اظهر استطلاع للراي نشرت نتائجه اليوم الخميس (14 ابريل/ نيسان 2016) إن غالبية كبيرة من سكان مدينة بن قردان التونسية الحدودية مع ليبيا، تعتبر أن انتشار الرشوة في صفوف قوات الأمن هو أول عامل يسهل اختراق الحدود بين البلدين.
وشهدت بن قردان الشهر الماضي هجمات المتشددين غير مسبوقة على ثلاث منشآت أمنية.
والاستطلاع اجرته منظمة "انترناشونال ألرت" بالتعاون مع اساتذة جامعيين ومتخصصين، وحمل عنوان "دراسة حول الوضع الاقتصادي والاجتماعي والأمني من وجهة نظر سكان المناطق الحدودية بالجنوب التونسي: بن قردان وذهيبة".
وعرضت نتائجه في مؤتمر صحافي اليوم الباحثة ألفة لملوم رئيسة الفرع التونسي للمنظمة، لافتة إلى أنه شمل استطلاع آراء عينة تمثيلية لسكان مدينتي بن قردان وذهيبة المجاورة لها.
وردا على سؤال "ما الذي يسهل اختراق الحدود؟" أجاب 87.9 في المئة من المستطلعة آراؤهم في بن قردان و81.4 في المئة في ذهيبة أنه "انتشار الرشوة". وأفادت لملوم ان الامر يتعلق "بانتشار الرشوة في صفوف أجهزة الامن بمختلف تشكيلاتها".
وأوضح محمد علي بن زينة أستاذ الديموغرافيا في الجامعة التونسية ان "المقصود بالاختراق هو كل عملية اجتياز غير قانونية للحدود سواء للأشخاص أو البضائع أو أشياء أخرى".
ويعتقد التونسيون أن قوات الأمن هي الجهاز الأكثر فساداً في البلاد وفق نتائج استطلاعات راي لمنظمات دولية ومحلية.
واعتبر 79.2 في المئة من المستجوبين في بن قردان و72.6 في ذهيبة ان "نقص تجهيزات المراقبة" للحدود هو ثاني اسباب "اختراق الحدود".
وترتبط تونس وليبيا بحدود برية مشتركة طولها 500 كيلومتراً. وعلى هذه الحدود معبران رئيسيان هما راس الجدير القريب من بن قردان، ومعبر ذهيبة/وازن.
وينتشر على طول هذه الحدود تهريب المحروقات والسلع والمخدرات وأيضا الأسلحة. وتقول السلطات إن الاسلحة التي استخدمتها تنظيمات متشددة متطرفة في تنفيذ هجمات دامية في تونس تم تهريبها عبر الحدود من ليبيا، وأن عددا من عناصر هذه التنظيمات تلقوا تدريبا على حمل السلاح في معسكرات للمتشددين بليبيا.
وفي فبراير/ شباط الماضي، أعلنت وزارة الدفاع التونسية الانتهاء من إقامة "منظومة حواجز" تمتد على نحو نصف الحدود البرية مع ليبيا، هي عبارة عن خنادق وتلال رملية.
وقالت "انترناشيونال ألرت" اليوم ان هذا الحاجز "لا يوفر احساسا بالأمان لـ68.2 في المئة من المستجوبين ببن قردان و76.3 في المئة بذهيبة".