بدأ حوالي ستة ملايين ناخب في التشاد التصويت صباح اليوم الاحد (10 أبريل/ نيسان 2016)، لاختيار رئيس من 13 مرشحاً بينهم الرئيس المنتهية ولايته ادرس ديبي اتنو الذي يحكم البلاد منذ 26 عاماً ويرجح فوزه في الاقتراع بولاية خامسة.
وفتحت مراكز الاقتراع ابوابها بعيد الساعة السابعة (6,00 ت غ) على ان يستمر التصويت حتى الساعة 18,00 (17,00 ت غ).
وفي نجامينا ينتظر الناخبون والناخبات وهم يحملون بطاقاتهم الانتخابية، في صفوف منفصلة بهدوء دورهم للتصويت في حي نجانغان نغاتو حيث يفترض ان يدلي الرئيس بصوته، كما ذكر صحافي من وكالة فرانس برس.
وستعلن النتائج الاولية لهذه الدورة الاولى خلال 15 يوما، كما اعلنت اللجنة الانتخابية الوطنية المستقلة.
وكان مرشح رابع هو محمد يسكو ابراهيم انسحب في اللحظة الاخيرة وأعلن دعمه للرئيس ديبي. وابراهيم يتزعم حزب سياسي صغير وهو والد زهراء التي اثار اغتصابها من قبل ابناء وجهاء في شباط/فبراير تظاهرات احتجاجية كبيرة. وقد تعذر الاتصال به السبت للحصول على تعليق حول قراره.
وتجري هذه الانتخابات التي سيفوز فيها الرئيس المنتهية ولايته لان جهاز الدولة وحزبه الحركة الوطنية للإنقاذ يملكان وسائل أكبر بكثير من تلك التي يستفيد منها منافسوه، في بلد تدرجه الامم المتحدة بين الدول الخمس الاكثر فقرا في العالم.
ورغم الموارد النفطية منذ 2003، يعيش نصف السكان تحت عتبة الفقر بينما سبعون بالمئة منهم اميون.
وعلى اللوحات الاعلانية الكبيرة التي تحمل صورته في العاصمة، يعد الرئيس ناخبيه "بصعود تشاد" في ولايته المقبلة.
وهذا ما كرره في آخر تجمع كبير عقده في ستاد نجامينا امام حشد ارتدى المشاركون فيه قمصانا صفراء احد لوني الحركة الوطنية للإنقاذ.
القصر الوردي
اما خصمه الرئيسي زعيم المعارضة سالم كيبزابو مرشح الاتحاد الوطني للتنمية والتجديد الذي يريد "تشجيع الوحدة الوطنية والتعليم"، فكان يعقد تجمعه في ساحة الامة مقابل القصر الرئاسي. وقد وعد انصاره "بدخول القصر الوردي منتصف ليل الاحد".
وعقد المرشحون الآخرون من جهتهم، آخر تجمعاتهم خارج نجامينا مثل رئيس الوزراء الاسبق جوزف جيمرانغار دادناجي الذي أكد انه يريد وضع حد "لوراثة السلطة".
وهو يشير الى ممارسات ادريس ديبي الذي يحيط نفسه بأعضاء من اتنية الزغاوة التي ينتمي اليها لتجنب الخيانات وتسهيل اعمالهم. ويتولى هؤلاء المناصب الرئيسية في قيادة الجيش التشادي القوي والفعال الذي يتدخل حاليا في منطقة الساحل ضد الاسلاميين.
واعتبرت مجموعة الازمات الدولية في مقال مؤخرا ان "اعضاء اتنية الزغاوة (...) يحتلون بشكل عام قمة هرم القيادة العسكرية (...) ويتمتعون بإفلات شبه كامل من العقاب".
وتثير هذه الامتيازات امتعاض السكان. لكن الرئيس المرشح لا يسمح باي احتجاج في الشارع بينما منع المجتمع المدني من التظاهر للمطالبة بتناوب سياسي.
ولأنهم خالفوا هذه الاوامر، ما زال خمسة من اعضاء المجتمع المدني مسجونين. وقد طلب الادعاء الخميس لهم السجن ستة أشهر وارجئت محاكمتهم الى 14 نيسان/ابريل.
ورات مجموعة الازمات الدولية ان التهديد الحقيقي بوقوع هجمات لجماعة بوكو حرام الاسلامية النيجيرية التي ضربت نجامينا مرتين في 2015، "يمنح الشرعية لنظام قوي".
لذلك يبدو السكان المشغولين منذ الفجر في البحث عن تأمين وسائل بقائهم اليومية، مستعدين للقبول بولاية جديدة للرئيس ديبي الذي وصل إلى السلطة بانقلاب.
لآخر نفس
هؤلاء رؤساء يتم انتخابهم تلقائيا و لا حاجة لحملات انتخابية