العدد 4966 - الإثنين 11 أبريل 2016م الموافق 04 رجب 1437هـ

ما هي قيمة الرياضة؟

محمد عباس mohd.abbas [at] alwasatnews.com

رياضة

يتساءل البعض عن قيمة الرياضة والأنشطة الرياضية ومسابقاتها واتحاداتها ومؤسساتها المختلفة في حياتنا، وإن كانت بالفعل قيمة مضافة أم مصاريف إضافية لا داعي لها.

الرياضة بمؤسساتها وهياكلها المختلفة لا يعرف قيمتها من لا يعرف قيمة التواصل الحضاري وأهميته بين الشعوب، كما لا يعرف قيمتها من لا يفهم في توجهات الشباب حول العالم، ولا يفقهها من انعزل في بوتقته، ولا يدرك أهميتها من افتقد حس التأثير الناعم الأكثر فعالية من التأثير الخشن.

الرياضة تحتل عالمياً مكانة مرموقة ترنو لها الحكومات وتتسابق من أجل استضافة أحداثها الدول العظمى، وهي تعتبر أهم قيمة تسويقية وأغلاها لما لها من تأثير متزايد في مختلف المجالات.

الدول المتحضرة والمتقدمة دائماً ما تمتلك رياضة متطورة والعكس صحيح، والشعوب الأكثر تمدناً تميل أكثر لمتابعة الأنشطة الرياضية والمشاركة فيها.

في بعض الأحيان تقاس عظمة الدول بقوة شعبها، ومن أهم العوامل التي تبرز قيمة وقوة هذا الشعب تتمثل في المجال الرياضي وتحديداً في الألعاب الأولمبية المقبلين عليها هذا الصيف.

الصراع على احتلال صدارة ترتيب الميداليات في الألعاب الأولمبية كان جزءاً من الصراع التاريخي بين الولايات المتحدة الأميركية بما تمثله من قيم غربية رأسمالية والاتحاد السوفياتي بما يمثله من قيم اشتراكية.

هذا الصراع أو الحرب الباردة كما أطلق عليها مثلت الرياضة جزءاً أساسياً منها، وعندما استضافت الصين أولمبياد بكين العام 2008 واحتلت خلالها صدارة ترتيب الميداليات على حساب الولايات المتحدة قدمت نفسها كأبرز القوى العظمى الصاعدة اقتصادياً وعلمياً.

في أوج الصراعات والحروب لا تتوقف الأنشطة الرياضية، ومنطقة الشرق الأوسط كان لها نصيب الأسد من هذه الصراعات في السنوات الأخيرة ومع ذلك استمرت الأنشطة الرياضية والمشاركات الخارجية للرياضة العراقية والسورية والليبية وغيرها.

فالرياضة ليست مجرد نشاط ثانوي وإنما هي جزء أساسي من حياة الشعوب، وهي قيمة حضارية مضافة ووجودها وتطورها مدعاة صحة للدول وتعبير صادق عن مدى تطورها.

أتذكر دائماً تلك الحرب الطاحنة في الدولة الإفريقية الفقيرة ليبيريا والتي لم يكن يتوقف فيها صوت الرصاص إلا عندما يبدأ جورج ويا ورفاقه مبارياتهم في كأس الأمم الإفريقية حينها فقط تبدأ هدنة غير معلنة بين الفصائل المتناحرة ويعم الأمن والسلام في البلاد.

الرياضيون في مشاركاتهم الخارجية يمثلون خير سفراء لبلدانهم التي مهما عصفت بها الصراعات تظل من خلال رياضييها تقدم صورة إيجابية للعالم تعكس واقعها الحضاري ومستقبلها المشرق.

إقرأ أيضا لـ "محمد عباس"

العدد 4966 - الإثنين 11 أبريل 2016م الموافق 04 رجب 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً