مع نهاية الحرب الباردة تفككت يوغوسلافيا إلى مكوناتها العرقية بحروب ضارية وشرسة، وتركزت تلك الحروب العرقية في منطقة البلقان بالمحيط الكرواتي الصربي البوسني المسلم.
وكان رادوفان كاراديتش قومياً صربياً متعصباً، رأى أنه لابد من إيجاد جمهورية صربية «نقية» حتى إن استدعى الأمر التصفية الجسدية للفئات الأخرى.
وفي حين اعترفت الأمم المتحدة بجمهورية البوسنة كدولة مستقلة بكل مكوناتها الدينية والعرقية، اندفع كاراديتش في مشروعه القومي التطهيري لكي ينشئ جمهورية صرب البوسنة، رافضاً وجود جمهورية بوسنية بها غالبية مسلمة، وحاصر سراييفو عاصمة البوسنة 44 شهراً من أبريل/ نيسان 1992 حتى نوفمبر/ تشرين الثاني 1995، ونتج عن ذلك ارتكاب الجيش الصربي مجازر كثيرة كان ضحاياها نحو مئة ألف إنسان. وكانت كارثة ما عُرف بمجزرة سيربينيتشا، التي ذُبِح فيها أكثر من 8 آلاف مسلم بوسني من رجال وأولاد، إضافةً إلى جرائم أخرى.
ولد كاراديتش في يونيو/ حزيران 1945 في مكان يعرف باسم يوغوسلافيا، وما يُعرف اليوم بمونتنغرو أو جمهورية الجبل الأسود، وفي يوليو/ تموز 1990 كان مؤسساً للحزب الديمقراطي الصربي، وعندما تم الاعتراف بجمهورية البوسنة كدولة مستقلة من الأمم المتحدة في أبريل 1992 فرض نفسه رئيساً لجمهورية صرب البوسنة، وبعد صدور مذكرة ضبط وإحضار بحقه من ادعاء المحكمة الدولية الخاصة بالبوسنة اختفى كاراديتش من الفضاء العام.
وفي 21 يوليو 2008 أُلقي القبض عليه في حافلة للركاب في بلغراد عاصمة صربيا، وهو متنكر في شكل معالج في الطب البديل، تحت اسم مستعار، وهو د. دراغان ديبيك، متخفياً تحت لحية بيضاء كثيفة وشعر أشعث، وفي 31 يوليو 2008 ظهر كاراديتش حليقاً في غرفة المحكمة في الهيغ بهولندا، رافضاً قبول التهم الموجّهة إليه، وفي أكتوبر/ تشرين الأول 2009 بدأت محاكمته مع استمراره في مقاطعة جلسات المحكمة، وفي يوم الخميس 24 مارس/ آذار 2016 صدر الحكم على كاراديتش بالسجن 40 عاماً.
نهاية غير تقليدية لطاغية تقليدي، أو «سفاح البوسنة» كما يحب مؤيدوه أن يطلقوا عليه.
حين تم اقتراح تشكيل المحكمة بعد مجازر صرب البوسنة لم يكن أحدٌ يتخيل أنه سيأتي اليوم الذي يحاكم فيه كاراديتش، بل إنه قد تمت محاكمة الرئيس الصربي سلوبودان ميلوسوفتش، ولكنه مات أثناء المحاكمة، كما أن القائد العسكري راتكو ملاديتش موجود في السجن ينتظر محاكمته. عندما بدأت مسيرة محكمة البوسنة، وكنت أحد مَن عاصروها، كان كثيرون يسخرون منها معتقدين عدم قدرتها على تحقيق شيء. أما اليوم فكل المتهمين تقريباً قد أُلقي القبض عليهم، وهم إما في السجن محكوم عليهم أو توفوا.
والآن فإن كاراديتش في السجن لأربعين عاماً قادمة، وحيث إن عمره الآن 70 عاماً فمن المرجح أن يموت في السجن قبل انقضاء مدة العقوبة.
نهاية غير تقليدية لطاغية تقليدي، اللهم كثر من نهايات الطغاة على هذه الشاكلة.
إقرأ أيضا لـ "غانم النجار"العدد 4966 - الإثنين 11 أبريل 2016م الموافق 04 رجب 1437هـ
استادى شكرا لك
اكثر الشعوب قابعة فى السجون
والآن في السجن معزز مكرم يأكل ويشرب ويقرأ ويمارس حياته بشكل طبيعي، ونعم النهاية!!!
الحكم لم يشفى قلوب مسلمى البوسنه كان يستحق الاعدام
يا عالم ياناس يا هوو 44 شهرا ينتظرون مجازر ترتكب وين حقوق البشر الي يبشرون بها المغفليين .
رافضا وجود جمهورية بوسنية بها غالبية مسلمة، وحاصر سراييفو عاصمة البوسنة 44 شهراً من أبريل/ نيسان 1992 حتى نوفمبر/ تشرين الثاني 1995، ونتج عن ذلك ارتكاب الجيش الصربي مجازر كثيرة كان ضحاياها نحو مئة ألف إنسان. وكانت كارثة ما عُرف بمجزرة سيربينيتشا، التي ذُبِح فيها أكثر من 8 آلاف مسلم بوسني من رجال وأولاد، إضافةً إلى جرائم أخرى.