قال وزير الطاقة عبدالحسين ميرزا إن خطوط الأنابيب تلعب دوراً رئيسياً في صناعة النفط والغاز، وأنها الطريقة الأكثر أمناً لنقل الوقود، وتوفر خطوط الأنابيب ذات كفاءة عالية وآمنة تعتبر من أنجح الوسائل لنقل كميات كبيرة من النفط الخام والمنتجات النفطية والغاز الطبيعي المسال ووقود الطائرات والمواد الكيميائية أو المواد الخام لمسافات طويلة لدول العالم.
جاء ذلك خلال افتتاحه صباح اليوم الثلثاء (12 أبريل/ نيسان 2016) المؤتمر والمعرض الدولي الثالث لعمليات خطوط الأنابيب وإدارة السلامة الذي تستضيفه مملكة البحرين بمركز الخليج الدولي للمؤتمرات في فندق الخليج، بمشاركة أكثر من 600 مشارك من 17 دولة، وسيناقشون ويستعرضون فيه أكثر من 75 ورقة عمل.
وأشار إلى أنه في كل عام تنتقل مليارات الجالونات من المنتجات النفطية على مدى مئات الآلاف من الكيلومترات، وعبور الحدود الدولية، الحدود البعيدة والمحيطات، من حقول الإنتاج إلى معامل التكرير، من المطارات إلى المصانع ومراكز التوزيع العامة عبر خطوط الأنابيب. منوهاً سعادته بأنه يتم استثمار مليارات الدولارات من قبل منتجي النفط والغاز لمعالجة مخاوف البيئة والصحة والسلامة والأمن أثناء التخطيط وتجميع شبكات الأنابيب.
واستهل كلمته الافتتاحية بالترحيب بجميع الحضور حيث نقل من خلالها تحيات القيادة الرشيدة مثنياً سعادته على حسن التنظيم والإعداد والترتيبات التي حظى بها المؤتمر والمعرض المصاحب الذي يستعرض أفضل الممارسات في مجال صناعة خطوط الأنابيب، منوهاً بأهمية سلسلة ومعارض الشرق الأوسط لعمليات خطوط الأنابيب وإدارة السلامة بالنسبة للصناعة النفطية على مستوى العالم، مؤكداً على ترحيب مملكة البحرين باستضافة هذه السلسلة من المؤتمرات العالمية والمتخصصة والتي تهدف إلى مناقشة المواضيع والقضايا المهمة في الصناعة النفطية على المستويين الفني والاستراتيجي.
وذكر أن الهيئة الوطنية للنفط والغاز وضمن التوجيهات السديدة من قبل حكومة مملكة البحرين قد اتخذت خطوات رئيسية لحماية أصول خطوط الأنابيب في الشركات النفطية الوطنية وإضافة خطوط جديدة واستبدال الشبكة القائمة المنتهية في عمرها الافتراضي، حرصاً منها على مبدأ الاستدامة الذي يعتبر جزءاً لا يتجزأ من رؤية البحرين الاقتصادية 2030.
وأوضح أن الهيئة الوطنية للنفط والغاز تقوم بعدة مشاريع نفطية من ضمنها نقل خزانات وقود الطائرات من الموقع الحالي في عراد إلى مجمع مطار البحرين الدولي في محاولة لتعزيز السلامة والبيئة في المنطقة. ومن ضمن المشاريع أيضاً تنفيذ خط أنابيب النفط الجديد بين مملكة البحرين والمملكة العربية السعودية الشقيقة، حيث تم التوقيع على عقد تنفيذ المشروع في 17 سبتمبر 2015، منوهاً بأن هذا الخط الجديد سوف يفي بمتطلبات الزيادة المستقبلية في الطلب على النفط الخام بعد تنفيذ مشروع تحديث مصفاة التكرير الذي سوف يساهم في إنتاج منتجات نفطية وذات قيمة مضافة وصديقة للبيئة. ويبلغ طول الخط 115 كيلومتراً منها 41 كيلومتراً مغمورة في المياه و74 كيلوامتراً على اليابسة بسعة 350 ألف برميل في اليوم.
وأشار إلى أن منطقة الخليج تشهد تطوراً ملحوظاً في صناعة التكرير، حيث جاء تمركز المصافي الحديثة في منطقتي آسيا والشرق الأوسط دليلاً على جاهزية نقل المنتجات النفطية النهائية الأمر الذي ساعد في وضع صناعة خطوط الأنابيب في المقدمة مرة أخرى.
وأفاد إن التنقيب عن النفط والغاز في البحار العميقة والصحاري شديدة الحرارة قد تعرض خطوط الانابيب للخطر الناتجة عن ظروف بيئية صعبة مما يجعلها عرضة للتآكل والتلف، حيث اننا بحاجة ماسة إلى خطوط أنابيب قوية تتحمل جميع المناخات القاسية المختلفة، وانه قد بات من المنطق التفكير بشكل جدي إلى الاستثمار في هذا الاتجاه لتفادي الخسائر الكبيرة الناجمة عن تضرر الأنابيب التي قد تؤثر بلا شك في استمرار تدفق النفط والغاز للعملاء في جميع مناطق العالم.
وثمن الوزير المشاركة الواسعة في هذا المؤتمر من المهندسين المتخصصين والفنيين من مختلف الشركات المحلية والإقليمية والعالمية المتخصصة في مجال التشغيل الآمن والإدارة المتكاملة لخطوط الأنابيب وأبرز المشغلين وموردي التقنية عالية الجودة في هذا المجال من الشركات الرائدة في هذه الصناعة الحيوية والمهمة.
وفي ختام كلمته قدم شكره وتقديره للجهة المنظمة شركة تيراتسو تكنكال وشركة كلاريون تكنيكال كونفرنس وشركة جلوب إنرجي كما تقدم سعادة الوزير بالشكر والتقدير إلى شركة أرامكو السعودية الراعي البلاتيني للمؤتمر وإلى شركة نفط البحرين (بابكو) وشركة روزن الشرق الأوسط وشركة كلوك سبرينج ومجموعة القريان لدعمهم للفعالية، مشيداً بالجهود المتميزة المبذولة في اختيار مملكة البحرين لتكون مقراً لانعقاد سلسلة مؤتمرات ومعارض خطوط الأنابيب التي تعتبر من المؤتمرات والمعارض العالمية المؤثرة في قطاع النفط والغاز، وعلى حسن الإعداد والتنظيم والذي ساهم مساهمة ايجابية في المشاركة الكبيرة في المؤتمر.
كما قام بافتتاح المعرض المصاحب الذي شاركت أكثر من 40 شركة من عدة دول عالمية واقليمية وخليجية التي عرضت أحدث ما توصلت إليه التقنية الحديثة في هذا المجال، حيث يعتبر هذا المعرض فرصة جيدة للزوار والمهتمين للاطلاع على ما هو جديد وحديث في صناعة أنابيب النفط ووسائل السلامة التي تساهم في إطالة العمر الافتراضي لخطوط الأنابيب.