قال وسيط الأمم المتحدة في النزاع الدائر في اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد أمس الجمعة (15 أبريل/ نيسان 2016) أمام مجلس الأمن «لم نكن قريبين يوماً إلى هذا الحد من السلام».
وأكد أن «المفاوضات ستبدأ في 18 أبريل» في الكويت، مُحذِّراً من أن «النجاح يتطلب تسويات صعبة» من المتحاربين.
يأتي ذلك في وقت أعلن فيه مسئولون يمنيون أن قوات من الجيش والشرطة اليمنيين طردت أمس مقاتلين من تنظيم «القاعدة» من مدينة الحوطة مركز محافظة لحج الجنوبية. وتابع المسئول أنه «تم توقيف 49 شخصاً يشتبه بانتمائهم لتنظيم القاعدة خلال العملية».
في الأثناء، قال مسئولون أميركيون لوكالة «رويترز» إن الولايات المتحدة تدرس طلباً من دولة الإمارات العربية المتحدة بتقديم دعم عسكري يساعد في شن هجوم جديد ضد تنظيم القاعدة باليمن.
واشنطن، عدن - وكالات
قال مسئولون أميركيون لوكالة «رويترز» إن الولايات المتحدة تدرس طلباً من دولة الإمارات العربية المتحدة بتقديم دعم عسكري يساعد في شن هجوم جديد ضد تنظيم «القاعدة» باليمن، في وقت أعلن فيه مسئولون يمنيون أن قوات من الجيش والشرطة اليمنيين طردت أمس الجمعة (15 أبريل/ نيسان 2016) مقاتلين من التنظيم من مدينة الحوطة مركز محافظة لحج الجنوبية.
وقد تتيح حملة عسكرية إماراتية تدعمها واشنطن لإدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما فرصة للمساعدة على توجيه ضربة جديدة للتنظيم الذي وضع في السابق مخططات لإسقاط طائرات أميركية وأعلن مسئوليته عن الهجوم على صحيفة «شارلي إبدو» الفرنسية العام الماضي.
واستغل تنظيم «القاعدة في جزيرة العرب» الفوضى الناجمة عن الحرب الأهلية في اليمن ليكتسب قوة أكبر من أي وقت مضى ويسيطر في الوقت الراهن على مساحات من الأراضي اليمنية.
وقال المسئولون الأميركيون إن الإمارات طلبت مساعدة الولايات المتحدة في عمليات إجلاء طبية وبحث وإنقاذ خلال القتال ضمن طلب أكبر بدعم جوي ومخابراتي ولوجيستي أميركي.
ولم يتضح هل يشمل الطلب الإماراتي إرسال قوات أميركية خاصة وهي المحملة بالفعل بأعباء كبيرة في ظل الصراعات الدائرة في العراق وسورية وأفغانستان. وقال المسئولون الذين طلبوا عدم نشر أسمائهم، إن الإمارات تجهز لشن حملة على تنظيم «القاعدة في جزيرة العرب» لكنهم رفضوا الإدلاء بتفاصيل.
وتلعب الإمارات دوراً رئيسيّاً في التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية في اليمن ضد الحوثيين. ورفض البيت الأبيض ووزارة الدفاع الأميركية التعليق ولم يجب مسئولون حكوميون في الإمارات على طلبات للتعليق.
وتأتي دراسة واشنطن للطلب الإماراتي قبل حضور أوباما الأسبوع المقبل قمة لزعماء دول الخليج العربية في السعودية. ويتصدر جدول أعمال القمة الصراع المتعدد الأطراف في اليمن.
يأتي ذلك فيما قامت قوات من الجيش والشرطة اليمنيين أمس بطرد مقاتلين من التنظيم من مدينة الحوطة، على ما أعلن مسئولون في الاجهزة الامنية.
وقال أحد المسئولين إن القوة المختلطة من الجيش والشرطة انطلقت من عدن على مسافة 30 كيلومتراً جنوب الحوطة ودخلت مركز محافظة لحج فسيطرت على المباني العامة وأقامت حواجز أمنية.
وتابع المسئول أنه «تم توقيف 49 شخصاً يشتبه بانتمائهم لتنظيم القاعدة خلال العملية». وأفاد مسئول آخر أن مقاتلي «القاعدة» انسحبوا إلى مزارع في جوار المدينة حيث يدور تبادل إطلاق نار بينهم وبين قوات الأمن.
وأوضح المسئول أن «العملية تهدف إلى ضمان أمن عدن» التي أعلنتها القوات الموالية عاصمة مؤقتة لليمن فيما يسيطر الحوثيون وحلفاؤهم من القوات الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح على العاصمة صنعاء وقسم كبير من شمال البلاد وغربها.
وسبقت العملية غارات استمرت يومين وشنتها بحسب مصادر عسكرية مروحيات «أباتشي» تابعة للتحالف العربي بقيادة السعودية الذي يتدخل في اليمن دعماً للسلطات المعترف بها دوليّاً، مستهدفة مواقع لتنظيم «القاعدة» في محيط مدينة الحوطة. وفي عدن انفجرت سيارة مفخخة في حي المنصورة المركزي قرب مبنى تابع لوزارة الخارجية، من دون أن تسفر عن ضحايا، وفق مصادر أمنية في المدينة. واستفاد متشددو «القاعدة» وتنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) من الفوضى الناجمة عن النزاع في اليمن لتكثيف عملياتهم في جنوب اليمن وجنوب شرقه.
في إطار آخر، انطلقت مسيرة لأنصار الحوثيين في العاصمة اليمنية صنعاء أمس. وشارك آلاف من الموالين لجماعة «أنصارالله» الحوثية في هذه المسيرة في شارع المطار، رافعين شعارات تطالب بإيقاف القصف الجوي والحصار الذي تفرضه قوات التحالف العربي بقيادة السعودية على اليمن منذ أكثر من عام.
العدد 4970 - الجمعة 15 أبريل 2016م الموافق 08 رجب 1437هـ
