أعلن مؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحية "ويش" عن إطلاق منتدى الرعاية المسئولة، ضمن فعاليات مؤتمر القمة لعام 2016، والمقرر انعقاده في العاصمة القطرية الدوحة خلال الفترة من (29 - 30 نوفمبر / تشرين الثاني 2016).
وسيحدّد المنتدى فوائد استخدام نظام متكامل للرعاية المسؤولة؛ بِهدف مساعدة المرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة، بما فيها السكري، ويحتاجون إلى خطط علاجية دقيقة وشاملة. كما سيتطرق إلى نطاق تنفيذ خطة الرعاية المسؤولة، والتي تشمل تحديد مجموعة من الأفراد الذين سيخضعون لدراسة تجريبية في قطر. وتضم هذه المجموعة أفرادًا تبلغ أعمارهم 18 عامًا فأكثر يعانون من النوع الثاني من مرض السكري، إضافة إلى أشخاص معرضين للإصابة به.
ومن المنتظر عرض خطط عمل مفصّلة على المشاركين في المؤتمر، إضافة إلى تقديم عدد من التوصيات، إلى جانب تطوير مسار الرعاية الصحية؛ وإنشاء فريق متعدد التخصصات لإدارة رعاية المرضى؛ وأخيرًا، وضع خطط شخصية للرعاية الصحية ورصد المشاريع.
وبعد ستة أشهر من بدء هذه الدراسة، سيُعلن رسميًا عن النتائج، ويلي ذلك إجراء مناقشة حول إمكانية توسيع نطاق المرحلة التجريبية من الدراسة لتشمل مجتمعات سكانية ومناطق إضافية، اعتمادًا على نجاح البحث.
وبهذه المناسبة، قال مارك ماكليلان من جامعة ديوك، والذي سيرأس المنتدى: "تَعتمد نماذج الرعاية الصحية في الهند، بما فيها نموذج Sughavazhvu، على اشتراكات المرضى، لا على مبدأ دفع الرسوم مقابل الخدمات، لتمويل نماذج مبتكرة للوقاية من الأمراض المزمنة. وفي إسبانيا، تتحمل شركة Ribera Salud المسؤولية عن النتائج والنفقات الإجمالية لعدد كبير من المرضى عبر سلسلة من محطات الرعاية الصحية، وذلك وفقًا لنموذج تمويل يوفّر الدعم المالي لسُبل تنسيق الرعاية الصحية والوقاية من المضاعفات الناتجة عن الأمراض".
من ناحية أخرى، سيشارك مركز بروكنجز الدوحة، والجمعية القطرية للسكري في المنتدى من خلال ممثّلين عنهما لتقديم المشورة والتحليل بشأن هذه القضية المهمة. وسيناقش المشاركون أيضًا أهداف المرحلة التجريبية من الدراسة؛ بهدف صياغة استراتيجية متكاملة مصممة على القياس المحلي، والتي ستستخدم الموارد المتاحة لضمان وجود خطة رعاية صحية فعالة للمرضى على المدى الطويل. وفي هذا السياق، سيتم فحص وتحديد الأفراد المعرّضين لخطر الإصابة بالسكري عن طريق تحليل البيانات، لكي يستفيدوا بعدها من خطط الرعاية الصحية الشخصية، والتي تشكل الخطوط العريضة لاستراتيجية استعادة العافية لمرحلة ما قبل السكري.
كما سيوضح المنتدى كيف ستحل البيانات الخاصة بإحدى المجموعات، والتي تُدرج في سجل واحد، محل القوائم المجزأة لِمرضى السكري. وسيحدد كذلك المسارات التي تربط بين الرعاية الطبية من المرتبة الأولى والثانية والثالثة، وذلك من أجل ضمان الاتساق في جميع مراحل العلاج.
في ضوء هذه التطورات المثيرة للاهتمام، سيستعرض المنتدى الإمكانيات التي تملكها دولة قطر لقيادة المجتمع العالمي في تطوير قطاع خدمات الرعاية الصحية، وذلك للوقاية من مضاعفات الأمراض المزمنة عن طريق الرعاية المصممة خصيصًا لكل مريض.
وبهذه المناسبة، قال الرئيس التنفيذي لمبادرة "ويش" إجبرت شلنجز: "نحن، في "ويش"، نرى أن هذه الدراسة أكثر من مجرد تقرير، حيث أنها تمثل شهادةٌ على مساهمة البرنامج في الاقتصاد الصحي المحلي. وقد تمكنّا من جمع الأطراف المعنية المحلية والخبراء الدوليين، بالتعاون مع شركائنا في وزارة الصحة العامة، ومؤسسة حمد الطبية، ومؤسسة الرعاية الصحية الأولية؛ للمساعدة في تغيير الطريقة التي تُقدّم من خلالها الرعاية الصحية لمرضى السكري في دولة قطر. وتُعدّ الدراسة أيضًا أفضل مثال عملي على احتضان الابتكار وتكييفه ليتلاءم مع السياقات المحلية."
وإلى جانب كونها ملتقى للآلاف من واضعي السياسات والأكاديميين والمهنيين المرموقين، تطورت مبادرة ويش، إحدى المبادرات العالمية لمؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، إلى أن أضحت منصة رئيسية لنشر الابتكار والممارسات المثلى في مجال الرعاية الصحية. كما تتماشى المبادرة مع رؤية مؤسسة قطر الرامية إلى تعزيز دور قطر الريادي كمركز ناشئ للابتكار في الرعاية الصحية، والسعي في الوقت ذاته لإطلاق قدرات الإنسان.
وتجدر الإشارة إلى أن قمة ويش لعام 2016 ستشهد عقد سبعة منتديات بحثية رائدة تعالج بعض التحديات الصحية الأكثر إلحاحًا في العالم. وإلى جانب مناقشة الرعاية المسئولة، سيصدر المنتدى عددًا من التقارير المستندة إلى أدلة في تخصصات متعددة، وتشتمل على موضوعات مثل صحة المجتمع، والطب الدقيق، والفوائد الاقتصادية للاستثمار في الصحة، وأمراض القلب والأوعية الدموية، ومرض التوحد، والرؤى السلوكية، حيث سيترأس النقاشات خبراءٌ دوليون مرموقون. كما ستقدم ويش، لأول مرة، تقريرًا عن تأثيرها المستمر، على المستويين المحلي والعالمي، حول الموضوعات التي سبق إبرازها في القمم السابقة، مثل مرض السكري وسلامة المرضى.
وإلى جانب عقد منتديات حول البحوث الحديثة في السياسات الصحية، من المقرر أن تنظّم القمة معرضًا للابتكارات من كافة أنحاء العالم تبرز عملية صياغة تصميم برامج الرعاية الصحية، وتقديمها، وتمويلها، فضلاً عن تسليط الضوء على نخبة من المبدعين الشباب، الذين يمثلون قادة الرعاية الصحية الناشئة تحت سن الثلاثين ممن قدموا مساهمات في تعزيز الصحة العالمية تستحق التقدير على نطاق واسع.
ويشو؟