملوا معها، الحماية الحقيقية بأن تكونوا منفتحين على كل ما يتأثر به ابنك.
إقرأ أيضا لـ "الشيخة نورة بنت عبدالله آل خليفة"العدد 4971 - السبت 16 أبريل 2016م الموافق 09 رجب 1437هـ
شكرا
مقال رائع وصريح ويمس المجتمع
موضوع مهم ويلامس الواقع شكرا لكم
مقال ممتاز
كلام جميل يا الشيخة نورة
وياريت تكتبين مقالات اكثر عن مواضيع الاسرية . مثل نصائح و تربية لآباء و الامهات قبل الاولاد.
لاسف شديد تربية الابناء غير صحيحة بعض اشياء.
بعض مواقف التي اراه يقول الاب لابنه الي ضربك ضربه . يأخذ الاب هذا موقف سريعا بدل ما تناقش موقف حل و تسوية افضل من ضرب
الله كريم