أكد وكيل وزارة الداخلية الكويتية الفريق سليمان الفهد أمس السبت حرص الوزارة على التصدي والتخلص من مشكلات الالغام والمخلفات الحربية الخطرة باعتماد اساليب متطورة بهدف القضاء على هذه الظاهرة التي تشكل تهديدا خطرا على الارواح ، وذلك وفق ما نقلت صحيفة "الوطن" الكويتية اليوم الأحد (9 أبريل/ نيسان 2016).
وقال الفريق الفهد في تصريح صحافي بمناسبة اليوم العالمي للتوعية من مخاطر الألغام ان دولة الكويت واحدة من الدول التي عانت بسبب الالغام التي زرعت منذ نحو 26 عاما مضيفا ان العدوان الغاشم في أغسطس 1990 خلف عددا هائلا من الألغام بلغ عددها في الكيلومتر المربع في بعض المناطق 92 لغما.
واشار الى أن دولة الكويت ممثلة بوزارة الداخلية ووزارة الدفاع والحرس الوطني بدأت في أعقاب حرب التحرير جهودا مكثفة لإزالة تلك الألغام على ثلاث مراحل موضحا أن المرحلة الثالثة لا تزال متواصلة.
وذكر أنه تم إزالة نحو مليون و650 ألف لغم حتى الان من بين نحو مليوني لغم بري وبحري مؤكدا انه ما زال هناك نحو 350 ألف لغم تشكل خطرا على المدنيين.
وبين أن طبيعة البيئة البرية في الكويت ساعدت على تفاقم المشكلة باختفاء أعداد كبيرة من الذخائر والألغام تحت الكثبان الرملية والرمال المتحركة وفي جوف المناطق الرطبة.
وقال ان فرق العمل المسؤولة عن تطهير البلاد من الألغام واجهت العديد من الصعوبات والمشكلات الفنية واللوجستية أثناء تنفيذها لمهامها المحفوفة بالمخاطر كالعوامل المناخية وتغير الفصول وارتفاع درجة الحرارة خلال فصل الصيف وما تسببه العواصف الرملية والترابية من تولد شحنات كهروستاتيكية نتيجة احتكاك الرمال مما يؤدي إلى الانفجار الذاتي للألغام خلال فصل الصيف.
وافاد بان عدم وجود خرائط أو معلومات عن الألغام والذخائر المنتشرة في بعض مناطق صحراء وسواحل البلاد يشكل عقبة كبيرة أمام عمليات الكشف وتطهير الألغام.
وقال الفريق الفهد ان دولة الكويت تكبدت مبالغ طائلة في سبيل تطهير اراضي البلاد من الألغام حيث تقدر تكلفة الكيلومتر المربع ما بين 31 و67 ألف دولار.
واشار الى ان أن إدارة المتفجرات التابعة للادارة العامة لقوات الأمن الخاصة قامت خلال الفترة من 1992 الى 2015 بنحو 25814 مهمة وأمر خدمة من بينها 1443 بلاغا بوجود ألغام و1456 بلاغا بالاشتباه بسيارة كما تعاملت مع 115 حادثا لانفجار ألغام.
وأكد استمرار الوزارة ممثلة في الإدارة العامة للعلاقات والإعلام الأمني بحملات توعية خاصة في موسم البر والتخييم للتأكيد على قواعد السلامة وفي مقدمتها الابتعاد عن التخييم بالقرب من المناطق والمنشآت العسكرية وعدم العبث بالأجسام الغريبة.
وذكر ان معظم حالات الوفاة والاصابات التي سجلت جراء انفجار الألغام كانت من رعاة الأغنام والمتنزهين في البر والبحر.
واضاف أن نحو 100 مليون لغم منتشرة في العالم اليوم وتمثل مصائد موت وفخاخا قاتلة مبينا أن الوطن العربي يضم نحو 40 مليون لغم وقذيفة مزروعة مما يشكل خطرا بالغا على السكان ويعيق عمليات التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
ودعا المواطنين والمقيمين الى المشاركة في التخلص من هذا الخطر عبر سرعة الإبلاغ عن أي جسم غريب يعثرون عليه في البر والبحر بالاتصال على الرقم 112 لاعلام الجهات الرسمية والتعامل مع هذا الجسم الغريب من قبل المختصين في إدارة المتفجرات.
واشار الى أن عدد الأشخاص الذين يقتلون أو يصابون بجراح بسبب الألغام الأرضية كل عام في جميع أنحاء العالم يتراوح في المتوسط ما بين 15 الفا الى 20 ألف شخص فيما يزيد عن 60 دولة حسب الاحصائيات العالمية.
واوضح ان (الاعلام الامني) في الوزارة وبالتعاون مع وزارة الدفاع والحرس الوطني واجهزة الدولة المعنية سينظم حملة اعلامية شاملة للتوعية بمخاطر الالغام والمخلفات الحربية في كل وسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي.
يذكر ان دولة الكويت تشارك العالم بالاحتفال باليوم العالمي للتوعية من مخاطر الالغام والمخلفات الحربية والمساعدة في الاعمال المتعلقة بالألغام والذي يهدف الى وضع الأسس الصحيحة والعلمية للتخلص من الألغام والمخلفات الحربية التي اصبحت تشكل تهديدا خطيرا على ارواح المواطنين وسلامتهم.