لمحت إسرائيل أمس الثلثاء (12 أبريل/ نيسان 2016) إلى أنها لا تعارض اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين مصر والسعودية والتي تضمنت عودة جزيرتين تقعان في البحر الأحمر إلى المملكة.
ووقعت مصر والسعودية الاتفاقية يوم الجمعة الماضي وقالت القاهرة في اليوم التالي إن الرسم الفني لخط الحدود أسفر عن وقوع جزيرتي صنافير وتيران داخل المياه الإقليمية للسعودية. وتقع الجزيرتان عند مدخل خليج العقبة.
وجاء في البيان الذي أصدرته الحكومة يوم السبت أن الجزيرتين كانتا تخضعان فقط للحماية المصرية منذ العام 1950 بناءً على طلب من الملك عبد العزيز آل سعود مؤسس المملكة العربية السعودية.
وأغلقت مصر مضيق تيران العام 1967 وهو ما دفع إسرائيل لشن حربها على مصر ودول عربية أخرى. وعندما أبرمت مصر وإسرائيل اتفاق سلام العام 1979 تعهدت القاهرة باحترام حرية الملاحة في العقبة وإيلات وهي الميناء الإسرائيلي الوحيد المؤدي إلى البحر الأحمر.
وقالت السعودية إنها ستلتزم بهذا التعهد عندما تتسلم الجزيرتين.
وذكرت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو أٌبلغ مقدماً بالاتفاقية المصرية-السعودية ولم يبد أي اعتراض على الفور.
ولم يعلق متحدث باسم الحكومة الإسرائيلية على تقرير الصحيفة لكن نائباً برلمانياً بارزاً في حزب الليكود اليميني الذي يقوده نتنياهو قال إن الاتفاقية لن تهدد إسرائيل.
وقال تساحي هنجبي الذي يترأس لجنه الشئون الخارجية والدفاع في البرلمان في مقابلة مع راديو الجيش الإسرائيلي «السعوديون الملتزمون بحرية الملاحة وفقاً للقانون الدولي لن يلحقوا الضرر بجوهر الاتفاق المبرم بين مصر وبيننا في هذا الشأن وستبقى حرية الملاحة في العقبة وإيلات كما هي».
وأشار بعض المعلقين الإسرائيليين إلى أن اتفاقية ترسيم الحدود البحرية والخطة المتعلقة بها لبناء جسر يربط بين مصر والسعودية عبر الجزيرتين ربما تسهل وصول المتشددين إلى سيناء.
لكن هنجبي رفض هذا الافتراض ووصفه بأنه «قلق متهوس».
ومن جانبها قالت السعودية إن الاتفاقية لن تغير موقفها من إسرائيل.
وقال وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير في مقابلة مع محطة (سي.بي.سي) الفضائية المصرية الخاصة يوم الأحد «لن يكون هناك علاقة مباشرة بين المملكة العربية وإسرائيل بسبب إعادة هذه الجزر».
وأضاف «هناك اتفاقية والتزامات وافقت عليها مصر تتعلق بهذه الجزر والمملكة العربية ملتزمة بهذه الالتزامات بدون أي علاقة أو أي تواصل مع الجانب الإسرائيلي».
من جانبه، قال الجيش الأميركي أمس (الثلثاء) إنه أبلغ مصر وإسرائيل رسمياً بأنه يراجع عمليات حفظ السلام في شبه جزيرة سيناء بما في ذلك سبل استخدام التكنولوجيا لتنفيذ مهام نحو 700 جندي أميركي هناك.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، جيف ديفيز «لا أعتقد أن أحداً يتحدث عن انسحاب (كامل). أعتقد أننا سننظر فقط في عدد الأشخاص هناك ونرى ما إذا كانت هناك مهام يمكن القيام بها آلياً أو من خلال المراقبة عن بعد».
العدد 4967 - الثلثاء 12 أبريل 2016م الموافق 05 رجب 1437هـ