زار وزير الخارجية الإيطالي باولو جنتيلوني طرابلس الثلثاء (12 ابريل/ نيسان 2016) لإجراء محادثات مع حكومة الوحدة الليبية وتعهد بدعم دولي واسع للحكومة الجديدة التي تسعى لتعزيز سلطتها.
وبذلك يكون جنتيلوني أول مسؤول غربي كبير يلتقي بالحكومة الجديدة في ليبيا منذ انتقالها إلى العاصمة قبل نحو أسبوعين.
وتأمل القوى الغربية في أن تتمكن الحكومة الجديدة من توحيد صفوف الفصائل المتناحرة في ليبيا وإنهاء الفوضى السياسية والتقدم بطلب مساعدة خارجية للتصدي لتنظيم الدولة الإسلامية ومكافحة تهريب المهاجرين عبر البحر المتوسط.
ولعبت إيطاليا القوة المستعمرة لليبيا سابقا دورا كبيرا في حشد الدعم للحكومة الجديدة. وبعد الاجتماع مع رئيس وزراء حكومة الوفاق الوطني فائز السراج قال جنتيلوني للصحفيين إنه يعتقد أن زيارته ستكون "سابقة تسير على خطاها دول أخرى".
وقال جنتيلوني "ندرس ونناقش جميعا إمكانية إعادة وجودنا الدبلوماسي هنا في طرابلس" على الرغم من أنه أضاف أن تواريخ ذلك لم تتحدد بعد.
وجرى إجلاء الدبلوماسيين الغربيين من طرابلس عام 2014 وسط اشتباكات عنيفة بين فصائل متناحرة.
وانتقل الكثيرون إلى العاصمة التونسية حيث دشنت الأمم المتحدة صندوقا للاستقرار لدعم حكومة الوحدة الثلثاء يهدف لإعادة بناء البنية التحتية ودعم الشركات لتقديم "مكاسب سريعة واضحة وملموسة للسكان على المستوى المحلي".
وتلقى الصندوق تعهدات من عدة بلدان شملت عشرة ملايين يورو (11.38 مليون دولار) من ألمانيا ومليوني دولار من كل من الولايات المتحدة وإيطاليا وقطر.
واجتمع السراج وجنتيلوني في قاعدة بحرية بطرابلس حيث يعمل المجلس الرئاسي منذ وصوله إلى العاصمة على متن سفينة قادمة من تونس.
وقد واجه المجلس مقاومة في طرابلس وفي شرق البلاد حيث كانت تتمركز حكومتان متنافستان وأغلق معارضو المجلس في طرابلس المجال الجوي للحيلولة دون وصوله إلى العاصمة جوا.
وقال جنتيلوني إن قرار المجلس الانتقال إلى العاصمة غير قواعد اللعبة وأضاف "نعتقد أن ذلك يمكنه أن يمهد الطريق لاستقرار ليبيا."
لكنه أشار إلى أن الحكومة لا تزال بحاجة لترسيخ سلطتها ولم تحصل بعد على موافقة البرلمان المعترف به دوليا والموجود في طبرق بشرق البلاد.
وقال جنتيلوني إن إيطاليا قدمت أول مساعدات غذائية وطبية لمنطقة طرابلس اليوم الثلاثاء وإنها تعتزم تقديم مساعدات للمستشفيات في مدينة بنغازي التي يمزقها الصراع في شرق البلاد.
وأضاف وزير الخارجية الإيطالي أن من المزمع أيضا عقد اجتماعات ثنائية بشأن الهجرة غير الشرعية وطرق النقل والمساعدة الأمنية لكنه قال إن التخطيط للتصدي للإرهاب يجب أن يكون بقيادة ليبية.
وتابع جنتيلوني قائلا "إذا طلبت السلطات الليبية وعندما تطلب دعما دوليا بشأن الأمن فسوف تتم دراسة ذلك ومناقشته في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة... هذا أمر لا يمكن اتخاذ قرار بشأنه في روما أو في لندن أو في واشنطن."
وقال السراج إنه على ثقة في دعم إيطاليا والمجتمع الدولي في المستقبل وإن مكافحة الإرهاب ستكون "أولوية".
وأضاف أنه يريد الانتقال من الزيارات البروتوكولية إلى اجتماعات أكثر فعالية وتخصصا.
وقد تمهد إعادة فتح البعثات الدبلوماسية الطريق في نهاية المطاف أمام عودة أطقم العمل الدولية في قطاع النفط رغم هجوم متشددي الدولة الإسلامية على بعض المنشآت النفطية الكبيرة في ليبيا في الآونة الأخيرة.
وتهدف حكومة الوفاق الوطني إلى أن تحل محل الحكومتين والبرلمانين المتنافسين في طرابلس وشرق البلاد. وكانت الحكومتان تحظيان بدعم من تحالفين فضفاضين من الفصائل المسلحة التي اكتسبت قوة بعد الإطاحة بمعمر القذافي عام 2011.