ربما تكون مجرّد كيد نساء لإغاظة الطرف الآخر أو وسيلة جديدة للتعبير عن الشعور، ولكنها من طريق التقنيات الجديدة وعبر وسائل التواصل الاجتماعي، ففي الوقت الذي أصبحت فيه حفلات الزفاف تتقلص وتقتصر على الأقربين، ارتفع صوت حفلات الطلاق الدارجة في كل مكان وعلى مختلف المستويات، التي قد تكون «كيكة» تعلق الخبر أو حفلة طائلة تتقدمها بطاقات الدعوة وتنهيها الفرقة الموسيقية، ولكن الأمر هنا مختلف تماماً فبعد التكتم على قصة «الطلاق» من الطرفين، أصبح إعلان لحظة الطلاق من الأمور التي أصبح التعبير عنها بمنتهى السهولة ، وذلك وفق ما نقلت صحيفة "الحياة" أمس الجمعة ( 15 أبريل/ نيسان 2016).
ولعلّ «سناب شات» كشف الكثير من المستور مما يقع خلف الكواليس الأسرية، من كل ما له علاقة بتفاصيل حياة الأسر الخليجية والعربية، وذلك بإظهار جوانب لطالما كان يخفى عن الكثيرين طريقة حدوثها أو تفاصيل أحداثها، ومن ذلك على سبيل المثال حدوث «الطلاق» الذي كان يحدث في ظروف سرية غالباً، ولكن «سناب شات» سمح بالتعبير للبعض عن شعوره في لحظة الانفصال، وانتشرت في الآونة الأخيرة حالات جديدة بعبارات غير معتادة كـ«رايحة أتطلق» و«تم الخلع» و«طليقي ما حضر الجلسة».
إذ لم تتوان بعض الفتيات من اللاتي يراجعن المحاكم بقصد الطلاق في تصوير لحظات الانفصال وكواليس الجلسات، وردّ فعلهن حيال ذلك الحدث الذي قد يعتبره البعض مصيبة والبعض الآخر لحظة الخلاص، وذلك عبر برنامج «سناب شات» مع توثيق الحالة بتعليق مختصر يشفي غليل اللحظة ويوضح تفاصيل الجلسة، وبين تنوع الجلسات من «طلاق» و«خلع» لطرف واحد فقط من هذه القضية، وهي المرأة التي كان «الطلاق» أحد الأمور التي تخفيها عن المجتمع ونظرته، ولكنها أصبحت هي الطرف المعلن له بكل جرأة.
ينطبق هذا على أثير محمد التي كانت لحظة الطلاق بالنسبة لها هي لحظة الخلاص كما ذكرت، لهذا استحقت منها طقساً مميزاً للاحتفال به عند صدوره، وتقول: «لقد عاش معي أصدقائي المضافون في سناب شات تفاصيل قضيتي مع طليقي وامتداد جلسات الحكم على مدى عام ونصف العام من الأخذ والردّ والتغيّب والرفض والمماطلة، إلى أن أقدمت على خلعه وإنهاء الأمر، فبدا لي مناسبة جميلة أشاركها مع من شاركوني لحظاتي العصيبة».
بينما تعزي خلود الشهري توثيقها للحظة الطلاق في «سناب شات» أنه من باب مشاركة اليوميات مع الأهل والصديقات، ولم يعد أمر «الطلاق» أو الانفصال أمراً سرياً وخطراً للغاية، فالمجتمع أصبح أكثر تقبل للأفراد الذين يقررون مصير ارتباطهم من دون أدنى لوم.
وبالنسبة لأم مهند ريان التي أعلنت قبل 3 أسابيع خبر انفصالها بواسطة «بوست» مليء بالزهور عبر «سناب شات»، ترى أن المرأة أكثر جرأة من الرجل في التعبير عن مشاعرها، وخصوصاً إذا كان هو طرفاً مسبباً للألم في العلاقة، فتعتبر الإعلان نوعاً من الانتصار والفوز بالحرية والخلاص منه.
كل هذه القصص الظاهرة التي لم تظهر كان وراءها دوافع وأسباب، ولكن هل تتوقف تصوير اليوميات بعرض كل ما كان خافياً خلف كواليس الحياة الاجتماعية، وإبراز كل ما لم يكن ليبرز لولا وسائل التواصل الاجتماعي.