شهدت منافسات دوري الدرجة الثانية في النمسا، عودة اللاعب أندرياس شيكر بيد صناعية، بعد أن فقدها في انفجار حدث عام 2014، فيما أكد مختصون أنها حالة فريدة من نوعها، بحسب ما افاد موقع السومرية نيوز اليوم الاربعاء (13أبريل/نيسان 2016).
فعندما حدث الانفجار في إحدى ليالي شهر (أكتوبر/ تشرين الثاني 2014) في المدينة الصغيرة بروك أن ديرمور توقف الزمن لوقت قصير بالنسبة للاعب أندرياس شيكر، فاللاعب النمساوي الممارس في دوري الدرجة الثانية فقد يده اليسرى خلال حادثة انفجار، وبدت عودته إلى الملاعب مستحيلة لينتهي بذلك مشواره الكروي.
وبعد عام ونصف طوى أندرياس الصفحة كليا، وقبل أسابيع قليلة سجل عودته إلى الملاعب بيد صناعية، وهو أمر فريد في عالم كرة القدم كما أكد ذلك كبير أطباء FIFA البروفيسور جيري دفوراك الذي قال "على حد علمي، إنها اليد الصناعية الأولى، وقبل سنتين تقريبا في النمسا كانت هناك حالة بساق صناعية ولقد أجزنا لها أيضا"، معتقدا أن "ذلك فيما لو لم يشكل خطرا على الخصم أو الزميل يعتبر أمرا يتعين علينا من الناحية الإنسانية السماح له، فالناس يعانون بما يكفي في جميع الأحوال".
وبدوره أكد اللاعب أندرياس شيكر أن "شعوره رائع شعور رائع بعد أن عمل بوقت طويل من أجل ذلك"، مشيرا إلى أنه "يشعر بالفخر لأنه مازال بإمكانه اللعب في نفس المستوى".
وأوضح شيكر أن "أي شخص يكن يعرف بيده الصناعية من قبل وكانت مغطاة بالقميص فلن يلاحظها أحد، وفي المباراة يتوقف عن التفكير في ذلك"، معتبرا أن "مايفرحه هو أنه يستطيع النهوض سريعا بعد السقوط، و اللعب يكون تلقائيا حتى أنه لا يكون لديه الوقت للتفكير في اليد الصناعية".
لكن في الأشهر الـ 18 الماضية واجه الكثير من الصعوبات، في البداية كان على الظهير الأيسر بمساعدة صديقته وعائلته أن يتعلم الكثير من الأمور من جديد، وعلى حد قوله فإن إيمانه بالعودة إلى ملعب كرة القدم كان دائما حاضرا، وصرح وأن الهدف هو التحكم باليد اليمنى قدر الإمكان في الحياة اليومية، وفي آذار 2015 توجه لأول مرة إلى مركز إعادة التأهيل ولاحظ أنه سينجح لأنه كان لديه شعور جيد.
وعليه، انطلق في الطريق الوعرة والصعبة وبدأ أيضا بالنسبة له تحدي ابتكار يد صناعية رياضية تتلاءم مع متطلبات المنافسة الكروية، وأكد في هذا السياق أن السؤال الكبير كان هو دائما كيف سيكون الأمر خلال المواجهات الثنائية والنزالات الهوائية والسقوط، في الحياة اليومية أحمل يدا صناعية أخرى كانت ستكون أثقل وأكثر صلابة، لهذا كانت اليد الصناعية الرياضية خطوة كبيرة إلى الأمام،ليس لديها أي دور لكنها يد فقط وقمت بتطويرها بالاستشارة مع الحكام للتأكد أنها لا تشكل خطر الإصابة.
وفي الوقت الحالي يملك شيكر في رصيده العديد من المشاركات في دوري الدرجة الثانية النمساوية رفقة نادي فيينر نويشتادت حيث كان عليه العمل كمساعد مدرب فقط، لكنه تمكّن هناك من ولوج الفريق وبات يلعب معه أكثر، حيث تفاجأ لأن بإمكانه خوض مباريات رسمية أيضا، أن كل مباراة هي مكافأة بالنسبة له،
ونجح شيكر في ما يعتبره الكثيرون أمرا مستحيلا وهو ما يشكل أملا جديدا لحالات مشابهة في ممارسة الرياضة على أعلى المستويات، وهو منفتح بكل تفاؤل على المستقبل وسعيد لوضعه الحالي ويتطلع لما سيأتي، ويجد مهنة التدريب ممتعة كثيرا،لكنه يمكننه أن يتصور أنه مازال بإمكانه اللعب".