قدر كرة اليد في البحرين أن تكون ممثلة في أندية معظمها من الأندية القروية الفقيرة التي لا تمتلك الإمكانات المالية والمنشآتية، وقدرها أن الأندية التي يمكن تصنيفها في اللعبة على أنها أندية ثرية هي من بين الأندية الأخرى في الرياضة البحرينية تعتبر متوسطة.

فقدت كرة اليد البحرينية خلال السنوات الماضية عدداً من الأندية ذات الإمكانات والقدرات المالية والجماهيرية مما جعل ظهرها مقوساً إلى حد يمكن أن ينطبق عليها المثل الشعبي «الاسم شايع والبطن جايع» كالمحرق والمنامة والبسيتين والحد وفي السبعينيات الرفاع.

لذلك، علينا أن نتخيل أن لاعبين كتبوا سطوراً في تاريخ الرياضة البحرينية وعاشوا الاحتراف وأسماؤهم في الخارج أشبه بنار على علم ولعبوا بطولة كأس عالم يعانون من مشكلة أزلية اسمها «وظيفة حكومية»، فيما لاعبون في ألعاب أخرى لم يركبوا طائرة من أجل مباراة ودية أمورهم ميسرة وسهلة.

قلت يوماً لأحد اللاعبين الدوليين: «الوظيفة التي تطلبها في القطاع الحكومي يمكن أن تحصل على أفضل منها في القطاع الخاص كمسمى ورواتب ومزايا»، أجابني «أستطيع العمل في القطاع الخاص وبراتب أفضل ولكنني سأترك اللعبة وهذا ما لا أريده، ولكني لو أجبرت على ذلك فحياتي ومستقبلي أولى».

بعد التأهل لكأس العالم ثلاث مرات خلال 8 سنوات وبعد التتويج بأول ميدالية ملونة في لعبة جماعية في دورة الألعاب الآسيوية وبعد ملامسة حلم اللعب في الأولمبياد وبعد السمعة التي حققتها البحرين كبلد وكلعبة أمام عمالقة اللعبة في العالم، ماذا يريد وينتظر المسئولون عن الرياضة أكثر؟.

عباس العالي... الرئيس والوالد

قبل 11 عاماً، دخلت اختباراً في قسم المحليات في «الوسط» ولم أوفق، قيل لي في ذلك الوقت إن قسم الرياضة يبحثون عن محررين إن كانت ميولك رياضية، بالفعل توجهت إلى القسم الرياضي ووجدت أستاذي عباس العالي، اختبرني حتى آمن بإمكانية أن أكون محرراً رياضياً ووجه إلى ضمي، «أبوأحمد» احتضنني ووجهني وعلمني حتى اعتقد الزملاء في القسم لفترة طويلة جداً أنني توظفت بواسطته غير أنني لم ألتقية إلا في ذلك اليوم، لولا توفيق الله ثم إيمان العالي بقدراتي لما وفقت لممارسة هوايتي المفضلة في «الوسط»، لذلك وهذه القامة الإعلامية التي غمرتني بروحها الأبوية تترجل عن الصحافة الرياضة من الواجب أن أقول لها «شكراً لك، يا من أفضاله عليّ لا تنسى».