العدد 4970 - الجمعة 15 أبريل 2016م الموافق 08 رجب 1437هـ

العصفور ينتقد تحول النقد لحالة انتقام بين الطوائف والجماعات

 الشيخ ناصر العصفور
 الشيخ ناصر العصفور

عالي - محرر الشئون المحلية 

15 أبريل 2016

انتقد خطيب جامع عالي الكبير، الشيخ ناصر العصفور، «تحول النقد في مجتمعاتنا لحالة من التشفي والانتقام وانتصار فئة على اخرى او طائفة على اخرى او جماعة على جماعة اخرى»، وتساءل «في سبيل ماذا، تضيع هذه الاوقات والاعمار والجهود المضنية؟».

وأضاف، في خطبة أمس الجمعة (15 أبريل/ نيسان 2016)، «في سبيل ماذا، هذه الحروب الطاحنة والمستمرة في مجتمعاتنا؟ ما هي السلبيات والنتائج الكارثية التي يفرزها هذا الوضع من التشنج والدخول في المماحكات والصراعات التي لا طائل من ورائها ولا فائدة سوى إيغار الصدور واستحكام العداوات ونشر الاشاعات؟».

وعرج العصفور على دور وسائل الإعلام، فقال «لاحظوا مواقع التواصل ووسائل الاعلام المختلفة، مقروءة ومرئية ومسموعة، والتي تعج بكل هذه الامور. كلها مشغولة بالآخرين، ولا تهتم ببناء الانسان والاوطان، فكلها معاول تعمل على اشغال الانسان وتوجيه اهتماماته الى الآخرين، حتى تحولت مجتمعاتنا اشبه ما تكون الى ساحة حروب طاحنة مستعرة ومستمرة، فالى متى نبقى على هذه الوتيرة وعلى هذا النسق الذي يؤدي لتدمير الانسان والاوطان؟».

وفي الإطار ذاته، أشار العصفور إلى صفات المؤمن، من بينها انشغاله باصلاح نفسه والناس منه في راحة، معتبراً أن الانشغال بسلبيات الآخرين ونسيان الانسان لنفسه وعيوبه له سلبياته الخطيرة والكثيرة بل ينتج مشكلات لا حصر لها، وأضراراً دنيوية وأخروية.

وتابع «لو نظرنا الى واقع مجتمعاتنا وما تعانيه في كثير من مشكلاتها، وخصوصاً في جوانب الصداقات والعلاقات على مستوى الفرد والجماعات وعلى مستوى المكونات، ففي الواقع ان ذلك يرجع لهذه السلبية وللاهتمام والتركيز على الامور الصغيرة والهامشية وعلى الامور الشخصية عوضاً عن الامور الهامة المصيرية التي تهم الانسان».

كما تطرق العصفور إلى مساوئ حالتي الغضب والانفعال، محذراً من تداعيات ذلك، بالقول «هناك من يغضب لأتفه الاسباب ويتحول لكتلة من الانفعال والغضب، وهؤلاء بحاجة لجرعات من الصبر والحلم وضبط النفس والسيطرة على الاعصاب، وذلك بتذكر مساوئ الغضب، ففي الحديث (إن لم تكن حليماً فتحلم)».

وأضاف «من ما ورد في أساليب علاج الغضب والتخفيف من حدته، ان يغير الانسان وضعه حالة الغضب، من القيام الى الجلوس، او من الجلوس الى حالة الاضطجاع».

وفي سياق تعداد مضار الغضب، قال «لو راجعنا ذلك من الناحية الصحية، فان مضار الغضب كثيرة كما يؤكد المختصون، حيث يتسبب الغضب في اجهاد القلب من خلال تدفق الكمية الكبيرة من الدم الى القلب والتي تتسبب في ضخها حالة الانفعال، ليؤدي ذلك لتصلب الشرايين وارتفاع ضغط الدم وزيادة نسبة السكر في الدم».

ونوه إلى تفاخر البعض بحالة الغضب والهيجان، كونه يرد الصاع صاعين، غير انه في الواقع، لا يعبر عن شجاعة بل عن ضعف، فالإمام علي (ع) يقول «الغضب شر ان اطعته دمر»، و «اذا غضبت فاسكت».

عطفاً على ذلك، رأى العصفور ان اتخاذ القرارات في حالة الغضب من أسوأ الامور التي تؤدي للندم، وقال «كم من قطيعة استمرت لسنوات نتيجة موقف انفعالي بل ربما ادى الغضب لارتكاب جريمة او خطأ فادح لا يمكن اصلاحه، ولو تأملنا في الجهد الذي يبذله الانسان في السيطرة على الغضب في وقته، لرأينا انه اسهل من معالجة الاثار والاضرار المترتبة على الغضب».

العدد 4970 - الجمعة 15 أبريل 2016م الموافق 08 رجب 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً