اعلنت نائبة الرئيس البنمي وزيرة الخارجية ايزابيل دي سانت مالو لوكالة فرانس برس الخميس (7 ابريل/ نيسان 2016) ان بلادها ستعمق الحوار مع منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية بشأن تبادل البيانات الضريبية وذلك بعد فضيحة التهرب الضريبي المدوية التي فجرتها "اوراق بنما".
واتى هذا التعهد إثر محادثة هاتفية اجرتها نائبة الرئيس مع الامين العام لمنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية انغيل غوريا.
وقالت دي سانت مالو ان "المحادثة كانت جيدة جدا وقد اتفقنا على اقامة حوار على المستوى التقني بين بنما ومنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية يهدف تحديدا لتبادل المعلومات".
واضافت "لقد تحدثنا بشأن ابقاء هذا الحوار وهذا الاتصال سلسا".
وتتعرض بنما لضغوط دولية متزايدة منذ الكشف عن فضيحة "أوراق بنما" المدوية حول التهرب الضريبي والتي شملت شخصيات بارزة من العالم اجمع.
ومنذ مساء الاحد وكشف الصحف الاعضاء في "الاتحاد الدولي للصحافيين الاستقصائيين" عن وثائق مسربة من مكتب محاماة بنمي، اظهرت احتمال ضلوع مسؤولين سياسيين كبار ومشاهير من عالم المال والرياضة في عمليات تهرب ضريبي، تواجه بنما ضغوطات من كل حدب وصوب لتعديل قوانينها ذات الصلة.
والثلاثاء اعلنت فرنسا انها ستعيد ادراج بنما على قائمة الدول والمناطق التي لا تتعاون في المجال الضريبي".
وبنما مطالبة بتعديل قوانينها التي تعتبر مؤاتية لشركات الاوفشور في وقت ينحو فيه العالم نحو المزيد من الشفافية في مجال الضرائب.
وواجهت بنما خصوصا انتقادات لرفضها تطبيق معايير اصبحت عالمية تقريبا مثل التبادل التلقائي للمعلومات الضريبية بين الدول، والتي وضعت في الاونة الاخيرة بدفع من منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية، المؤسسة المشرفة على هذا الملف.
وفي محاولة لتجنب ادراج بلاده على لائحة سوداء قال الرئيس البنمي الاربعاء "اذا كانت هناك تحسينات بالطريقة التي تطبق فيها هذه الاليات، فانا مستعد لتطبيقها".
واكد المفوض الاوروبي للشؤون الاقتصادية بيار موسكوفيسي الاربعاء على ضرورة قيام الاتحاد الاوروبي بوضع "لائحة سوداء" واحدة للملاذات الضريبية مع معايير مشتركة للدول الـ28 الاعضاء.
وكلفت مجموعة العشرين التي تضم الدول الاقوى في العالم، منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية بهذه المسالة وتتبع توصياتها في مجال الضرائب معطية بذلك الدفع اللازم لكي تصطف خلفها الدول الاخرى.
وفضيحة "اوراق بنما" ستكون على جدول اعمال اجتماع جديد لوزراء مالية مجموعة العشرين الاسبوع المقبل في واشنطن على هامش اجتماعات الربيع لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي.
وتواصل الصحف الاعضاء في الاتحاد الدولي للصحافيين الاستقصائيين الكشف عن اسماء زبائن مكتب المحاماة البنمي "موساك فونسيكا"، بعد وصول 11,5 مليون وثيقة الى وسائل الاعلام متسببة بفضيحة مدوية في العالم.
وتسببت هذه المعلومات باحراج لعدة شخصيات ورؤساء دول وشخصيات في عالمي الرياضة والمصارف.
واطاحت هذه الفضيحة برئيس وزراء ايسلندا ديفيد سيغموندور غونلوغسون، في حين فتح القضاء تحقيقا مع الرئيس الارجنتيني ماوريسيو ماكري، كما يواجه رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون احراجا كبيرا بعدما كشفت "اوراق بنما" انه كانت له حصة مالية في صندوق اوفشور انشأه والده.