تقول حكمة هندية «ليس كل ما تتمناه تحتاجه بالفعل»، أرى أن هذا الأمر ينطبق تماماً على الساحة النسائية عندنا، فالشغل الشاغل لدى بعض نسائنا، حديث أن تسود المرأة وتأخذ حيزاً تكون فيها قريناً لا رديفاً، سيداً لا مسيساً. أحداث هذا الأمر هو مرهون بثقافة، وقوة وجود، وليس مرتبطاً بتغيير نظرة الرجل وموقفه؛ بل بخلق عالم جديد للمرأة، لا تبحث فيه عن سيادة بقدر ما تبحث فيه عن تميز ودور إنساني مكمل للحياة للبشرية.
من المفارقة أن الخطاب الموجه نحو العلاقة بين الطرفين في غالبيته هو خطاب نسوي، يتخذ منحيين أولهما خطاب يدعو للتحرر ورفع القيود ورفض كل ما يعوق هذا الانطلاق، هذا الخطاب يعلق سبب هذه القيود هو الفهم الديني أو الموروث الثقافي أو السلطة الذكورية النابعة من عالم القوة سواء السياسية أو الاقتصادية أو الدينية. وهناك خطاب آخر يرى أن العلاقة هي علاقة تكاملية، وأن الخطاب النسوي الأول هو خطاب مجافٍ للواقع وللطبيعة النسوية، وأن المطالبة بالمساواة هو إجحاف لحق المرأة قبل الرجل، إذ تتحمل المرأة مسئوليات، فالأمر لا يتعلق بمسألة من صاحب القرار بقدر ما هي إضافة أعباء.
في رأيي المرأة لا تحتاج إلى هذا الصراع بقدر ما تحتاج إلى تحديد اتجاه من هي؟ وماذا تريد؟ لفت نظري تجربة الكاتبة والأديبة الإماراتية زينب الياسي صاحبة «كتاب أجراس 99 دقيقة في دبي»، والتي تركت الدراسة الجامعية، لتسافر مع زوجها ليكمل تعليمه، جلست معه قبل الزواج: «في جلسة حوارية مع زوج المستقبل، أفهمته أنني طموحة وأريد مساعدته» فقال لها: «سانديني في دراستي، وسأساندك في طموحك... اطمئني» في أول حياتها الزوجية قامت بعمل وثيقة سمتها الرباط المقدس، ضمناها عهود ومواثيق ارتباطهما، لم تتجاوز الثامنة عشرة حين ذهبت معه للغربة لوحدهما مع ذلك الرباط، لكنها تقول حين ركبت الطائرة: «وضعت في عقلي أمراً: أنا سأكون سعيدة رغم كل شيء» حينما رجعت إلى بلادها مع زوجها وأطفالهما بعد عشر سنوات من الصبر والجهاد والتضحية، عليه أن يساندها ويسدد الديّن، لكنها تقول: «إنني لم أكن بحاجة لأثبت لأحد أنني تعبت مع زوجي كثيراً لسنوات وعليه الآن أن يصبر، كنت مقتنعة بحياتي، وأهمية التضحية من قبل الزوجة، كنت لا أحتاج لمفهوم المساواة، أو النِّدِّية ليشعر معها أنه مجبر على شيء تجاهي»، لكن الزوج قرر تسجيلها بالجامعة لتحصل فيما بعد درجة الدكتوراه في الأدب، تقول: «حين نشارك الطرف الآخر أفكاره ونسانده بلا منة، تصله هذه المشاعر، فيثمر في نفسه طيب الأثر والفعل... وحين نتواضع معه، سيتواضع معنا» في الأخير هي في حياتها الأسرية تحمل رسالة، والتي «لا أنظر لعلوي دونه أو دون أبنائي، أنا أعلو بهم، فنحن نعلو معاً كأسرة ولا أعلو كفرد».
لست هنا في وارد لأن نعمم تجربتها، وإنها تصلح للجميع لأن ليس كل منا يملك زوجاً مثل زوجها، لكن ما ينبغي أن يقال إنها حددت ماذا تريد، وكيف تمضي سنوات عمرها، بحيث لا تفيق على خسارة أو تعيش في تحدٍ، نعم هناك خطاب آخر للمرأة غير خطاب التحدي، المرأة تكون فيه سيدة نفسها، تدير مملكتها وحياتها بذكائها، ونهجها التي تبنيه على قناعة ومحبة.
إقرأ أيضا لـ "رملة عبد الحميد"العدد 4966 - الإثنين 11 أبريل 2016م الموافق 04 رجب 1437هـ
هناك خلل يقع على مسئولية الجميع
خلل يتعلق بكل ما له علاقة بالعلاقة الزوجية التي لا نعطيها من الإلتفات إلا للبهرجات والأمور غير ذات الأهمية، نتيجة قصور وتراخ وعدم وعي بما هو مطلوب من المجتمع تجاه المتزوجين.
الله يهدى جميع نساء البحرين ووفقهم للعمل الصالح لهادا الوطن الحبيب الي ما عرفو يتعاملون معه وصبرا ياشعب البحرين على هادى المحنه العظيمه وشكرا اختى رمله