عقد مجلس بلدي المنطقة الجنوبية أمس الثلثاء (12 أبريل/ نيسان 2016)، اجتماعاً غير اعتيادي حضرته شركة النظافة الإسبانية «UBASER» التي ستتولى المهام في محافظتي الشمالية والجنوبية للأعوام الخمسة المقبلة، وذلك لاستعراض خطة العمل التشغيلية للشركة بالفترة المقبلة.

وأعلن ممثلا الشركة (المدير العام والمدير التقني)، أنها ستبدأ أعمالها التجريبية اعتباراً من بداية شهر يونيو/ حزيران 2016 ضمن مرحلة انتقالية بالتنسيق مع الشركة الحالية المنتهي عقدها «سفنكس» للنظافة. على أن تتسلم الشركة مهامها كلياً على صعيد المحافظة الجنوبية اعتباراً من بداية يوليو/ تموز 2016، منوهين إلى أنهم سيقدمون للوزارة مع نهاية شهر أبريل/ نيسان الجاري خطة العمل التشغيلية، وكذلك برنامج العمال للمرحلة الانتقالية. علماً أن خطة عمل الشركة تنطبق نفسها بالنسبة للمحافظة الشمالية مع اختلاف في بعض التفاصيل.

ونفت الشركة تعرض المحافظة الجنوبية، وكذلك الشمالية لـ «أزمة نظافة» متوقعة خلال الأشهر الثلاثة أو الستة المقبلة. وأكدت أن التجهيزات والاستعدادات جارية بالقصوى المطلوبة من أجل بدء الأعمال التجريبية خلال يونيو/ حزيران ثم كلياً في يوليو/ تموز 2016 بحسب الموعد المحدد مع وزارة الأشغال وشئون البلديات والتخطيط العمراني.

وذكرت الشركة أن الآليات والمعدات لم تصل البحرين بعد، وأنها قيد التصنيع في البلد المصدر، وسنبدأ في استقدامها خلال الشهر الجاري والمقبل، لنبدأ في يونيو/ حزيران كما أسلفنا في الأعمال التجريبية ضمن مرحلة انتقالية، وتسلم المهام كلياً لاحقاً مع بداية يوليو/ تموز المقبل.

وبينت الشركة أنها ستقوم بعقد اجتماعات دورية بصورة أسبوعية تجمعها مع بلدية المنطقة الجنوبية من أجل أعمال المرحلة الانتقالية وتسلم الأعمال كلياً.

وأفادت الشركة بأنها ملتزمة بكل ما طرحته وزارة الأشغال وشئون البلديات ضمن الخدمات المطلوبة في إطار المناقصة التي أعلنت، وقدمنا إجاباتنا على استفسارات أعضاء المجلس البلدي الجنوبي في إطار الخدمات التي طلبتها الوزارة ووضعنا قيمة عطائنا (السعر) بناءً عليه. كما أننا نأمل في أن نقدم المزيد من الخدمات التي يطمح إليها المجلس البلدي.

وتطرق مدير عام الشركة والمدير التقني فيها إلى موضوع الموارد البشرية، وأكدا أن الشركة ستعتمد على العمال البحرينيين في الشركة السابقة «سفنكس» ممن ستتواصل معهم لتوظيفهم إن رغبوا، وكذلك الحال بالنسبة لجزء من العمالة الأجنبية، لكن نحتاج أيضاً لعمال أجانب جدد سنقوم نحن بتدريبهم على طرق النظافة الخاصة.

وفيما يتعلق بالتواصل مع المواطنين، أشار ممثلو الشركة إلى أن خطاً ساخناً مجانياً سيكون مفتوحاً على مدار الساعة، إلى جانب التطبيق الالكتروني عبر الانترنت، وكذلك مكاتب مفتوحة لاستقبال أي مراجعين.

وفي تفاصيل أكثر عن خطة عمل الشركة التشغيلية للأعوام الخمسة المقبلة على صعيد المحافظة الجنوبية، فإنها ستتكفل بإزالة نحو 213 طناً يومياً من النفايات المنزلية، وبمعدل 75 طناً يومياً من مخلفات أنقاض البناء، وبمعدل 58 طناً يومياً أيضاً من المخلفات الخضراء، وذلك بموجب الأرقام القياسية للعام 2014.

وستوفر الشركة 1767 حاوية لجمع النفايات في مختلف مناطق المحافظة الجنوبية، إلى جانب 10 في المئة من إجمالي عدد هذه الحاويات كاحتياطي لتغطية أي حاجة لاحقاً منها، إضافة إلى توفير 3 وحدات من الشاحنات الكبيرة والجرافات لرفع أنقاض البناء، وكذلك 3 وحدات من شاحنات ذات سعة 8 أطنان لجمع النفايات الخضراء، فضلاً عن 4 مراكز ثابتة لبراميل فرز النفايات وتدويرها تصحبها 3 أخرى متحركة.

ووفقاً للشركة، فإنها ستتكفل بالكنس اليدوي لنحو 638 كيلومتراً على صعيد المحافظة الجنوبية، بحيث يكون 214 عاملاً لكل 3 كيلومترات يومياً، تصحبها عملية مراقبة هرمية تبدأ من المدير العام إلى المدراء إلى رؤساء الأقسام وصولاً للمشرفين ثم العمال ميدانياً.

وأكدت الشركة أن لديها فريق عمل خاصاً يشمل 77 عاملاً لتنظيف وكنس المناطق والشوارع ذات الأهمية والأولوية وتشمل: الأسواق، الشوارع السريعة، الحدائق، المناطق المهمة، الشواطئ، المقابر. كما ستوفر آليات تعمل بالطاقة الشمسية لكنس الحدائق.

وستحتاج الشركة لأعمالها في المحافظة الجنوبية وكذلك الشمالية إلى 1301 عامل أجنبي بينهم نحو 300 موظف بحريني سيتولون مهام الإشراف والإدارة ميدانياً، وكذلك إدارياً، مؤكدة استعدادها لضم جميع البحرينيين العاملين في شركة النظافة المنتهي عقدها «سفنكس»، حيث ستتكفل بالاتصال بهم جميعاً للبدء في التوظيف عاجلاً.

وتطرقت الشركة إلى أنها ستهتم بالجانب التوعوي والتثقيفي في مجال عملها، وأنها ستوفر حافلة بيئية تتضمن برامج نوعوية لطلبة المدارس والأطفال والفعاليات الاجتماعية والرياضية والاقتصادية والسياحية وغيرها، فضلاً عن برامج إعلامية وثقافية أخرى.

وأكدت الشركة أنها وفرت موقعين كسكن للعمال واحداً في مبنى بجوار شركة ألمنيوم البحرين (ألبا) والآخر في المعامير، فيما استأجرت أرضاً مساحتها 18 ألف متر مربع كموقف وكراج للحافلات والمعدات الخاصة بالشركة.

من جانبه، اعترض العضو محمد موسى البلوشي على إبرام وزارة الأشغال وشئون البلديات والتخطيط العمراني العقد من دون العودة للمجلس البلدي والأخذ برأيه، والاكتفاء بإطلاعه على العقد بعد توقيعه والتصديق عليه بحجة أن الوزارة ستأخذ بالملاحظات لاحقاً. وقال: «العرض الذي قدمته شركة النظافة الإسبانية ركيك ولا يرقى للمستوى الذي نمى إلى علمنا بشأنه، بأنها ستكون شركة متطورة وبمستوى خدمات ووسائل رائعة. وكنا نطمح بشركة تلبي الغرض، وخصوصاً مع المساحة الكبيرة للمنطقة الجنوبية والكثافة السكانية فيها».

ورأى موسى أن «عدد العمال والمعدات والآلات لا يعطينا الاطمئنان. كما أن العرض استبعد أهم النقاط التي سبق وأن أصرت عليها المجالس البلدية مثل توفير صهاريج لمياه الأمطار، والمنازل المهجورة، وغيرها». فيما عاود التداخل بالتعليق لاحقاً: «أنا مصدوم، وكنت أتوقع عرضاً يثلج الصدر، وهذا كله نتيجة مركزية القرار لدى وزارة الأشغال وشئون البلديات والتخطيط العمراني».

ورد رئيس المجلس أحمد الأنصاري على موسى قائلاً: «لنقبل بالواقع وما فرض علينا حتى لا نكون في أزمة نظافة. علماً أن الشركة لا علاقة لها بموقف الوزارة في هذا الأمر، فهي تعاطت مع ما طرحته الوزارة وقبلت به، وأن أي أمور تفصيلية سنطرحها على الشركة ضمن الاجتماعات المقبلة»، مشيراً إلى أن «ملاحظات المجلس حول ملف عقد النظافة بالكامل رفعت للوزارة، ويعتبر هذا أمراً منفصلاً الآن عن الشركة التي يجب أن نتعاطى معها وألا نستعجل الأمور، ونقيم أداءها بعد دخولها حيز التنفيذ في الأشهر المقبلة».

من جانبه، علق أيضاً مدير عام بلدية المنطقة الجنوبية عاصم عبداللطيف قائلاً «إن على المجلس التريث وعدم الحكم على الشركة مبكراً، وأن يقيم مستوى عملها وخدماتها بعد دخولها حيز العمل ميدانياً».

وكانت وزارة الأشغال وشئون البلديات والتخطيط العمراني قد وقعت خلال ديسمبر/ كانون الأول 2015 عقدي شركتي النظافة الجديدتين لتولي مهام أعمال النظافة في المحافظات الأربع (العاصمة، المحرق، الشمالية، الجنوبية) لمدة 5 أعوام. وقسّمت «شئون البلديات» أعمال النظافة في المحافظات الأربع إلى فرعين، أحدهما يشمل محافظتي الشمالية والجنوبية، وقد ظفرت بمناقصة أعمال النظافة هناك شركة «UBASER .A» الإسبانية بعقد قيمته 46 مليوناً و56 ألفاً و47 ديناراً. وأما الفرع الثاني، فهو يشمل محافظتي المحرق والعاصمة، وقد ظفرت بمناقصة أعمال النظافة هناك شركة «AVERDA INT» اللبنانية بعقد قيمته 42 مليوناً و434 ألفاً و510 دنانير. إلا أن الوزارة ألغت العقد مع الأخيرة وتتفاوض حالياً مع شركة مدينة الخليج للتنظيفات لإرساء المناقصة عليها.