ما سبق كان عنوان محاضرة ألقيتها في الملتقى الخليجي لممارسي العلاقات العامة الذي أقيم مؤخرا في البحرين تحت عنوان: «العلاقات العامة الرقمية».
والسؤال هنا: هل سحبت مواقع الإعلام الاجتماعي البساط من تحت أقدام شركات العلاقات العامة؟
الإجابة هي بالنفي طبعاً، حيث يعتبر الجزء الأكبر والمهم هنا هو كيفية استفادة ادارة العلاقات العامة من مواقع التواصل الاجتماعي وجعلها وسيلة فعالة للتفاعل مع المستهلكين لمعرفة ما يهتمون به ويفضلونه لتطوير المنتجات والخدمات وبالتالي زيادة في الأرباح.
فقد أتاحت مواقع التواصل الاجتماعي للمسوقين والعاملين في العلاقات العامة استخدامها للتأثير بشكل مباشر لإشهار العلامات التجارية والتفاعل مع الزبائن وكسبهم، إضافة إلى التأثير على اتجاهات الجمهور، وخلق الولاء لخدمة أو منتج وحتى فكر أو إيديولجية معينة.
ولقد ازداد الاعتماد على مواقع الإعلام الاجتماعي في أداء مهام العلاقات العامة بهدف تعزيز صورة المنظمة أو الشخص الذي يستخدم هذه المواقع لدى المتعاملين معه، وتكوين الرأي العام والتواصل مع الناس بطريقة مؤثرة وسريعة، والتعامل مع الأحداث الطارئة والحد من الضرر الذي قد يلحق بسمعة المؤسسات.
لكن هل استخدم مواقع الإعلام الاجتماعي عبر موظفي مؤسستي أم اعتمد على شركة علاقات عامة؟، هنا أؤكد أن جميع الأقسام داخل المؤسسة بما فيها قسم العلاقات العامة، والتسويق والـ»براندينغ» (أو إشهار العلامة التجارية) والإعلانات وخدمة الزبائن، كل واحد منها رأى أن له ضلعاً في هذه الصناعة الجديدة.
فمع تزايد إدراك أصحاب العلامات التجارية لما يمثله الإعلام الاجتماعي من فرص للشركة وتهديدات على سمعتها في نفس الوقت، فإن وكالات العلاقات العامة هي الأولى بإدارة الإعلام الاجتماعي، وإن مسئولية المختصين بالعلاقات العامة في إدارة العلاقة بين الشركة والزبائن ستجعلهم أقدر الناس على إدارة الفضاء الاجتماعي للشركة عن طريق تقديم الاستشارات القيمة في آليات التواصل وتحقيق النتائج التي ستؤثر في ما يطلبه الزبائن.
أنا شخصيًّا أنصح بأن يكون هناك مزيج من المستخدمين بين شركة العلاقات العامة والمؤسسة نفسها، بحيث يرسم المختصون في شركة العلاقات العامة الاستراتيجيات الكبرى ويتولون مسألة التدريب، فيما ينهض العاملون من داخل المؤسسة بالعمل اليومي؛ لأنهم الأكثر قدرة على الحديث عن مؤسستهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
من الناحية التقنية يجب القول إن مواقع التواصل الاجتماعي ليست واحدة من حيث الاستخدام في العلاقات العامة، فالإمكانيات التي يقدمها فيسبوك مثلا في إعلان الفعاليات وتسجيل الحضور والنشر الفوري لها لا تتوافر في موقع مثل انستغرام، لكن للأخير استخداماته في العلاقات العامة أيضاً.
وعند الحديث عن الناحية التقنية فلا بد من التأكيد على أهمية كل من المحتوى والتفاعل، فالصورة... ثم الصورة... ثم الصورة، حيث الانتشار الواسع للإنفوجرافيك وتبادل الصور والقصص البصرية ستدفع المختصين في مجال العلاقات العامة إلى اعتماد استخدام الرسائل البصرية بدلا من المقروءة للمنافسة في سوق مزدحمة بالمحتوى.
وإن اتقان استخدام مواقع الإعلام الاجتماعي من قبل العاملين في العلاقات العامة يمكنهم من أداء مهمتهم في خلق الثقة بين مقدم الخدمة أو المنتج أو الفكرة أو النهج وبين الجمهور، وترسيخ المصداقية والدقة والمهنية العالية كنهج رئيسي لعمل العلاقات العامة.
كما أن مواقع التواصل الاجتماعي تساهم في خلق فرص جديدة لدى شركات العلاقات العامة، فبات لدينا راسم استراتيجية الظهور على مواقع التواصل الاجتماعي، وصانع محتوى: فيديو، صورة، نص، غرافيكس..، ومسئول تفاعل مع الجمهور، وغير ذلك.
إقرأ أيضا لـ "علي سبكار"العدد 4969 - الخميس 14 أبريل 2016م الموافق 07 رجب 1437هـ