شعور غريب ربما ينتاب توماس شاف عندما ينظر إلى جدول ترتيب الدوري الألماني لكرة القدم، إذ إن منطقة الهبوط تشهد تواجد ثلاثة أندية سبق له تدريبها.
وكان هانوفر هو أخر محطات شاف في البوندسليغا قبل أن يتم إقالته من منصبه الأسبوع الماضي عقب هزيمة الفريق في عشر مباريات خلال 11 مباراة خاضها تحت قيادته منذ ديسمبر/ كانون الأول الماضي.
ويحتل هانوفر المركز الأخير بفارق عشر نقاط عن المركز الثالث من القاع الذي يمنح صاحبه فرصة المشاركة في ملحق الصعود والهبوط للبوندسليغا، ويتأخر بفارق 12 نقطة عن منطقة الأمان قبل خمس جولات من نهاية الموسم.
وقاد شاف فريق اينتراخت فرانكفورت في موسم 2014-2015 ويحتل الفريق حاليا المركز الثاني من القاع بعد هزيمته أمام ضيفه هوفنهايم بهدفين نظيفين أمس (السبت).
كما يحتل فيردر بريمن، الذي لعب شاف بين صفوفه منذ أن كان في الحادية عشر من عمره، واشرف على تدريب النادي بين العامي 1999 و2014، المركز الثالث من القاع بعد هزيمته أمام ضيفه اوجسبورج بهدفين مقابل هدف.
ربما لا يتحمل شاف مسئولية ما يحدث لبريمن وفرانكفورت، ولكن الأزمة التي يعاني منها هانوفر تشير إلى أن جيله من المدربين في طريقهم إلى الزوال.
ويمتلك هانوفر 18 نقطة مقابل 27 نقطة لفرانكفورت و28 نقطة لبريمن و30 نقطة لاوجسبورج و31 نقطة لهوفنهايم 32 نقطة لدارمشتات.
ويأتي شتوتغارت، الذي خسر على ملعبه أمام بايرن ميونيخ بثلاثة أهداف مقابل هدف أمس (السبت)، المركز الثاني عشر برصيد 33 نقطة، وشهدت مباراة الأمس رقما قياسيا بالنسبة لشتوتغارت إذ سجل لاعبوه بطريق الخطأ في مرمى فريقهم للمرة السادسة هذا الموسم.
كما أن هامبورغ وكولون ليسا بعيدين عن صراع الهبوط إذ يمتلك كل منهما 34 نقطة.
الهزيمة أمام اوجسبورج فتحت النقاش مجددا حول مصير مدرب بريمن فيكتور سكريبنيك، الذي قاد تدريبات الفريق اليوم الأحد (10 أبريل/ نيسان 2016)، في الوقت الذي نقلت فيه صحيفة "بيلد" عن توماس ايشين مدير الكرة بالنادي قوله إن "سكريبنيك سيبقى في منصب المدير الفتي".
وقال ايشين: "كل الفرق تشهد إجراء مناقشات حول المدرب، علينا أن نتعامل مع ذلك، ولكن سكريبنيك يمتلك القدرة".
ويواجه بريمن الذي توج بثنائية الدوري والكأس تحت قيادة شاف في 2004، شبح الهبوط للمرة الأولى منذ العام 1980، إذ فاز الفريق مرتين فقط خلال 14 مباراة خاضها على ملعبه، ويمتلك أضعف خط دفاع في البوندسليغا إذ اهتزت شباكه 59 مرة.
وسبق لسكريبنيك اللعب في بريمن، وتولى قيادة الفريق في أكتوبر/ تشرين الأول 2014.
وقال سكريبنيك: "لن اقيل نفسي" عقب تعرضه لانتقادات إعلامية في أعقاب تراجع نتائج الفريق بشكل لافت.
وأوضح سكريبنيك "كل هزيمة في البوندسليغا تعقبها قصص يصعب قراءتها، الأمر لا يؤذيني لكنه يؤذي فيردر بريمن، إذا اردتوا أن يهبط الفريق لدوري الدرجة الثانية فأكملوا هذا الطريق".
وأضاف "كان هناك مواقف في النصف الأول من الموسم قيل حينها أنني في طريقي للرحيل ، لكن على من تقع مسئولية إقالتي؟ الجميع يقولون لي أنت الرجل المناسب لنا".
ويعد بريمن واوجسبورج الذي يقوده ماركوس فينزيرل، هما الفريقان الوحيدان من بين الفرق الخمسة الأخيرة في جدول الترتيب، اللذان يحتفظان بنفس المدرب منذ بداية الموسم.
هزيمة بريمن أمام اوجسبورج وفرانكفورت أمام هوفنهايم كان مردودها قويا، نظرا لأن المباراتين كانتا أمام فريقين من فرق المؤخرة.
ويتولى روبرت كوفاكيتش تدريب فرانكفورت حاليا خلفا لارمين فيه.
وكان هوفنهايم يحتل المركز الأخير في البوندسليغا بفارق سبع نقاط خلف فرانكفورت عندما تولى جوليان ناجلسمان (28 عاما) تدريب الفريق في أوائل فبراير/ شباط الماضي خلفا لهوب ستيفينز.
لكن هوفنهايم سجل عودة قوية وفاز في خمس مباريات من أصل تسع مباريات تحت قيادة ناجلسمان وتعادل مرتين وخسر في مثلهما، ليتقدم إلى المركز الرابع عشر.
وقال ناديم اميري: "الذي سجل الهدف الأول لهوفنهايم في مباراة فرانكفورت بمجهود فردي رائع "كان يوما رائعا بالنسبة لنا في الصراع من أجل النجاة".
وأضاف "دفعة الفوز على حساب منافسنا المباشر كانت ثمارها هائلة، وتتمثل في الثلاث نقاط نفسها، ينبغي أن نحقق الفوز في جميع المباريات المتبقية".
وتتبقى خمس جولات على نهاية الموسم، إذ ستكون المواجهة المرتقبة بين بريمن وفرانكفورت في 14 مايو/ أيار المقبل علامة فارقة في تحديد هوية الهابطين للدرجة الثانية.
وأقدم هانوفر على الاستعانة بمدرب فريق الشباب دانييل ستيندل لخلافة توماس شاف في منصب المدير الفني للفريق الأول.
واستقال ستيفينز (62 عاما) من منصبه لأسباب صحية وربما لن يعود لعالم التدريب، في الوقت الذي قد يعاني فيه (55 عاما) الذي فاز بلقب البوندسليغا مع شتوتغارت في 2007، وشاف (54 عاما) في سبيل إيجاد فرصة عمل جديدة في ظل ظهور جيل جديد من المدربين الشباب.