بدأ وزراء خارجية دول مجموعة السبع اليوم الاحد (10 أبريل/ نيسان 2016)، في اليابان اجتماعاً يستمر يومين في هيروشيما، طغت على جدول اعماله زيارة غير مسبوقة لوزير الخارجية الاميركية جون كيري الى هذه المدينة التي تعرضت لأول ضربة نووية في التاريخ.
ووصل وزير الخارجية الاميركي صباح اليوم إلى قاعدو ايواكوني العسكرية الواقعة في غرب هيروشيما بعد جولة قادته الى البحرين والعراق وافغانستان.
وكيري هو ارفع مسؤول حكومي اميركي يزور هيروشيما. وسيتوجه الاثنين الى متحف نصب السلام قبل تكريم ذكرى ضحايا القصف النووي الاميركي في السادس من آب/اغسطس 1945 (اكرر... 1945)، ويبلغ عددهم 140 ألف شخص.
وفي مقابلة مع صحيفة محلية، تهرب كيري من الرد على سؤال حول تقديم اعتذارات وتعبير عن الاسف على هذا القصف واكتفى بالدعوة إلى "عالم بلا اسلحة نووية".
وقال "نعم الولايات المتحدة ملتزمة منذ فترة طويلة نزع السلام النووي في العالم". وذكر بان الرئيس باراك اوباما "عزز اولوية هذا الهدف" ملمحا بذلك الى خطابه الشهير الذي القاه في براغ في نيسان/ابريل 2009.
واليابان هي البلد الوحيد الذي استهدفته هجمات نووية. وتأمل في "توجيه رسالة قوية الى العالم" عبر نشر نتائج اللقاء في وثيقة تبقى في التاريخ باسم "اعلان هيروشيما".
وقال وزير الخارجية الياباني فوميو كيشيدا في افتتاح الاجتماع "بهذه المناسبة اريد ان اوجه رسالة قوية من اجل السلام وعالم بلا اسلحة نووية". اما رئيس البلدية كازومي ما تسوي فانه يأمل ان تسمح هذه الزيارة "بادراك حقيقة القنبلة الذرية".
والاميركيون مقتنعون بان عمليتي القصف النووي كانتا ضروريتين لدفع اليابان الى الاستسلام ولم يقدموا يوما اعتذارات على مقتل أكثر من 210 آلاف شخص معظمهم من المدنيين، على الفور او نتيجة الاشعاعات والحروق في هيروشيما (140 ألف قتيل) وناغازاكي (74 الفا) التي ضربت بعد ثلاثة ايام.
لكن اوباما يمكن ان يزور هيروشيما خلال قمة رؤساء الدول والحكومات التي ستعقد في 26 و27 نيسان/ابريل في ايسيشيما المدينة الصغيرة الواقعة في وسط الارخببيل.
اكاذيب
وقال سوناو تسوبوي (91 عاماً) الناجي من القصف النووي (يسمونهم في اليابان هيباكوشا) لكنه اصيب بحروق خطيرة لفرانس برس ان "المسألة ليست معرفة ما اذا كان سيقدم اعتذارات (...) المهم هو الا يتكرر مثل هذا الخطأ".
واضاف "انها ليست نهاية سعيدة بل مجرد بداية".
وهي الزيارة الاولى لمسؤول من المملكة المتحدة التي يمثلها وزير خارجيتها فيليب هاموند، ولفرنسا القوتين النوويتين الاخريين في مجموعة السبع.
وقال وزير الخارجية الفرنسي جان مارك آيرولت عند وصوله الى المطار "انها لحظة مؤثرة جدا". واضاف لفرانس برس "انه مكان رمزي ويرمز الى الطموحات والمستقبل، الى عالم بلا اسلحة نووية، عالم سلام وامان وتضامن. نرى الطريق المرسوم امامنا".
ويعقد الاجتماع وسط اجراءات امنية مشددة ويدشن سلسلة لقاءات وزارية لمجموعة السبع. وسيتطرق ايضا الى "مسألة الارهاب وكل الازمات، وسورية وليبيا ثم التهديد الكوري الشمالي".
اما القضية الاخرى التي تركز عليها اليابان فهي الامن البحري ورغبتها في الحد من طموحات بكين في اراض في بحر الصين.
والى جانب وزراء الخارجية الاميركي والبريطاني والفرنسي، استقبل كيشيدا الاحد نظراءه الالماني (فرانك فالتر شتاينماير) والايطالي (باولو جينتيلوني) والكندي (ستيفان ديون) وكذلك وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني.
وبعد جلستي مناقشات في فندق كبير في هيروشيما، سيزور وزراء الخارجية بعد الظهر معبد ايتسوكوشيما الكبير لعبادة الشينتو في جزيرة مياجيما، قبل عشاء عمل.
وفي حديقة قريبة من النصب التذكاري، عبر عدد من السياح الاميركيين عن ترحيبهم بانعقاد اجتماع مجموعة السبع في هيروشيما.
وقال جيمس هادلستون (36 عاما) الذي يقوم برحلة مع زوجته وابنائه الثلاثة "من المهم ان نعرف ما حدث حتى لا يتكرر ذلك".
لكن آخرين كانوا اكثر حدة. وقالت كيوكو تانيغوشي "قطعوا كل هذا الطريق الى هيروشيما ليقولوا انهم يريدون التخلص من الاسلحة النووية؟ هذه اكاذيب".
وكانت تانيغوشي تشارك في تجمع صغير يضم حوالى ثلاثين شخصا تحت مراقبة عشرات من رجال الشرطة، امام قبة القنبلة الذرية، المبنى الوحيد المتبقي من هذه المأساة.