أكد نائب رئيس مجلس الأمناء والمدير التنفيذي لمركز عيسى الثقافي الشيخ خالد بن خليفة آل خليفة أن "حصول مركز عيسى الثقافي على الترتيب الثامن بين أهم مراكز البحوث والدراسات في الوطن العربي بحسب تقييم مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية جاء بفضل دعم القيادة للمركز وبفضل خلق توجه جديد للمركز بجعله مدرسة فكرية تجديدية تشكل إضافة نوعية للمفهوم السائد للثقافة، وينطلق من مفهومه للثقافة من عدة زوايا تحاكي واقع المجتمع وظروفه الراهنة، الامر الذي أعطى للمركز قيمة معنوية عالية في ترجمته للماضي والحاضر والمستقبل، وذلك من خلال تبني مبادرات الثقافة السياسية والتوعية والفكر السياسي والاستراتيجي وثقافة السلام والتعايش الإنساني.
جاء ذلك خلال لقاء صحافي عقده نائب رئيس مجلس الأمناء والمدير التنفيذي في مركز عيسى الثقافي.
وأشار الشيخ خالد إلى أن "عيسى الثقافي حصل على هذا المركز بسبب الدعم الأهلي أيضاً والمتمثل في مشاركة مختلف شرائح المجتمع في فعاليات المركز والدعم الإعلامي المتمثل في مختلف الجهات الإعلامية حيث يسعى حاليّاً إلى أن يكون بمثابة مظلة ثقافية لجذب جميع مثقفي العرب تحت هذه المظلة وجمع كل جهودهم لتصب في صالح الثقافة البحرينية، والتوجه جنباً الى جنب إلى توسع المركز من خلال اتصالاته الخارجية ومن خلال التجديد السنوي لمذكرة التفاهم مع سفارة الولايات المتحدة الأميركية في مملكة البحرين لإنشاء الركن الأميركي في المكتبة الوطنية بالمركز".
وأكد أن من الأسباب أيضًا التي جعلت مركز عيسى الثقافي في هذا المركز المتقدم "التوقيع على بروتوكول للتعاون الثقافي مع مركز زايد للدراسات والبحوث في أبوظبي، وتوقيع بروتوكول تعاون مشترك مع مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، وكذلك توقيع مذكرة تفاهم مع الارشيف الوطني التابع إلى وزارة شئون الرئاسة بدولة الإمارات العربية المتحدة بالإضافة إلى توقيع اتفاقية تعاون مع مكتبة الاسكندرية وتفعيل الربط الالكتروني وتوقيع عدد من بروتوكولات التعاون ومذكرات التفاهم مع عدد من المؤسسات الثقافية والعلمية في المغرب والتي يتم بموجبها تعزيز الأبعاد الثقافية العربية المشتركة وإحياء وتبادل التراث الفكري والخبرات".
ونوه إلى أن المركز وبما يحظى به من أرشيف وطني زاخر فقد تقدم مركز عيسى الثقافي بطلب الانضمام إلى الارشيف الدولي، وتجرى حاليّاً اتصالات مع اليونيسكو لتنظيم بعض المؤتمرات والندوات الدولية الخاصة بالأرشيف الوطني، وهناك تعاون فعلي في الثلاثين من الشهر الجاري لاكتساب العضوية في الارشيف الدولي.
كما أضاف انه تم إعلان قيام تحالف المراكز البحثية بين مركز عيسى الثقافي ومركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الاسلامية بالمملكة العربية السعودية ومكتبة الاسكندرية بجمهورية مصر العربية والرابطة المحمدية للعلماء بالمملكة المغربية والتي ترتكز أهدافه على تنقيح وإثراء القاعدة الفكرية والمعرفية لواقع الثقافة الاسلامية وتعزيز وتمكين المفهوم الحقيقي للمجتمع المتسامح، وذلك في مواجهة موجة التطرّف الايديولوجي التي شوهت جوهر الرقي الذي تمتاز به ثقافة المجتمع العربي الاسلامي، منوهاً إلى ان مراكز البحوث العربية في أمس الحاجة إلى بعضها بعضاً ولا يستطيع أي مركز أن يعمل على حدة؛ لذلك فإن كل المراكز عليها ان تتعاون سواء على المستوى المحلي او الإقليمي او الدولي حتى تستطيع الخروج بنتائج تفيد المنطقة؛ لأن المراكز لها دور كبير في التعاون لبناء ثقافة تواجه التحديات التي تواجهها المنطقة.
ونوه الشيخ خالد إلى أن مملكة البحرين تضع في الاعتبار أن صانع القرار لا يمكن أن يتجاهل آراء المثقفين، وأن يسمع لآراء الباحثين والدارسين، وأن تأثير المركز مباشر على المواطن وبالتالي فإن صانع القرار يعتمد على المواطن في رسم قراراته، وهي عملية متكاملة ضمن حلقات مترابطة ما بين صانع القرار والمركز والمواطن.
وأشار إلى أن الندرة التي احتضنها المركز تحت عنوان: "تحالف عاصفة الفكر والتحالف الاسلامي ضد الارهاب: آفاق ومستقبل"، خرجت بتوصيات مهمة وهي أن القرارات السياسية يجب أن تهتم بدور المراكز البحثية بإعطائها أهمية في المساهمة في اتخاذ القرارات وصنعها كما يعمل به في معظم الدول المتقدمة، مضيفاً أن من أبرز التوصيات أيضا أن الارهاب لا دين له ولا مذهب ولا حدود وهو نتاج فكر إيديولوجي متطرف آخذ في الاتساع، وأن تعزيز التعاون العربي بات مطلباً ملحّاً لتأطير الجهود الأمنية والاستراتيجية في مواجهة موجة التطرّف الايديولوجي والطائفي متعددة الأقطاب والانتماءات والذي يهدف إلى تدمير مفهوم الدولة الوطنية، وسلخ ولاءات الشعوب العربية لأوطانهم، وأن ايران وإسرائيل هما من الدول الراعية للإرهاب إقليميا، مشددا على أهمية إسناد كل الجهود العربية الأمنية العسكرية المشتركة إسنادا فكريا، وتعزيزها ثقافياً واعلامياً واجتماعياً واقتصادياً لتشكيل الوعي الشعبي وبناء قاعدة مجتمعية من القبول والتأييد.
وعن مشاريع المركز المستقبلية... أوضح الشيخ خالد أن "المركز وبعد صدور الأمر الملكي السامي بشأن تنظيم وإنشاء الارشيف الوطني تحت مظلة مركز عيسى الثقافي، يعمل على مشروعات استراتيجية منها مشروع لإنشاء ذاكرة وطن، الى جانب تطوير المكتبة الالكترونية والتي ستجعل من مركز عيسى الثقافي المحور للمكتبات الالكترونية في المنطقة وذلك بفضل ربط المركز مع المكتبات الكبرى في الوطن العربي ومكتبة الطفل وتزويدها بأحدث التقنيات ليكون أكبر مركز في البحرين فيما يخص الطفل ومشروع ارشيف الصحافة البحرينية والذي سيضم أولى الصحف البحرينية حتى يومنا هذا ورقمنه الوثائق والمطبوعات".
وشدّد نائب رئيس مجلس الأمناء والمدير التنفيذي لمركز عيسى الثقافي، الشيخ خالد بن خليفة آل خليفة على ضرورة بناء الشباب العربي وتحصينه ضد أي فكر متطرف، مؤضحاً ان من بين فعاليات المركز المتميزة تبني مبادرات عملية للاهتمام بالشباب ونشر الوعي بينهم من خلال وضع برامج متعددة تُعنى بالشباب، والذي أفضى الى اتخاذ عنوان شباب ضد التطرّف شعاراً والذي سينبثق عنه عدد من الأنشطة والفعاليات التي تتناول قضايا الشباب، أبرزها مؤتمر شباب ضد التطرّف والذي سيكون في شهر مايو/ أيار.
كما أشاد الشيخ خالد بالنتائج الإيجابية لمؤتمر تاريخ التسامح الديني والمذهبي والذي أقامه المركز وبمشاركة عدد من ممثلي الأديان والطوائف والمذاهب في البحرين ووسط اهتمام رسمي وشعبي كبير بأهمية هذا المؤتمر على اعتبار موضوعه هو أساس ما نشاهد من تعايش وتكامل مجتمعي واضح المعالم.