التقى ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة جيرالد كافنديش غروفنر، دوق وستمنستر، واستعرض معه العلاقات البحرينية البريطانية، وقد نوّه سموّه إلى الحرص المشترك على تعزيز التعاون الثنائي بما يخدم مصلحة البلدين والشعبين الصديقين.

وكما أكّدنا للجميع من قبل، فإننا مع سياسة سلمان بن حمد، ونعلم أنّنا نحتاج إلى هذا النوع من الصداقة والتعاون المشترك، ولكن كيف يتم التعاون المشترك بين البلدين؟!

نعتقد أنّ هناك 3 جوانب لابد أن نهتم بها، حتى يزيد التعاون المشترك، أوّلا التعليم، إرسال طلبة الى بريطانيا، وارسال طلبة بريطانيين الى البحرين، فمن خلال بعثات التعليم سنجسر الهوة بيننا وبين المجتمع البريطاني، وكذلك سيطّلع أبناؤنا على ثقافة مغايرة لثقافتهم التي اعتادوا عليها.

ثانيا، لابد لنا من التعاون العسكري، فبريطانيا كانت وما زالت حليفتنا، وهي قوّة لا يُستهان بها الى يومنا هذا، وتعزيز التعاون العسكري أيضا يتم بالتوأمة وبتبادل الخبرات وزيادة ورش العمل والمؤتمرات، التي تنصب في صالح البلدين والعالم أيضاً.

ثالثا، وهو الأهم الاقتصاد، نحن حاليا نعاني من الاقتصاد الضعيف المضطّرب، ولابد لنا إن كنّا نريد تعديل الوضع الاقتصادي أن نتعرّف على السوق البريطانية، ونشتري الحصص والأسهم التي ستزيد من خزينة الدولة.

بالطّبع ولي العهد أعلم منّا في هذه الشئون الثلاثة، لكن يبقى تسليط الضوء على جانب التعليم من الأمور التي لا نستطيع تجاهلها، فمتى تعاونّا مع الغرب في هذا الشأن بالذّات، فاننا نستثمر في العقول، وما أفضل من الاستثمار في العقول؟! ليس هناك أفضل من هذا الاستثمار، ذلك أنّ العوائد كبيرة، ولنا في تاريخ البحرين الأسوة الحسنة، ففي الستّينات والسبعينات تلك الفترة الذهبية التي مرّت علينا، تمّ ابتعاث أكثر الأبناء الى الخارج للتعليم، وكان ربحنا كبيراً جدًّا جدًّا.

وأيضاً ان كنّا نريد التعاون مع بريطانيا، فإننا نريد التعاون مع دول عظمى أخرى، ونحن على يقين بأنّ التعاون مع الولايات المتّحدة هو الآخر من أقوى العلاقات بيننا وبينهم، الاّ انّ التوسّع في العلاقات أمر مهم من أجل التنوّع والتجديد.

فعلى سبيل المثال علاقة التعاون الاقتصادية مع اليابان قد يفيدنا كثيرا، اذ انّ المصانع هناك متطوّرة جدّا، والتقنية متطورة هي الأخرى، ونستطيع ابتعاث أبنائنا للدراسة والعلم، وجلب طلبة لتعلّم اللغة العربية عندنا، وهذا سيرد بمردود طيّب على الاقتصاد البحريني.

عندما نتكلّم عن تطوّر ونماء علاقة أيٍّ كانت، فإنّنا نسلّط الضوء على خبرة الآخرين، في جميع المجالات، والبحرين سبّاقة في ذلك منذ الخمسينات، ونستطيع تدارك الأزمة المالية التي تعصف بنا من خلال هذا النوع من العلاقات، وليوفّق الله ولي عهدنا سلمان بن حمد لكل ما هو خير للبحرين وأهلها وقيادتها.