لم يكن غريباً أن يطلق شباب كويتيون فبراير الماضي مبادرة تحويل البلاد إلى عاصمة الغذاء العالمي عام 2030، فنعيش اليوم حالة «تخمة» -إن صح التعبير- في عدد المطاعم والمقاهي المنتشرة في أرجاء المدينة، وضواحيها، وكأن سبل الترفيه الوحيدة هي «الأكل» في مطاعم تتنوع قوائم الطعام فيها، وطهاتها، بل حتى أمكنتها، لتتناسب مع تقلبات الطقس، السمة الأشهر في الخليج للجو ، وذلك وفق ما نقلت صحيفة "القبس" الكويتية اليوم الأحد (10 أبريل/ نيسان 2016).
فنمر الآن في مرحلة تغيير فصول، يصاحبها عادة تغيير في نوعية الملابس، كما هو معمول في كل الدول، ولكن إضافة إلى ذلك، يصاحب تغير الجو في البلاد تغير في نوعية المطاعم التي يرتادها الكويتيون، وأماكنها، ففي حين يتميّز فصل الشتاء بـ«قعدات outdoor» ومطاعم ومقاهٍ نشرت كراسيها وطاولتها في الهواء الطلق، لتبدو الأكثر ازدهاراً، أعاد ارتفاع درجات الحرارة لمطاعم الـ«indoor» رونقها، لتتصدر من جديد قائمة الأماكن المفضلة لدى الشباب لقضاء وقت ممتع برفقة أصحاب ووجبة غذاء، وغالباً ما تكون منتشرة في أرجاء المجمعات التجارية التي ما عادت للتسوق فقط.
مجمعات غذائية
فإلى وقت قريب، كان مرتادو المطاعم يفضِّلون وجهات تتمتع بجلسات خارجية للمطاعم، بل تم افتتاح عدة مجمعات «غذائية» تضم عدداً من المطاعم والمقاهي المتنوعة، وتتميز بإطلالة خارجية، خصيصاً لفصل الشتاء والجو المعتدل، لتعود الآن المطاعم المنتشرة داخل المجمعات التجارية التي تتميز بأماكن داخلية مكيّفة للواجهة، وتستقطب روادها.
ورغم غياب إحصاءات رسمية حديثة عن عدد المطاعم ومستوى الإنفاق عليها، فإن متخصصين أكدوا في مناسبات سابقة أن عدد المطاعم في البلاد فاق 5 آلاف مطعم، بينما يصل متوسط إنفاق الفرد عليها نحو 300 دينار كويتي شهرياً، ما يؤكد أن المطاعم تلتهم جزءاً لا يُستهان به من رواتب الموظفين، خاصة أنها من سبل الترفيه الأولى المتوافرة أمام الشباب، في ظل فقر في مراكز ترفيهية تحاكي طاقات الشباب ورغباتهم في التسلية وقضاء أوقات ممتعة، فإذا أراد الشباب قضاء أوقات ممتعة ليس لديهم سوى ارتياد مجمع تجاري، لينتهي بهم المطاف في أحد مطاعمه، أو التجمع في ديوانية أو منزل، ليكون «لليمعة» نصيب في طلب «كاترينغ» من ذات المطاعم التي باتت توفر خدماتها في المنازل بذات الجودة التي توفرها في المطعم وبرفقة فريق من عامليها.
الأكل الصحي
المفارقة أنه بموازاة انتشار المطاعم وازدهار تجارتها، خاصة بين الشباب، تزدهر أيضا تجارة الـhealthy food وشركات الأغذية الصحية والـ«دايت»، خاصة مع اقتراب فصل الصيف والرغبة في ارتداء «المايوه»، فانتشرت بكثرة مراكز تسوق الغذاء الصحي منخفض السعرات الحرارية، وشركات تنظيم الأكل وتوفير وجبات «الريجيم»، بالإضافة إلى زيادة مطردة في عدد الأندية الصحية واختصاصيي التغذية المشاهير ممن لديهم جمهور كبير من متابعي نصائحهم الغذائية.
ويمكن القول خلاصة أن الشباب في البلاد بحاجة إلى مراكز ترفيهية متنوعة، لا تقتصر فقط على مطاعم، ومراكز صحية يحاولون خلالها حرق سعرات حرارية اكتسبوها من وجبة في مطعم قضوا فيه وقت فراغهم، فيمكن استثمار أوقات الفراغ بطرق أكثر فائدة للمجتمع، ومسلية للشباب.
مطاعم المنازل
أينما التفت تجد لك مطعماً، من مطابخ محلية وعالمية مختلفة، حتى باتت «تجارة الأكل» هي الأضمن ربحاً والأكثر إقبالاً من الجمهور، فإضافة الى المطاعم انتشرت بكثرة ظاهرة «مطاعم المنازل» ومازالت مستمرة في توفير أطباقها للجمهور المتذوق والمنتظر لأي جديد في عالم الطهي ليجربه.