من الظواهر الإيجابية اللافتة، انطلاق المبادرات وحملات التنظيف والتزيين التي بتنا نشهدها مؤخراً، وتدلّ على حيوية المجتمع في البحرين.
في الأسابيع الأخيرة، لمسنا استجابةً جيدةً من الكثيرين، للتفاعل مع القضايا التي نطرحها في الصحافة، فلا يكفي التذمر وبث الشكوى ولوم الآخرين، بل يمكنك أن تبادر لتصنع الفرق.
قبل شهر، بادرت جماعةٌ من المتطوعين بحملة تنظيف لساحل كرباباد، بعدما أثرنا الموضوع في تحقيق مصوّر ومقال. وقبل ثلاثة أسابيع، بادرت مجموعةٌ شبابيةٌ أخرى تحمل اسم «إيثار»، إلى تنظيف ساحل المالكية، بعد تحقيق مصوّر عن طريقة صيد السمك القديمة «الحظرة»، ومشاهدات عن زيارة الساحل. وقبل يومين قامت مجموعة شبابية ثالثة بتنظيم حملة لتنظيف سواحل البحرين، تحت شعار «نبيها نظيفة»، استهلتها بتنظيف «بلاج الجزائر»، تمكّنت خلالها «مجموعة غواصي البحرين» من استخراج أكوام من النفايات والأوساخ العالقة داخل البحر، وجمعتها في أكياس ليسهل التخلص منها. ومن الجميل أن هذه الحملة وضعت ضمن أهدافها تفعيل العمل التطوعي والمشاركة في عمل الخير.
انطلقت هذه الحملة الرائدة في يوم الجمعة المبارك (8 أبريل/ نيسان 2016) برعاية المحافظة الجنوبية، وفي اليوم نفسه دشّنت قريتا المالكية وبني جمرة حملةً رائدةً أخرى، تحت شعار «القرية الجميلة»، التي أطلقتها بلدية المنطقة الشمالية، بحضور كثيف من أهالي القريتين. وهي تجارب مشجّعةٌ جداً، ويمكن لهذه القرى أن تتبادل خبراتها، بما ينعكس خيراً وجمالاً وسعادةً على أهلها، وارتقاءً ببيئتها ومحيطها.
هذه التجارب لم تأتِ من فراغ، وإنّما تقوم أساساً على وجود نوايا أصيلة طيبة، وتبني على تجارب ناصعة سابقة، وهي تنمّ عن رغبةٍ محليةٍ كبيرة في تطوير أوضاع القرى والأرياف. فقبل بضع سنوات أطلقت المجالس البلدية حملات تشجير وتزيين القرى، وحضرها وزير البلديات السابق، كما حدث في قرية القَدَم على سبيل المثال. وقبل أكثر من عشر سنوات، بدأت «جمعية المرسم الحسيني للفنون» بتنفيذ حملات تزيين في عددٍ من مناطق البلاد، ورسمت مئات الجداريات في شوارعها ومدارسها، بدءًا من المنامة العاصمة، إلى منطقة البديع وجزيرتي سترة والنبيه صالح وقرية قلعة البحرين، وشارك فيها عشرات الفنانين والفنانات من مناطق مختلفة، وكانت الحملة تبدأ من الصباح الباكر حتى المساء، ولا يزال كثيرٌ من هذه الجداريات قائماً للعيان.
إننا مجتمعٌ خيّر، ويجب الخير، وهو ما نعوّل عليه في إصلاح كافة شئوننا السياسية والاقتصادية والاجتماعية. فقبل فترةٍ، قرأنا عن مبادرةٍ لإحدى القرى، لإقامة جدار للمقبرة المتهاوى، وشارك فيها ما يقارب الخمسين شخصاً، من مختلف الأعمار، وبجهودٍ وتبرعاتٍ فردية، بعد الحصول على الترخيص من الجهات الرسمية.
في بني جمرة قادت مجموعة «افعل خير» زمام العمل، بمشاركة أكثر من مئةٍ من شباب القرية ورجالاتها، وتولى كثير منهم رسم جداريات، وتجديد دهان الأرصفة باللونين الأصفر والأسود. بينما شاركت مؤسسات المالكية كالنادي والجمعية الخيرية والجوالة في المبادرة التي شارك فيها النائب السابق جاسم عبدالعال، والشيخ حسن المالكي، وهو رجل دين ناشط اجتماعياً. وقد دعا إدارة الطرق بوزارة الأشغال لتكون شريكاً أساسياً في الحملة، لصيانة الأرصفة والطرق الداخلية بالقرية. وهي حاجةُ ملحّةٌ، ليس في المالكية وإنّما في الكثير من المناطق والقرى، التي تولّت «الوسط» خلال الأسابيع الأخيرة، نشر شكاوى يومياً يطالب فيها الأهالي بإصلاح الحفر والشوارع والطرق الرثة، ما يكشف عن تردي البنية التحتية في هذه القرى المهملة.
هذه المبادرات تؤكد وجود إمكانيات هائلة لدى المجتمع للتفاعل والمشاركة وقيادة المبادرات وإنجاح الحملات، فـ»الشراكة الاجتماعية» ليست شعارات فضفاضة، وإنما يمكن أن تتحوّل إلى أفعال ومشاريع مفيدة على الأرض، على مستوى النظافة والتشجير والتجميل، تسهم في تطوير واقع القرى والأرياف التي نالها نصيب كبير من التجاهل والإهمال.
إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"العدد 4964 - السبت 09 أبريل 2016م الموافق 02 رجب 1437هـ
السياسة والجمل!
فيقال ساس الجمل أي قاد الجمل...... لماذا؟؟؟
مشاريع مشبوهة ولو بدا ظاهرها خير
لا غرابة فهذه أرضهم وهم ناسها وأهلها من كل المناطق سنة وشيعة. ولابد أن يحرص كل انسان على بلده. بارك الله فيكم ايها البحرينيين.
ومتى ستشهد حملة ازالة الكراجات من الطرقات التي ضاقت منها
أعطونا مضمار للمشي وحديقة في ابي صيبع واتركوا امر تنظيفها وتنظيمها لنا وسنريكم كيف ستكون الشراكة المجتمعية
1-تخصيص سواحل للمواطنين
2-اعطائهم صلاحيات تنظيفها والقيام على حمايتها وتطويرها
3-خلق نوع من التنافس في الوصول الى اعلى درجات النظافة والتنظيم من خلال تقييم دوري
هذه خطوات سوف تطوّر السواحل
يعطيكم العافية
كله خير عساكم عالقوة
الدال على الخير كفاعله ..
شكرا لكم .
الحركة الحضارية ؟؟؟
هذه الحركة الحضارية السباقة على الكثير من الدول والشعوب بسبب النوايا الطيبة والحس الوطني الاصيل ولو بعطى هذا الشعب القليل مما يستحق لرايت العجب العجاب من هذا الشعب المعطاء لحسن النوايا في الصدور ، وكلنا يتذكر عام 2001 عندما تزينت البحرين وقراها ولبست ثوب العروس وعمت الافراح جميع البيوت وذلك لصفاء قلوب وطيبة هذه الناس وحب عمل الخير المعجون بالتربة الطاهرة ، والتجربة اثبتت علي اصالة هذه الناس .
وشكرا للوسط واسرتها على الابداع والمبادرات المتجدده لبناء هذا الوطن الحبيب .
مبادرات تبعث على التفائل سيد
حبذا لو تكون هناك مبادرات لتشجير القرى، كل بيت يزرع شتلتين ينقى الهواء و تسر الأنظار
عام
كل كلام فاضيه لا جداريات ولا اهرارقبل البيوت خربه لكن القلوب جنه من المحبه لاحد رسم ولاشي الناس اتغيرت صار فيه الحقد المصالح
اخي الكريم ردك غير مناسب للموضوع. الكاتب يتكلم عن مبادرات وعمل خيري جدير ومهم وحضاري ، وفقهم الله