يعرف الجميع أن منافسات كرة السلة المحلية هي الأقوى من بين ألعاب الصالات لدينا والأكثر حضوراً من الناحية الجماهيرية، إذ تتفوق كثيراً على مباريات كرة اليد والطائرة، وأغلب المباريات يكون العدد الجماهيري فيها كبيراً بالذات المباراة التي يكون أحد طرفيها أو كلاهما من الفرق المنافسة على اللقب.

وطبعاً نحن كرياضيين في هذا البلد نتمنى أن يطال التطوير كل رياضاتنا وبجميع الألعاب، وأن تصبح في الطليعة، وصحيح أن الإمكانيات المادية تكون عائقاً أحياناً أمام بعض الخطوات، ولكن بحسب الموجود والمتوافر حالياً فبالإمكان التطوير إلى حدٍّ معين، وهذا ما نتمناه في كرة السلة بالذات، إذ صحيح أنها اللعبة الأكثر جماهيرية وتنافساً لدينا، لكنها تحتاج إلى خطوات تطويرية كثيرة، وفي النهاية لابد أن ننظر لتحقيق البطولات الخارجية أيضاً سواءً على صعيد الأندية أو المنتخبات، لكن ما نشاهده حالياً أن هنالك تراجعاً من هذا الجانب وربما يكون الضغط الكبير الحاصل حالياً هو السبب الأول وراء تراجع هذه النتائج.

نعلم تماماً أن زيادة عدد المباريات بهذا الكم سيكون لها أثر مادي من خلال الاستفادة من المدخول الخاص بالجماهير، لكن لا يجب أن يكون هذا الأمر هو كل ما نهدف إليه، فالأهداف الفنية يجب أن تكون حاضرة وبقوة أيضاً، وخاصة إذا ما علمنا ومن دون إحصائية رسمية طبعاً، أن الحضور في بعض المباريات وحتى الجماهيرية منها بدأ يتأثر بعض الشيء، بسبب التكرار الكبير في عددها وهو ما يبعث على الملل أحياناً، إضافة إلى أن بعض الجماهير باتت تفضل حضور المباريات النهائية على الأرجح.

دوري هذا العام شهد (السداسية ثم الرباعية ثم الثلاثية ثم النهائي من سبع جولات)، كلها من الممكن أن تزيد المردود المادي في ظل كثرة المباريات، ولكن هل توجد استفادة فنية واضحة؟، بالعكس ما نراه هو تذبذب في المستوى، تراجع لبعض الفرق في مباراة وتفوقها في مباراة أخرى، بعض اللاعبين باتوا في وضعية بدنية سيئة للغاية، بالذات كونهم غير محترفين، وفوق كل هذا العدد الكبير من المباريات يأتون في نهاية الموسم للمشاركة في البطولات الخارجية، والنتيجة تكون صفراً فيها، فالمنامة مثلاً الموسم الماضي لم يرتح إلا يومين أو ثلاثة من آخر مباراة في الدوري إلى أول مباراة بالبطولة الخليجية!.

من المُمكن أن يتسعين الاتحاد بلجنة فنية لمناقشة كل تفاصيل هذا الموسم، ومكونة من بعض المتخصصين لتقييم ما حصل وتقدم توصيات ومقترحات من أجل تطبيقها في الأعوام المقبلة، مراعاة للمصلحة العامة ولتطوير كرة السلة لدينا، فتبادل الأفكار ما بين المختصين من المُمكن أن يولد أفكاراً جديدة تعود بالفائدة على كرة السلة البحرينية.