استقبل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أمس الإثنين (11 أبريل/ نيسان 2016) العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز في أنقرة، على ان يجريا محادثات ثنائية قبل انعقاد قمة لمنظمة التعاون الإسلامي في إسطنبول.
وفي بادرة استثنائية توجه الرئيس التركي إلى مطار أنقرة لاستقبال العاهل السعودي حيث رحب به والوفد الكبير المرافق عند أسفل سلم طائرته.
ومن المقرر أن يجري المسئولان اليوم (الثلثاء) محادثات في المجمع الرئاسي في أنقرة تتطرق إلى الحرب في سورية ومكافحة تنظيم «داعش».
وسيقيم الوفد السعودي الذي فاق 300 شخص في أحد قصور العاصمة التركية «خصص» لهذه المناسبة بحسب الإعلام المحلي.
كما تم تركيب زجاج مصفح في جناح الملك سلمان الذي بلغت مساحته 450 متراً مربعاً بحسب الإعلام التركي الذي أشار إلى حجز حوالى 500 سيارة فخمة لتنقله في أنقرة وإسطنبول.
والأحد افتتحت دول منظمة التعاون الإسلامي قمتها السنوية في إسطنبول وسط حماية أمنية مشددة، ويتوقع أن يطغى عليها ملفا الإرهاب والقضية الفلسطينية.
ويجتمع ممثلو 57 دولة عضواً في المنظمة منذ الأحد وسط اضطرابات عدة تؤثر على تلك الدول، خصوصاً مع استمرار النزاع في سورية واليمن، وسلسلة الاعتداءات الدامية التي استهدفت دولاً عدة بينها تركيا.
وبدأ الاجتماع السنوي الذي يعقد للمرة الثالثة عشرة بلقاء جمع كبار المسئولين لاعتماد جدول الأعمال، يليه اجتماع لوزراء الخارجية الثلثاء والأربعاء على مستوى وزراء الخارجية. وبعد ذلك، يلتقي 30 رئيس دولة وحكومة في قمة يومي الخميس والجمعة برئاسة الرئيس التركي.
كما يتوقع ان تتبنى القمة قراراً حول النزاع الفلسطيني يدعم الجهود الدولية الرامية إلى «إعادة إطلاق عملية سياسية جماعية».
وكان العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز قد اختتم أمس زيارة استمرت خمسة أيام لمصر استقبل خلالها بحفاوة بالغة وشهدت توقيع عقود استثمارات بمليارات الدولارات.
وقبيل مغادرته القاهرة أمس (الإثنين)، زار الملك سلمان جامعة القاهرة، أكبر وأقدم جامعة مصرية، حيث منحه رئيسها دكتوراه فخرية تقديراً «لمساندته مصر وشعبها ودوره البارز في دعم جامعة القاهرة».
وجرت الاحتفالية بمنح العاهل السعودي الدكتوراه في القاعة الرئيسية لجامعة القاهرة في أجواء احتفالية لم تستمر سوى 20 دقيقة.
وقال رئيس جامعة القاهرة جابر نصار في كلمة ألقاها بهذه المناسبة إن «ما حققه الملك سلمان عبد العزيز لأمته وشعبه يقف دليلاً على أنه قامة عربية وأممية رفيعة يسعد جامعة القاهرة أن تمنحها درجة الدكتوراه الفخرية باستحقاق واقتدار».
ومن جهته، قال الملك سلمان في كلمة مقتضبة «يسعدني أن أكون بينكم اليوم في هذا الصرح العلمي الشامخ في جامعة القاهرة العريقة منارة مصر التي ساهمت في إثراء الحركة العلمية والفكرية ليس في مصر وحدها بل في العالم العربي والإسلامي».
وفي تطور آخر، أعلنت إسرائيل أن قضية جزيرتي تيران وصنافير اللتين أقرت مصر مؤخراً بتبعيتهما للسعودية «قيد الدراسة القضائية في وزارة الخارجية».
ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن مصادر في الوزارة القول إنه «بعد صدور رأي قضائي شامل حول هذه المسألة فإن إسرائيل ستعلن موقفاً رسمياً بشأنها. وإذا اقتضت الحاجة، فإن إسرائيل ستتحاور مع مصر بشأنها».
وأكدت المصادر أن «هذه القضية لا تؤثر إطلاقاً على العلاقات الإسرائيلية المصرية».
وذكرت صحيفة «الأهرام» المصرية أمس (الإثنين) أن اتصالات مصرية إسرائيلية تمت أخيراً، أطلع الجانب المصري خلالها الجانب الإسرائيلي على التطورات الخاصة بتوقيع مصر والسعودية اتفاقية تعيين الحدود البحرية في خليج العقبة، وما يترتب على ذلك من آثار تمس معاهدة السلام الموقعة بين مصر وإسرائيل العام 1979.
وأضافت أن الجانب المصري أطلع الجانب الإسرائيلي عل خطاب ولي ولي عهد السعودية الأمير محمد بن سلمان لرئيس الحكومة المصرية شريف إسماعيل، الذي جاء فيه أن السعودية ستحترم تنفيذ الالتزامات التي كانت على مصر وفقاً للمعاهدة، وذلك في حالة سريان الاتفاقية بعد تصديق مجلس النواب عليها وفقاً للدستور، مشيرة إلى أن هذه الالتزامات هي استمرار وجود القوات متعددة الجنسيات لحفظ السلام لضمان عدم استخدام جزيرتي صنافير وتيران للأغراض العسكرية وحرية الملاحة في خليج العقبة.
وفي حالة موافقة الجانب الإسرائيلي على الخطاب، ستكون اتفاقية تعيين الحدود البحرية بين مصر والسعودية بمثابة تعديل لمعاهدة السلام المصرية الإسرائيلية، يستوجب أن تذهب به حكومة إسرائيل إلى الكنيست لإقرار تعديل المعاهدة.
وذكرت الصحيفة أن حكومة إسرائيل لم تبد أي ممانعة، وطلبت أن يتم ذلك في إطار قانوني.
وقالت الصحيفة إن «اتفاقية تعيين الحدود البحرية بين مصر والسعودية تعد بمثابة إقرار صريح من جانب السعودية بحدود مصر الشرقية من رفح شمالاً حتى خط عرض 22 درجة جنوباً».
العدد 4966 - الإثنين 11 أبريل 2016م الموافق 04 رجب 1437هـ
الله يطول في عمر الملك سلمان ويحفظه من كل شر ويجعله ذخر للمسلمين ويجزيه كل الخير