كشفت مصادر إعلامية أنه في تطور جديد لما يعرف بقضية “قايد الدروة” بإقليم برشيد وتحرشه بسيدة متزوجة، والذي أدى إلى اعتقال زوجها، أن الشرطة القضائية اعتقلت اليوم الجمعة (15 أبريل/ نيسان 2016) قائد “الدروة” المعزول، في إطار مسطرة الامتياز القضائي، وثلاث أعوان سلطة، حسبما نقلت موقع "المغرب 24" الإخباري.
وأكدت المصادر ذاتها أن الشرطة القضائية حلت اليوم بمنزل القائد وقامت باقتياده في حالة اعتقال، إضافة إلى ثلاث أعوان سلطة تسلموا مبلغ 2300 درهم رشوة في الملف، لتتم متابعة الأربعة في حالة اعتقال.
وكشفت المصادر عن وجود معطيات تفيد بتورط عامل إقليم برشيد في الموضوع، بسبب قيامه بتوجيه القائد المذكور إلى توريط المواطن الموضوع رهن الاعتقال في كمين، لإسقاطه في الابتزاز قبل متابعته قضائيا.
هذا، وأشار موقع "أحداث أنفو"، إلى أن القضية هزت الرأي العام المغربي كله لأنها جمعت السلطة والجنس والمال دفعة واحدة.
وتشير بداية القصة، حسبما نشر موقع "خريبكة زوم" الإخباري، إلى أنه انتشرت على يوتيوب مقاطع فيديو يظهر قائد بمنطقة الدروة في غرفة نوم إحدى السيدات وهو يرتدي ملابسه الداخلية، ويظهر في الفيديو الشخص الذي وصف بأنه قائد وهو يستعطف زوج السيدة وأفراد من أسرتها.
قصة ما أصبح يعرف بفضيحة ’’القائد العاري في غرفة نوم سيدة‘‘ بدأت ببناء رشيد وتو وزوجته غرفتين على سطح منزلهما بشكل عشوائي بدون ترخيص، وانتهت بتوقيف الزوج ومتابعته بتهمة ’’تكوين عصابة إجرامية مختصة في الاحتجاز والتهديد مع الابتزاز‘‘.
في شهر مايو/ أيار من السنة المنصرمة، قرر رشيد وتو وزوجته بناء غرفتين ومطبخ وحمام، على سطح منزلهما الذي يقع ضمن نفوذ الملحقة الإدارية المسيرة الخضراء بمنطقة الدروة. ما حصل هو أن رشيد قرر البناء بدون الحصول على ترخيص.
’’تم البناء بتفاهم بين أعوان السلطة ورشيد‘‘ يقول عبد اللطيف نوال والد الزوجة سهام نوال، وأضاف ’’تفاهم صهري والأعوان على مبلغ مالي مقابل أن يسمحوا له بالبناء، وكان التفاهم حول مبلغ 2300 درهم‘‘.
الورطة
شهر يناير/ كانون الثاني الماضي تلقى رشيد استدعاء للحضور لدى قائد الملحقة الإدارية المسيرة الخضراء بالدروة، حينها أخبره القائد أنه قام ببناء مخالف للقانون واستفسره إن كان سلم رشوة لأعوان السلطة، ’’حينها اعترف رشيد أنه سلم للأعوان مبلغا ماليا قدره 2300 درهم‘‘ يضيف عبد اللطيف نوال.
وحسب رواية الزوجة سهام نوال، طلب القائد من زوجها التوقيع على وثيقة يقر فيها بأنه سلم لأحد أعوان السلطة المبلغ المذكور، وتفاديا لهدم البناء رضخ الزوج للقائد ووقع وصادق على الوثيقة التي طلبها بتاريخ 07 يناير الماضي، ’’حينها شرع القائد بابتزازنا‘‘ تقول الزوجة.
وحسب ما صرح به رشيد وتو للدرك الملكي أثناء استنطاقه، فقد حاول تقديم مبلغ مالي للقائد ليغض الطرف، والتقى الاثنان بأحد مقاهي الدار البيضاء يوم 16 يناير الماضي، حيث رفض القائد تسلم مبلغ 2000 درهم وقنينة عطر، لكن الأمور اتخذت منحى آخر.
’’الكمين‘‘ قائد بملابس داخلية في غرفة النوم
تقول سهام إن القائد اتصل بزوجها ليخبره بأنه سيقدم على هدم البناء المخالف، هذا الأخير طلب من أحد أصهاره التدخل لدى القائد الذي طلب منه ارسال الزوجة ليبحث معها التفاهم. ’’أول مرة التقيت بالقائد كانت بتاريخ 05 فبراير 2016 في إحدى المقاهي بحي المعاريف بالدار البيضاء‘‘ تقول سهام.
حاولت سهام بدورها تقديم ’’الهدية‘‘ للقائد إلا أنه رفض تسلمها حينها وقال ’’أريد أن تكون الهدية في جلسة بعقلها وليس بهذا الشكل‘‘ تروي سهام، وتضيف ’’اكتشفت أنه يلمح إلي ويطلب شيئا آخر لكنني تظاهرت بعدم الفهم‘‘.
واتهمت سهام في حديثها إلينا القائد بالتحرش بها سابقا ’’اكتشفت أنه هو الشخص نفسه الذي كان يعاكسني أمام المدرسة حين كنت أذهب لجلب ابنتي، ويوحي بإشارات يطلب رقم هاتفي والحديث إلي، هذا حدث قبل 5 أشهر من بداية المشكل وحدثت به أحد أفراد العائلة، لكني لم أكن أعرف من يكون واكتفيت بتجاهله‘‘.
بعد اللقاء بين سهام والقائد، شرع الأخير مساء نفس اليوم بمراسلتها عبر رسائل نصية بواسطة أحد تطبيقات الهاتف. وفي اليوم الموالي ’’اعترضني في الشارع وأظهر الوثيقة التي وقعها زوجي وخيرني بين الامتثال لرغباته أو إرسال زوجي إلى السجن لمدة لا تقل عن خمس سنوات‘‘ تقول سهام قبل أن تضيف ’’طلب مني بشكل صريح معاشرته وبتفصيل بوضعيات شاذة‘‘، اتهامات خطيرة اتصلنا بالقائد مرارا من أجل الرد عليها لكن هاتفه ظل يرن بدون جواب.
وجد رشيد وسهام نفسيهما في مأزق بعد أن تجاوز الأمر تخوفهما من هدم البيت إلى الخوف من السجن بوثيقة يعترف فيها الزوج بتقديم رشوة، مقابل مسؤول يستخدم نفوذه من أجل تلبية نزواته حسب اتهام الزوجين فقررا استدراجه.
السخان إشارة الصفر
بعد رسائل متبادلة بين القائد وسهام بمعرفة زوجها، حضر القائد في الساعة الأولى من صباح يوم الأحد جاء إلى البيت، على الساعة الواحدة ليلا، حيث أوهمته سهام أن زوجها في سفر.
’’فتحت الباب ودخل وجلسنا في الصالون لمدة 10 دقائق، تحدث فيها أنه يريدني منذ البداية، ثم طلب مني الجلوس بقربه، حينها طلبت منه الدخول إلى غرفة النوم فقام مسرعا‘‘ تقول سهام، وتضيف ’’نزع سرواله واستأذنته في الدخول إلى الحمام لأنظف أسناني‘‘.
إشارة الصفر بين سهام وزوجها وصديقه الذي حضر لمؤازرته كانت تشغيل السخان الذي يعمل بشكل تلقائي عند فتح الصنبور، عندها هرع رشيد وصديقه إلى غرفة النوم فيما شرعت الزوجة في تصوير تفاصيل ما جرى في الغرفة.
قضى القائد مدة يستعطف رشيد الذي واجهه غاضبا وفي يده ساطور، وسرد للثلاثة تفاصيل الضغط على الزوجين، قبل أن يخلي الزوج سبيله، ’’بالنسبة لنا أصبحت لدينا وسيلة للضغط على القائد من أجل تسليمنا الوئيقة التي يبتزنا بها‘‘ قالت سهام. وهكذا اتجه الطرفان إلى التفاهم حول مقايضة الوثيقة بالفيديو ويذهب كل إلى سبيله، وبدت صفقة مربحة للزوجين تجنب رشيد السجن وتجنب سهام ابتزاز القائد.
صفقة الزوجين مع القائد لم تسر على ما يرام. فالأخير حسب رواية سهام أضمر الغدر، فقد تلقى رشيد اتصالا من القائد يطلب منه موافاته بمقهى توجد بمحطة وقود قرب مطار محمد الخامس، حيث أعد القائد بمعية رجال الدرك كمينا للزوج.