حذر رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي من أن الأزمة السياسية التي يشهدها العراق بشأن الإصلاحات لمكافحة الفساد قد تعوق الحرب ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش).
وتصاعدت الأزمة هذا الأسبوع مع إلغاء جلستي تصويت في البرلمان بشأن تعديل حكومي منتظر طرحه العبادي في إطار حملته لمكافحة الفساد. وحدثت مشادات بين المشرعين يوم الأربعاء بعد إلغاء محاولة التصويت الأولى يوم الثلثاء. وبعد الإلغاء الثاني للتصويت أمس الأول (الخميس) أجرى عشرات من المشرعين تصويتًا غير رسمي عزلوا فيه رئيس البرلمان.
وقال العبادي في بيان صدر مساء أمس الأول الخميس (14 إبريل/ نيسان 2016) «إن الخلافات داخل مجلس النواب وعدم التوافق على التعديل الوزاري أدى إلى تعطيله في الوقت الحاضر، وإن الاستمرار في ذلك قد يساهم في عرقلة عمل الحكومة ويؤثر على العمليات البطولية لتحرير مدننا وقرانا من احتلال داعش الإرهابية».
ويأتي العراق في الترتيب 161 من بين 168 دولة في مؤشر الفساد السنوي للعام 2015 الذي تصدره منظمة الشفافية الدولية. والعراق دولة كبرى في تصدير النفط ولديها أحد أكبر الاحتياطات النفطية في العالم. وأصبح الفساد قضية رئيسية بعد أن انهارت أسعار النفط العالمية قبل عامين الأمر الذي أدى إلى انكماش موازنة الدولة في وقت تحتاج فيه لدخل إضافي لشن حرب ضد «داعش» الذي يسيطر على مناطق واسعة من الأراضي في شمال وغرب العراق بينها مدينة الموصل.
من جانبها أعربت بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي) عن قلقها البالغ إزاء الأزمة السياسية المستمرة، ودعت قادة البلاد إلى إجراء حوار بناء لحل خلافاتهم.
وقال نائب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق والقائم بأعمال رئيس بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق جورجي بوستن إن الأزمة تهدد بإصابة مؤسسات الدولة بالشلل وإضعاف الوحدة الوطنية، في وقت ينبغي أن تركز فيه كل الجهود على محاربة تنظيم «داعش» والقيام بإصلاحات، وإنعاش الاقتصاد وإعادة تنشيط أداء الدولة، حسبما أفاد بيان صحافي أصدرته البعثة أمس (الجمعة).
وأضاف بوستن أن «الطرف الوحيد المستفيد من الانقسامات السياسية والفوضى وإضعاف الدولة ومؤسساتها هو تنظيم داعش. ولا ينبغي أن نسمح بحدوث هذا».
في المقابل، خرج المئات من العراقيين أمس في مظاهرات في ساحة التحرير وسط بغداد للمطالبة بإقالة الرئاسات الثلاث وتصحيح مسار العملية السياسية في البلاد.
وحمل المتظاهرون أعلام العراق وهتفوا بشعارات للمطالبة بإقالة الرئاسات الثلاث (التشريعية والتنفيذية ورئاسة الجمهورية) وتشكيل حكومة تضم شخصيات من التكنوقراط، ومحاربة الفساد الاداري والمالي وتأييد خطوة عدد من نواب البرلمان الذين رفعوا شعار إقالة هيئة رئاسة البرلمان العراقي. وشارك عدد من نواب البرلمان العراقيين المعتصمين داخل البرلمان العراقي في المظاهرة.
ميدانيّاً، ذكرت الشرطة العراقية أن إمام وخطيب جامع اغتيل فجر أمس برصاص مسلحين مجهولين جنوبي مدينة كركوك.
العدد 4970 - الجمعة 15 أبريل 2016م الموافق 08 رجب 1437هـ