استكملت قوات المتمردين في جنوب السودان المقرر أن تعود إلى جوباً في إطار اتفاق سلام موقع في العام 2015، عودتها الى العاصمة، قبل أيام من وصول زعيمها رياك مشار، بحسب ما ذكر مراقبو وقف إطلاق النار في جنوب السودان اليوم الإثنين (11 ابريل/ نيسان 2016).
وعادت القوات البالغ عددها 1370 عسكرياً وشرطياً جواً إلى جوبا لضمان أمن مشار الذي تم تعيينه نائبا للرئيس في فبراير/ شباط الماضي، والمقرر أن يعود إلى جوبا الأسبوع المقبل.
وقالت لجنة المراقبة والتقييم المشتركة إن المتمردين عادوا إلى جوبا في طائرات استأجرتها الامم المتحدة "كما هو منصوص عليه في المرحلة الأولى من خطة الترتيبات الامنية الانتقالية". وأسست الهيئة الحكومية للتنمية (ايغاد) لجنة المراقبة والتقييم المشتركة لضمان تطبيق اتفاق السلام الذي تم ابرامه في أغسطس/ اب 2015 والذي ينص على آلية لتقاسم السلطة في محاولة لوضع حد لنزاع مدمر مستمر منذ أكثر من سنتين.
وصرح مشار انه سيصل إلى جوبا في 18 ابريل لتشكيل حكومة وحدة وطنية مع الرئيس سلفاكير ميارديت، وهي اول مرة يعود فيها منذ ان فر من العاصمة في ديسمبر/ كانون الأول 2013 عند اندلاع الحرب الاهلية، وكان آنذاك ايضا نائباً لسلفاكير.
الا ان المتحدث باسم المسلحين مابيور قرنق اتهم "متشددين" في الحكومة الاحد بمحاولة تقويض عملية السلام، لا سيما عن طريق زيادة عديد القوات الحكومية في العاصمة.
وقال قرنق ان قواته "تعتبر هذا وضعا غير مقبول وتحتفظ بحق الدفاع عن النفس"، مؤكدا في الوقت ذاته الالتزام بعملية السلام.
واعلن جنوب السودان استقلاله في تموز/يوليو 2011، بعد عقود من النزاع مع الخرطوم. ثم عاد وغرق بعد سنتين ونصف في حرب اهلية جديدة نتيجة صراعات سياسية واتنية على السلطة داخل المؤسسة العسكرية غذاها التنافس بين سلفاكير ومشار.
وقتل عشرات الالاف في الحرب التي تخللتها فظائع، فيما أجبر مليونا شخص على الفرار من منازلهم. ويحتاج اكثر من ستة ملايين شخص الى مساعدات غذائية طارئة.