العدد 4965 - الأحد 10 أبريل 2016م الموافق 03 رجب 1437هـ

«الحمّالية» بعد أنموذج «أمانة العاصمة»: دراويش...وقانعون بدنانير معدودة

غلوم يعمل في السوق المركزي
غلوم يعمل في السوق المركزي

صباح كل يوم، ولسنوات خلت، اعتاد الحاج جمعة عاشور على الخروج من منزله الكائن بقرية كرزكان، قاصداً سوق المنامة المركزي، ليمسك بعربته البالية، والتي تجلب له كل يوم حفنة دنانير، لا تتجاوز الـ 5.

الحاج جمعة واحد من نحو 15 بحرينياً، لايزال السوق العتيق، قبلتهم. هناك حيث البحث المضني عن لقمة العيش، عبر تحميل مشتريات الزبائن من الخضراوات والفواكه والأسماك واللحوم، في حكاية جدد الحديث بشأنها قرار قادم من مجلس أمانة العاصمة يوم الأربعاء الماضي (6 أبريل/ نيسان 2016)، يحمل مسمى «الحمّالي» النموذجي في سوق المنامة المركزي.

القرار الذي قال أصحابه إنه يهدف لقصر العمل في مهنة «الحمّالي»، على البحرينيين، واجه موجة انتقادات، رأت فيه «إهانة للبحريني»، كما يشير لذلك التاجر رضا البستاني والذي التقته «الوسط»، ضمن زيارتها للسوق أمس الأحد (10 أبريل 2016).


الوسط تستعيد حكاية عاشور وفخر و«السيدين»

«الحمَّاليَّة» بعد أنموذج «أمانة العاصمة»: دراويش... وقانعون بدنانير معدودة

المنامة - محمد العلوي

صباح كل يوم، ولسنوات خلت، اعتاد الحاج جمعة عاشور على الخروج من منزله الكائن بقرية كرزكان، قاصداً سوق المنامة المركزي، ليمسك بعربته البالية، والتي تجلب له كل يوم حفنة دنانير، لا تتجاوز الـ 5.

والحاج جمعة، واحد من نحو 15 بحرينياً، لايزال السوق العتيق، قبلتهم. هناك حيث البحث المضني عن لقمة العيش، عبر تحميل مشتريات الزبائن من الخضروات والفواكه والأسماك واللحوم، في حكاية جدد الحديث بشأنها قرار قادم من مجلس أمانة العاصمة يوم الأربعاء الماضي (6 أبريل/ نيسان 2016)، يحمل مسمى «الحمَّالي» النموذجي في سوق المنامة المركزي.

القرار الذي قال أصحابه إنه يهدف لقصر العمل في مهنة «الحمَّالي»، على البحرينيين، واجه موجة انتقادات، رأت فيه «إهانة للبحريني»، كما يشير لذلك التاجر رضا البستاني والذي التقته «الوسط»، ضمن زيارتها للسوق أمس الأحد (10 أبريل/ نيسان 2016).

يشرع الحاج جمعة عاشور (في العقد السابع من عمره)، في حديثه، ليكتفي بالقول «سمعنا بقرار أمانة العاصمة، ولا نعلم عن مدى فحواه أو إيجابيته».

عاشور المتقاعد من البلدية، والذي يتواجد في السوق منذ الساعة 5:30 صباحاً حتى 12 ظهراً، بدا متحفظاً في حديثه، ليرد على سؤال عن ما تتطلبه المهنة من مجهود، بالقول «لا أعتمد عليها بشكل أساسي، وإنما أنا هنا للاستعاضة عن الجلوس في البيت بعد التقاعد»، مؤكداً تواضع مدخولها، ونافياً في الوقت نفسه أي حرج جراء عمله كـ «حمَّالي»، مضيفاً «لا عيب في الوظيفة، فمتى ما أراد الزبون تحميل مشترياته فنحن موجودون، وفي حال لم يرغب في ذلك فلا مشكلة».

«دراويش»، قانعون بما يكتبه لهم الغيب من دنانير معدودة، هكذا بدا «حمَّاليَّة» السوق، ممن لم تنهِ قسوة الحياة وتجشم عناء المهنة، روح الطرفة والدعابة.

فالحاج عبدالله حسن فخر، القادم من قرية الديه، لا تبرحه روح النكتة وهو يداعب أقرانه. وبحديث لم يخلُ من سخرية، يتحدث فخر عن مهنته بالقول «مادام إحنا نجود هالگواري، فنحن بخير»، مضيفاً «أعمل هنا منذ 20 عاماً، والحمد لله، فهل يمكن لأحد أن يحصل على مثل هذه الوظيفة ويتخلى عنها؟ وخاصة الشاب الذي تتكسر عافيته وهو في مكانه»، في إشارة منه لعدم اقتصار العمل في المهنة على كبار السن، واجتذابها أعداداً محدودة من الشباب، من بينهم السيدان، سيدجلال مهدي علي شرف (46 سنة، من البلاد القديم)، ورفيق دربه الشاب سيدمحمد (22 سنة، من أبوصيبع).

وبلا تقاعد ولا تأمين، يعمل «السيدان» في السوق منذ 17 عاماً، سعياً لإكمال نصف دينهما، وهو الأمر الذي حدا بالشاب سيدمحمد الذي بدا متحمساً للحديث للقول إن «تجميع المهر يكسر الظهر».

ومنذ الساعة 6 صباحاً حتى 4 عصراً، ينهمك سيدمحمد في عمله، سعياً للقمة عيشه، وهو يشكو من مزاحمة الآسيويين، وخاصةً في عطلة نهاية الأسبوع، متسائلاً «متى ستضع الجهات الرسمية، حلاً لذلك؟».

وبحسب حديث لموظف الأمن في السوق، فإن فكرة أو مقترح إصدار بطاقات للعاملين البحرينيين هو مقترح قديم، يعود للثمانينات والتسعينات، فيما أشار تاجر الخضار رضا البستاني إلى أن موضوع تنظيم المهنة ليس بالجديد، مضيفاً «قبل 25 عاماً كان الحديث يدور عن نفس الموضوع، ووقتها كانت المهنة تستقطب أعداداً أكبر من الشباب، قبل أن يتغير الزمان»، وتابع «المقترح الذي تحدثت عنه أمانة العاصمة رأيناه مطبقاً في عدد من دول الخليج، والفرق بينها وبين البحرين أن الأسواق هناك متطورة ومختلفة، الى جانب عدم عمل المواطن في مهنة «الحمَّالي».

ورأى البستاني عدم واقعية ما تطرحه «أمانة العاصمة»، متسائلاً «تتحدث الأمانة عن ترخيص المهنة لمن هم في عمر 18 عاماً، فهل ستجد من هذه الفئة من يقبل العمل في هذه الوظيفة؟»، منوهاً إلى أن المهنة تستقطب أعداداً قليلة من البحرينيين ومن فئات محددة، تقابلهم أعداد كبيرة من الآسيويين.

وطالب المسئولين بالتواجد ميدانياً، وعدم الاكتفاء بـ «تقديم المقترحات من داخل المكاتب»، على حد قوله، مؤكداً في الوقت ذاته عدم جدوى ما تخطط له أمانة العاصمة لاستبعاد الآسيويين، فـ «المسألة تتطلب عملية إصلاح شاملة للسوق، بما في ذلك إعادة بنائه وتنظيم مداخله».

ومن أكثر من جنسية، ينتشر الآسيويون في كل ممرات السوق، فيما الغلبة لأصحاب الجنسية البنغالية.

في سوق الفواكه، كان الحديث مع (محمد فايز، بنغالي الجنسية)، وذلك بسؤاله عن تسعيرته، فقال «يعتمد ذلك على الحمولة، إذا كانت ممتلئة بدينار، وفي حال كانت أقل فبنصف دينار»، مؤكداً أن مردود المهنة عليه، لا يتجاوز 5 دنانير يومياً، أما (محمد بلال، بنغالي الجنسية)، فكان أكثر مرونة، حين أجاب على سؤال مماثل عن تسعيرته، بالقول «ما تجود به يداك».

«السيدان» ورفقة درب منذ 17 عاماً - تصوير : عقيل الفردان
«السيدان» ورفقة درب منذ 17 عاماً - تصوير : عقيل الفردان
روح الدعابة حاضرة في حديث الحاج عبدالله فخر
روح الدعابة حاضرة في حديث الحاج عبدالله فخر

العدد 4965 - الأحد 10 أبريل 2016م الموافق 03 رجب 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 13 | 3:03 ص

      ااه رجال كبار
      بدال لا يرتاحون في بيتهم بعد هالشقاء والعناء كل هالسنين
      ما زال يكد ويكافح من اجل مبلغ زهيد
      وبعد حاطين عيونكم عليهم وتبون مبلغ تسجيل وخرابيط
      اكرموا المواطن

    • زائر 11 | 2:23 ص

      ماذا عن الأجانب الذي يقومون بجمع الكوارتين وعلب البيبسي ومن يجمعون الحديد والألمنيوم ومن يغسلون السيارات ويقومون بأعمال في القرى ؟ هل سنرى قوانين تطبق عليهم

    • زائر 7 | 1:53 ص

      بعض الجدد والاسيوين يجوون من بلدان معدمه وثقافه اخلاقيه سيئه كل يوم نسمع جريمه قتل وسرقه منهم هم ينعمون بالوظايف والرواتب والعيش المترف واولاد البلد في فقر مقذع واحقر الوظايف حرام احنا ندعم الحكومه ولكن نطالب ايضا بالاصلاح نحن ابنائكم يا حكومه محد يفيدكم ويوقف معاكم غيرنا احنا اهل الشيمه والنخوه دانات الخليج حرام تصرخون بقيمة عيالكم الله يهديكم

    • زائر 6 | 1:49 ص

      الجمعة اللي فاتت آلمني منظر الشياب وهم بعرباتهم صعب تقدر تخلي أحد يحمل لك اللي تشتريه وهوكبر أبوك لكن أفوده وأخليه يترزق أفضل من أي شخص ثاني يمكن ما يستاهل.

    • زائر 5 | 1:45 ص

      صباح الخير

      والله حرام حرام
      ولكن رزق من تعب وعرق الجبين
      ولا اذلال الى الناس

    • زائر 4 | 1:41 ص

      الله يقويكم يا شرفاء البحرين. لم تنكسروا بل ناضلتم للقمة العيش. الله يوسع عليكم ويغنيكم.

    • زائر 2 | 12:22 ص

      ولد الرفاع

      كلهم متقاعدين إلا تقاعد مبكر

    • زائر 3 زائر 2 | 1:26 ص

      اكيييد

      اكيد متقاعدين مبكر... إذا راتب المؤسسات الحكومية وغيرها ما يسد الحاجات الرئيسية فضلا عن الكماليات وش تبغي يسوون؟
      يتقاعد مبكر ويكمل لقمة العيش
      مع الاسف... البحرين خيرها لغيرها

    • زائر 9 زائر 2 | 2:06 ص

      المهنة شريفة

      مهنة الحمالة لافيها سرقة او غش .

    • زائر 10 زائر 2 | 2:16 ص

      شوف شيباتهم

      هذين اشتغلوا في الحكومه ايام الرواتب ٩٠ دينار واقل وما في واحد تقاعد مبكر الوالد الله يحفظه تقاعد وهو في ال٦٠ خدم في شركتهم ٣٥ سنه الي في هالاعمار ما كان عندهم تقاعد مبكر يشتغلون لما يجبرونهم على الخروج للتقاعد

    • زائر 12 زائر 2 | 3:01 ص

      تقاعد

      عمر الشاب ٢٢سنة وانت تقول تقاعد مبكّر ؟! لا يكون استلم الوظيفة وعمره ٨ سنوات ????

    • زائر 1 | 10:50 م

      عام

      والله عيب على بلد مثل البحرين مواطنين ينذلون في بلدهم وين خيرات النفط وين حق المواطن في حياة كريمه وين الدوله تكفل حق العيش، لكن ليس الله غافل

    • زائر 8 زائر 1 | 1:56 ص

      تعليق بسيط على الاخ :- بلدهم ؟؟
      مو كافي اسمه غلوم اقنعني انه بلدهم ونه اقنعك ان الفيل يطير

اقرأ ايضاً