العدد 4969 - الخميس 14 أبريل 2016م الموافق 07 رجب 1437هـ

أردوغان يحث المسلمين على تجاوز الانقسامات لمحاربة الإرهاب

في قمة منظمة التعاون الإسلامي في إسطنبول

صورة جماعية لقادة الدول المشاركة في قمة منظمة التعاون الإسلامي في إسطنبول - reuters
صورة جماعية لقادة الدول المشاركة في قمة منظمة التعاون الإسلامي في إسطنبول - reuters

حث الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس الخميس (14 أبريل/ نيسان 2016) عشرات من زعماء الدول الإسلامية المشاركين في قمة منظمة التعاون الإسلامي في إسطنبول على إنهاء الانقسامات المذهبية في العالم الإسلامي والاتحاد في مكافحة الإرهاب.

وتسعى تركيا إلى إظهار نفوذها بين 1,7 مليار مسلم في العالم، وخصوصاً في أراض كانت خاضعة للأمبراطورية العثمانية، في قمة تستمر يومين لمنظمة التعاون الإسلامي التي تترأسها أنقرة للسنتين القادمتين.

غير أن القمة التي تجمع أكثر من 30 من رؤساء الدول والحكومات، تهيمن عليها نزاعات تشهد انقسامات مذهبية في سورية واليمن.

ومن بين كبار المشاركين في القمة العاهل السعودي الملك سلمان والرئيس الإيراني حسن روحاني في لقاء علني نادر، وتردد أن الرجلين تبادلا بعض الكلمات.

وقال أردوغان مفتتحاً القمة «أعتقد أن أكبر تحد يتعين علينا التغلب عليه هو المذهبية. ديانتي ليست المذهب السني أو الشيعي. ديانتي هي الإسلام».

وأضاف «يجب أن نتحد. في النزاعات وفي الطغيان، المسلمون فقط هم من يعانون» مضيفاً أن القمة قد تكون «نقطة تحول» للعالم الإسلامي برمته.

وهاجم أردوغان تنظيم «داعش»، ومتطرفي جماعة «بوكو حرام» الإسلامية في نيجيريا ووصفهما بأنهما «تنظيمان إرهابيان يخدمان الأهداف الشريرة ذاتها».

وقال إن منظمة التعاون الإسلامي قبلت اقتراحاً تركياً بإقامة مركز تنسيق للشرطة متعدد الجنسيات للدول الإسلامية من أجل محاربة المتطرفين، تكون إسطنبول مقراً له.

وأضاف «نحن بحاجة لإقامة منظمة لتعزيز التعاون في الحرب ضد الإرهاب».

التوترات التركية المصرية

وتنعقد القمة وسط إجراءات أمنية مشددة في إسطنبول، العاصمة السابقة للسلطنة العثمانية.

وتم نشر نحو خمسة آلاف شرطي إضافي لضمان سير القمة بشكل سلس في المدينة التي شهدت هجومين انتحاريين هذا العام أعلن تنظيم «داعش» مسئوليته عنهما.

غير أن سياسات تركيا في الشرق الأوسط تثير جدلاً، حيث تعارض دول إسلامية عدة دعم الحكومة الإسلامية للمعارضة المسلحة في سورية.

وفيما تعد القمة إحدى أهم اللقاءات التي تجمع الرؤساء في إسطنبول منذ سنوات، يبرز غياب عدد من كبار القادة مثل عاهل الأردن الملك عبد الله والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.

فعلاقات تركيا مع القاهرة لا تزال مقطوعة منذ الإطاحة بالرئيس الإسلامي محمد مرسي في 2013، فيما العلاقات مع عمّان تشهد خلافات حول سورية.

وتولت تركيا رئاسة منظمة التعاون الإسلامي خلفاً لمصر التي قرأ وزير خارجيتها، سامح شكري رسالة قصيرة من الرئيس السيسي يؤكد فيها التزام القاهرة تجاه المنظمة.

العاهل السعودي

يكشف الانقسام مع إيران

وقبل القمة قام الملك سلمان بزيارة لأنقرة اعتبرت مؤشراً إلى التحسن الكبير في العلاقات بين تركيا والسعودية الذي سجل منذ اعتلائه العرش في 2015.

والخميس وقع وزيرا خارجية البلدين بحضور أردوغان والعاهل السعودي محضر إنشاء مجلس التنسيق السعودي التركي للتنسيق بين البلدين في المجالات الدبلوماسية والاقتصاد والتجارة وغيرها من المجالات.

وفي كلمة أمام القمة قال العاهل السعودي «إن واقعنا اليوم يحتم علينا الوقوف معاً أكثر من أي وقت مضى لمحاربة آفة الإرهاب».

وفي انتقاد مبطن لإيران دان العاهل السعودي «التدخل السافر في شئون الدول الإسلامية، ونشر الفتن والانقسامات وإثارة النعرات الطائفية والمذهبية واستخدام الميليشيات المسلحة لغرض زعزعة أمننا واستقرارنا بغرض بسط النفوذ والهيمنة».

وترى السعودية وتركيا أن إزاحة الرئيس السوري بشار الأسد هي مفتاح حل النزاع السوري، وهما تدعمان فصائل مسلحة تقاتل نظامه.

وحذر محللون من أنه يتعين على تركيا ان تخطو بحذر في تحالفها مع المملكة، حتى لا يعد ذلك تحالفاً مذهبياً يستهدف إيران.

وفي مؤشر إلى رغبة أنقرة في الحفاظ على توازن دقيق، من المقرر أن يبدأ روحاني زيارة منفصلة لتركيا بعد القمة.

العدد 4969 - الخميس 14 أبريل 2016م الموافق 07 رجب 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً