تعهد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أمس السبت (16 أبريل/ نيسان 2016) من بيروت، محطته الأولى في جولة شرق أوسطية، بأن بلاده ستقدم دعماً فورياً إلى لبنان لتعزيز قدراته العسكرية ومئة مليون يورو على ثلاث سنوات لمساعدته على مواجهة أزمة اللاجئين.
وفيما لا يزال منصب الرئاسة شاغراً في لبنان منذ قرابة العامين، عبر هولاند خلال زيارة العمل التي يقوم بها إلى هذا البلد وتستمر يومين عن تمنيه بأن يلتقي في المرة المقبلة رئيس الجمهورية اللبنانية.
وأعلن هولاند أن فرنسا ستقدم إلى لبنان 50 مليون يورو ابتداءً من العام الجاري ضمن «مئة مليون يورو خلال السنوات الثلاث المقبلة»، لمساعدته في مواجهة أزمة اللاجئين وذلك خلال مؤتمر صحافي مع رئيس الحكومة اللبناني تمام سلام في السرايا الحكومية في وسط بيروت.
وأوضحت مصادر من الدوائر المقربة لهولاند أن الدعم الكامل يتمثل بمئة مليون يورو، ضمنها 50 مليون يورو العام الجاري لتسريع المساعدات.
ويستضيف لبنان الذي يعاني من محدودية الموارد، والتركيبة السياسية والطائفية الهشة، 1,1 مليون لاجئ سوري يعيش معظمهم في ظروف مأسوية، فيما لا يتخطى عدد سكانه الأربعة ملايين.
وكان هولاند قال في وقت سابق «تحيط بلبنان الأزمات والحروب، فيما يريد لبنان أن يعيش في الوحدة والأمن». وأضاف «بالإضافة إلى الحروب على أبوابه والتهديد الإرهابي، استضاف لبنان ويستضيف عدداً كبيراً من اللاجئين».
واستهل هولاند لقاءاته في بيروت بعد ظهر السبت باجتماع عقده مع رئيس مجلس النواب اللبناني، نبيه بري في مبنى البرلمان في وسط بيروت.
وبحسب جدول أعمال الزيارة التي تستمر يومين، سيزور هولاند اليوم (الأحد) مخيماً للاجئين السوريين في شرق لبنان حيث سيلتقي عائلات سورية مرشحة للجوء إلى فرنسا.
وتستضيف فرنسا بدورها أكثر من عشرة آلاف لاجئ سوري.
وأشار هولاند إلى أن وزير الخارجية الفرنسي، جان مارك ايرولت يحضر لاجتماع «للمجموعة الدولية لدعم لبنان لاستقطاب جميع المساعدات».
وبحسب مصادر من دوائر الرئيس الفرنسي فإن ايرولت سيزور لبنان في 27 مايو/ أيار.
و تعهد هولاند، خلال زيارته الثانية إلى لبنان منذ وصوله إلى سدة الرئاسة، أيضاً بتقديم «دعم فوري» لتعزيز قدرات لبنان العسكرية. وقال إن فرنسا ستقدم «مساعدة فورية لتعزيز القدرات العسكرية للبنان».
وأشار إلى أنه خلال الأيام المقبلة، سيحدد وزير الدفاع الفرنسي، جان إيف لو دريان مع نظيره اللبناني المعدات اللازمة «لتعزيز قدرة لبنان على ضمان أمنه». وخلال المؤتمر الصحافي مع بري، قال هولاند إن لبنان يعيش مرحلة «حاسمة» كونه «يجب أن تحلوا هذا الأزمة وأن تمنحوا لبنان رئيساً للجمهورية».
وتابع «أريد أن أعود إلى لبنان في أسرع وقت ممكن للقاء رئيس الجمهورية اللبنانية، ولكن ليس لديّ إجابة لهذا الأمر، الإجابة لديكم أنتم البرلمانيون».
وأعرب بري بدوره عن «ضيق لا نستطيع أن نخفيه، فقد كنا نتمنى أن يكون هذا الاستقبال في القصر الجمهوري».
وبحث هولاند وبري مواضيع عدة بالإضافة إلى الدعم الفرنسي للجيش اللبناني وأزمة اللاجئين، من بينها الإرهاب والحروب في المنطقة من سورية إلى اليمن والعراق وليبيا.
وبعد لبنان سيتوجه هولاند إلى مصر لزيارتها الأحد والإثنين، ومنها إلى الأردن الثلثاء.
العدد 4971 - السبت 16 أبريل 2016م الموافق 09 رجب 1437هـ