العدد 4962 - الخميس 07 أبريل 2016م الموافق 29 جمادى الآخرة 1437هـ

الجبير: تأكيدات أميركية بدفاعها عن دول الخليج من أي اعتداء خارجي

أكد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أن اجتماع وزراء خارجية دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري، تطرق إلى تأكيدات الولايات المتحدة الأميركية بدفاعها عن دول مجلس التعاون من أي اعتداء خارجي، ناهيك عن بحث التصدي لتدخلات إيران في المنطقة والتعامل مع التحديات في المنطقة، سواء في لبنان أو سورية أو العراق أو اليمن أو ليبيا، جاء ذلك خلال المؤتمر الصحافي الذي أعقب الاجتماع المشترك لوزراء خارجية دول الخليج وكيري، الذي عُقد يوم أمس الخميس (7 أبريل/ نيسان 2016)، في فندق «فورسيزنز».

إلى ذلك، أعلن كيري عن برنامج سلمي لتقديم المساعدات المالية لتحسين الأوضاع في اليمن، مشيراً إلى أن الاجتماع ناقش الاهتمام والقلق المشترك بالنسبة لإيران وتهدئة الوضع في المنطقة، لافتاً إلى أن الأسطول الخامس الأميركي تمكن من وقف الأسلحة التي حاولت إيران تهريبها إلى اليمن.


كيري أعلن عن برنامج سلمي لتقديم المساعدات المالية لتحسين الأوضاع في اليمن

الجبير: نرفض محاولات إيران تهريب الأسلحة للحوثيين أو غيرهم

خليج البحرين - أماني المسقطي

اعتبر وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أن استمرار التدخلات الإيرانية بشئون المنطقة يصعب التعامل معها، مستنكراً في الوقت نفسه محاولات إيران تهريب الأسلحة للحوثيين في اليمن أو غيرهم، في الوقت الذي تتم فيه محاولات إحراز تقدم في العملية السلمية في اليمن.

جاء ذلك خلال المؤتمر الصحافي الذي أعقب الاجتماع المشترك لوزراء خارجية دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ووزير الخارجية الأميركي جون كيري، الذي عُقد يوم أمس الخميس (7 أبريل/ نيسان 2016)، في فندق «فورسيزنز»، وهو الاجتماع الذي يأتي تمهيداً لاجتماع القمة الخليجية - الأميركية الذي سيُعقد في الرياض.

وقال الجبير: «إذا كانت إيران تريد أن تكون لها علاقات طبيعية مع دول الخليج، فإن عليها أن تغير من سياساتها وأن تلتزم بمبدأ حسن الجوار وعدم التدخل في شئون دول المنطقة، والذي من شأنه أن يفتح الباب لعلاقات طبيعية أكثر مع إيران، ولكن استمرار تدخلاتها في شئون دول المنطقة، يجعل من الصعب التعامل معها».

وأكد الجبير أن الوزراء بحثوا ما يسمى قمة كامب ديفيد ومخرجاتها، وتمت مراجعة عمل فرق العمل الستة التي تم تأسيسها على إثر القمة المذكورة، وتأكيدات الولايات المتحدة الأميركية فيما يتعلق بدفاعها عن دول مجلس التعاون من أي اعتداء خارجي، ناهيك عن بحث التصدي لتدخلات إيران في المنطقة والتعامل مع التحديات في المنطقة، سواء في لبنان أو سورية أو العراق أو اليمن أو ليبيا، بالإضافة إلى مراجعة قضية السلام والقضية الفلسطينية وأهمية إيجاد حل لها، وكذلك مناقشة الجهود المشتركة في مواجهة الإرهاب والتطرف.

وقال: «عبر وزراء خارجية دول مجلس التعاون عن دعمهم للمملكة المغربية فيما يتعلق بالصحراء الكبرى، وأهمية الاستمرار في الاقتراح المغربي فيما يتعلق بالحكم الذاتي، وعدم اتخاذ أية إجراءات قد تضعف من ذلك، وأيد كيري هذا الموقف ووصفه بأنه يمثل الموقف الأميركي كذلك».

إلى ذلك، أكد كيري اتفاق المشاركين في اللقاء على البدء في تقييم ما إذا كان مفهوم الشراكة بين حلف شمال الأطلسي «الناتو» ودول مجلس التعاون الخليجي سوف يدعم بشكل كبير تعزيز الأمن والاستقرار في هذه المنطقة، وقال: «الرئيس باراك أوباما يؤمن تماماً أننا في هذه الفترة الحرجة بحاجة للتواصل الفعال بشكل كبير، لأن ذلك يعزز القدرة على مواجهة التحديات الأمنية والاقتصادية في المنطقة، كما أنه يتطلع قدماً لقمة قادة دول مجلس التعاون الخليجي لتعزيز الأمن والسلام في المنطقة في ظل التحديات الكبيرة التي برزت على الساحة في الأعوام الماضية».

وأضاف كيري: «منذ اجتماع كامب ديفيد، اتفق القادة على تأسيس شراكة استراتيجية جديدة من شأنها تعزيز التعاون الأمني، ومنذ ذلك الحين ونحن نعمل بشكل مكثف لتطبيق هذه المبادرة من خلال ست مجموعات عمل تتخصص في مجالات أساسية، ومنها محاربة الإرهاب ومواءمة القدرات الدفاعية بالتنسيق مع شركائنا في دول مجلس التعاون الخليجي، وإنشاء شبكة صواريخ بالستية للدفاع عن مجلس التعاون الخليجي، وكذلك دعم جاهزية دول الخليج في مواجهة التهديدات الصاروخية والأمن الإلكتروني أيضاً».

وفي الملف السوري، قال كيري: «ما كانت لتتوقف الأعمال العدائية في سورية من دون الجهود المشتركة بما فيها دول الحليج وغيرها من الكثير من الدول، نعم ما تزال هناك بعض مجالات القلق، إذ كانت هناك انتهاكات لوقف إطلاق النار، ولكني أرى أن الحل في سورية سيتم حين تعود الأطراف المعنية إلى طاولة المفاوضات في جنيف بعد أيام، وهذه تمثل بداية النقاش للمرحلة الانتقالية، وهذا التحول هو النقطة الأساسية التي توضح مدى جدية نظام الأسد وروسيا وإيران في دعم الجهود التي وضعناها في صياغة اتفاق فيينا وفي قرارات مجلس الأمن». واعتبر كيري أن هناك بعض العقبات التي تواجه العملية السلمية في سورية، مشيراً إلى أن تعزيز السلام في المنطقة يتطلب مهاجمة تنظيم «داعش»، لافتاً إلى أنه تم خلال الاجتماع مناقشة محاولة استعادة المناطق التي احتلها «داعش» وبناء العراق، وخصوصاً في ظل الحاجة إلى المساعدة من أجل إعادة الوضع وحماية المجتمعات وتحرير المنطقة من هذا الإرهاب.

وقال: «عملنا خلال الأشهر الماضية على حلول للأزمة في اليمن، والولايات المتحدة تدعم السعودية وغيرها من دول الخليج التي تحاول إنهاء العداءات في المنطقة، وهناك جولات للمباحثات الجديدة في 18 أبريل الجاري، وهذا ما نسعى له منذ فترة طويلة، ونافشنا كل هذه الأمور ودور السعودية في البحث عن حل سلمي دائم يتيح للأطراف تحقيق الأمن والسلام في اليمن».

وأعلن كيري عن برنامج سلمي لتقديم المساعدات المالية لتحسين الأوضاع في اليمن، مشيراً إلى أن الاجتماع ناقش الاهتمام والقلق المشترك بالنسبة لإيران وتهدئة الوضع في المنطقة، لافتاً إلى أن الأسطول الخامس الأميركي تمكن من وقف الأسلحة التي حاولت إيران تهريبها إلى اليمن.

وقال: «تم التأكيد خلال اللقاء أنه إذا كانت إيران تود أن تكسب المصداقية لكي لا تمثل تهديداً لدول المنطقة وشعوبها، فإن عليها أن تدعم جهود السلام التي نعمل عليها لتحقيق الأمن في اليمن لا تهريب الأسلحة للفصائل هناك. ونرى أن بعض الأنشطة من إيران تؤدي إلى التدخل في شئون بعض الدول، وعلى إيران أن تبذل جهودها لتعزيز السلام ولتقديم المساعدة لحل النزاع في سورية، بدلاً من مواصلة إرسال الأسلحة للحوثيين».

وختم حديثه قائلاً: «نقول لإيران إننا مستعدون لإيجاد حل سلمي لتلك الموضوعات، ونتطلع لتقوم إيران بإثبات موقفها للجميع بأنها جادة في وقف كل تلك الأنشطة العدوانية التي تثير شكوكاً بشأن مصداقيتها ونواياها».

كيري يتبادل أطراف الحديث مع نظرائه الخليجيين قبيل الاجتماع الوزاري المشترك - reuters
كيري يتبادل أطراف الحديث مع نظرائه الخليجيين قبيل الاجتماع الوزاري المشترك - reuters
جون كيري في لقطة مع نظيره السعودي - afp
جون كيري في لقطة مع نظيره السعودي - afp
المؤتمر الصحافي المشترك بين الجبير وكيري الذي أعقب اجتماع وزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي مع نظيرهم الأميركي أمس - بنا - AFP
المؤتمر الصحافي المشترك بين الجبير وكيري الذي أعقب اجتماع وزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي مع نظيرهم الأميركي أمس - بنا - AFP

العدد 4962 - الخميس 07 أبريل 2016م الموافق 29 جمادى الآخرة 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً