أطلقت هيئة البحرين للثقافة والآثار أمس الإثنين (11 إبريل/ نيسان 2016)، خلال مؤتمر صحافي، جائزة «لؤلؤة البحرين» وذلك بمكتبة متحف البحرين الوطني، حيث ستسلّم الجائزة بنسختها الأولى العام 2018 مع استكمال طريق اللؤلؤ، المدرج على لائحة التراث الإنساني العالمي لليونسكو، أثناء معرض الكتاب بنسخته الثامنة عشرة، وحيث تكون المحرق عاصمة للثقافة الإسلاميّة.
وخلال الحفل الذي حضره عدد من محبّي وأصدقاء وعائلة الشيخة لولوة بنت محمد آل خليفة، ألقت الشيخة هند بنت سلمان آل خليفة كلمةً جاء فيها «إنه من الملفت اليوم أن تشهد هذه الاحتفالية حضور 3 أجيال، جيل المؤسسين وعلى رأسهم محفوظة الزياني التي شهدت تأسيس جمعية رعاية الطفل والأمومة، وجيل رواد العمل والمبدعين والمتمثل في الشيخة مي بنت محمد آل خليفة، والتي عاصرت مراحل مضيئة في مسيرة الشيخة لولوة، كتأسيس مركز معلومات المرأة والطفل، بالإضافة إلى الجيل الذي اتخذ من الشيخة لولوة قدوة له، وكل هؤلاء الذين أحبوها تماماً كما أحبتهم».
كما تقدمت الشيخة هند بنت سلمان آل خليفة بالشكر للشيخة مي بنت محمد آل خليفة على ما تبذله من جهودٍ ومشاريع سخّرتها للارتقاء بهذا الوطن عبر روّاده، وصنّاع نهضته.
من جانبها، قالت الشيخة مي بنت محمد آل خليفة: «إن الذين حضروا اليوم جاؤوا من أجل مَنْ تحمل الجائزةُ اسمَها، إنها لؤلؤة البحرين، وقد تعلمنا منها الكثير، ونحن الجيل الذي تتلمذ على يد الراحلة الغالية الباقية في قلوبنا ما حيينا، وهذه الجائزة ما هي إلا مساهمة بسيطة؛ كي نكرس حضورها في كل معرض للكتاب، وفي كل تجمع ثقافي، لنقول لها شكرا بطريقتنا عبر المحبة التي نقدمها لها، وفي الذاكرة التي تحتل الشيخة لولوة من مساحتها الكثير».
واستحضرت الشيخة مي بعضاً من الذكريات مع الراحلة الشيخة لولوة حيث قالت: «أذكر في العام 1998 وعندما كنت أبحث في بداياتنا الأولى عن مقرٍّ لتقديم محاضرة في التاريخ بعد إصدار كتابي الثالث «سبزآباد ورجال الدولة البهية»، كانت جمعية رعاية الطفل والأمومة المقر الذي استضافنا، كما احتضنت الجمعية العديد من أنشطتنا التطوعية».
واستذكرت الشيخة مي المواقف الاستثنائية التي مرت بها المنطقة ابان فترة غزو الكويت، وقالت: «بحثنا في بداية تسعينات القرن الماضي، وخلال فترة الحرب عن مقر يجمع المتطوعات البحرينيات للعمل من أجل خليجنا العربي وكويتنا الشقيقة، فكانت الأبواب المفتوحة لنا هي جمعية الطفل والأمومة».
كما عبّرت الشيخة مي عن امتنانها للراحلة الشيخة لولوة حيث ذكرت «تعلمنا منها الكثير، ولها مكانةٌ لا تخلّدها مناسبة أو جائزة، فمكانتها أكبر ومقرها في القلوب التي تنبض بحبها، وبحب كل من عمل لهذا البلد».
وبنبرةٍ مؤثرة امتزجت فيها مشاعر الحنين بالمحبة، تحدثت محفوظة الزياني وأبكت الحضور حين قالت: «عزيزتي ورفيقة دربي وأختي وصديقتي الشيخة لولوة بنت محمد آل خليفة، وهبكِ الله فطرة حُب الخير، وطوال تاريخ حياتك، لم ولن تنسَى البحرين مواقفك الإنسانية ومشاريعك الخيرية، وأنا أعلم جيداً كم كانت تشغلك المرأة البحرينية والطفل، فأنتِ من أضاء الطريق لجميع نساء البحرين».
وفي ختام المؤتمر الصحافي، تقدّمت رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار بالشكر والتقدير لأفراد عائلة الراحلة الشيخة لولوة بنت محمد آل خليفة واصدقائها، كما شكرت كل المهتمّين بهذا الحدث الثقافي المميز.
وعن تسليم الجائزة، قالت الشيخة مي: «من موقعٍ تحبّه الراحلة، وليس بعيداً عن منزلها، من المحرق التي أنجبت الشيخة لولوة آل خليفة، حيث ستكون هذه المدينة العريقة عاصمة للثقافة الإٍسلامية لتجمع الدول العربية والإٍسلامية وسيكون تكريس هذه الجائزة في مناسبةٍ خاصة تقام في مدرسة الهداية الخليفية، التي تضم متحفاً للتعليم النظامي الحديث في البحرين، وهناك سيكون اجتماعنا في 2018».
وأشارت هيئة البحرين للثقافة والآثار إلى أن الجائزة التي تُطلق حاليّاً، ستقدّم مرّة كل سنتين مع فعاليات معرض البحرين الدولي للكتاب وتزامناً مع جائزة البحرين للكتاب وجائزة شخصية العام الثقافية.
أما أهداف الجائزة فتتلخص في تكريم الكُتّاب والباحثين في مجال خدمة وتنمية المجتمعات والارتقاء بها، تسليط الضوء على الكتب والأبحاث الصادرة والتي تعمل على إظهار القيم الإنسانية المثلى كالعطاء، والمشاركة، والاحترام، والتسامح والاهتمام بالطفل والأمومة، نشر الوعي وترسيخ ثقافة العمل الإنساني الخَدَمي باعتباره أسلوب حياة تنتهجه الشعوب المدركة لمفهوم المسئولية نحو المجتمع بكل مكوّناته، بالإضافة إلى تشجيع الأفراد والمؤسسات على تبنّي الكتابة في موضوعاتٍ تساهم في الارتقاء بقضيّة الإنسان والإعلاء من شأنه في شتى المجالات.
وعن شروط المشاركة، أكدت هيئة الثقافة أن من حق أي فرد أو مؤسسة تقديم بيانات المشاركين عبر منتج فكري مطبوع (كتاب)، يتطرّق إلى أحد الموضوعات التي تندرج تحت مسمى خدمة المجتمع وتنويره وبثّ قيم الانفتاح بين أبنائه، وكلّ ما يختصّ بتنمية المجتمعات العربية فكريّاً، ثقافيّاً وحضاريّاً.
على الكتاب أن يكون باللغة العربية الفصحى، أن تتم المشاركة بعمل واحد فقط، ألا يسبق للكتاب الفوز بجائزة عربية أخرى وألا تتعدّى فترة صدور الكتاب سنتين من إعلان الجائزة.
وستطلق الهيئة في الأيام القليلة المقبلة صفحة خاصة بالجائزة عبر موقعها يتم عبرها ملء استمارة التسجيل، على أن تتوقف الترشيحات قبل شهرين من إعلان الفائز. كما يتمّ إرسال خمس نسخ من العمل المُشارَك به إلى صندوق بريد هيئة البحرين للثقافة والآثار، مرفقاً بسيرة ذاتية للمشارِك.
العدد 4966 - الإثنين 11 أبريل 2016م الموافق 04 رجب 1437هـ