حض وزير الخارجية الاميركي جون كيري، خلال اجتماعه بنظرائه الخليجيين في المنامة الخميس (7 ابريل/ نيسان 2016)، إيران على العمل من اجل "السلام" في الشرق الاوسط عبر وقف "تحركاتها المزعزعة للاستقرار" في سوريا واليمن اللذين تمزقهما الحرب.
وفي اول زيارة لوزير خارجية اميركي الى البحرين منذ 2010، لم يتمكن كيري من اغفال ملف حقوق الانسان في هذا البلد الذي يعد غالبية شيعية وتحكمه سلالة آل خليفة السنية.
واتى اجتماع كيري بنظرائه في دول مجلس التعاون الخليجي (السعودية والبحرين والامارات والكويت وقطر وعمان) قبل اسبوعين من حضور الرئيس الاميركي باراك اوباما قمة لمجلس التعاون الخليجي في الرياض.
وفي ختام الاجتماع ندد الوزير الاميركي بـ"تحركات ايران المزعزعة للاستقرار في المنطقة".
وانتقد كيري الاعمال "الاستفزازية" التي تقوم بها إيران، وقد اورد مثالا على ذلك "اعتراض" الاسطول الخامس في البحرية الاميركية ومقره البحرين سفينة محملة بأسلحة "مصدرها إيران" و"متجهة الى اليمن".
بدوره وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع كيري ندد وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن احمد آل خليفة بسلوك إيران، معربا عن امله في ان تغير سياستها الخارجية.
وقال "نحن نود أن نرى إيران تغير سياستها الخارجية تجاه المنطقة، خاصة بما يتعلق بالملف النووي وان توقف من يقومون بحروب في الوكالة".
واضاف الوزير البحريني الذي قطعت حكومته في مطلع السنة علاقاتها مع طهران انه "آن الأوان لتسعى إيران لتحسين علاقاتها بدول الجوار وألا تتدخل في الشؤون الداخلية لدول مجلس التعاون الخليجي وذلك لمصلحة الجميع"، مؤكدا انه "إذا خطت إيران خطوة واحدة في سبيل ذلك فسنخطو خطوتين".
- "إنهاء الحرب وليس تصعيدها"- اما كيري فقال خلال المؤتمر الصحافي انه يتعين على ايران ان "تثبت للعالم انها تريد ان تكون عضوا بناء في المجموعة الدولية والمساهمة في السلام والاستقرار ومساعدتنا على انهاء الحرب في اليمن وسوريا وليس تصعيدها".
ودافع كيري امام نظرائه الخليجيين عن الاتفاق التاريخي الذي ابرم حول الملف النووي الايراني بين القوى الكبرى وطهران في تموز/يوليو 2015، مؤكدا ان "الولايات المتحدة مستمرة مع دول مجلس التعاون الخليجي في رفض (برنامج) إيران للصواريخ" البالستية.
وهذا الاتفاق الذي دخل حيز التنفيذ في كانون الثاني/يناير وادى الى رفع العقوبات عن ايران يعتبر انجازا دبلوماسيا لادارة الرئيس باراك اوباما مع بدء تقارب بين العدوين السابقين.
وتشارك كل دول مجلس التعاون باستثناء سلطنة عمان في التحالف العربي بقيادة السعودية الذي يشن منذ آذار/مارس 2015 ضربات ضد المتمردين الحوثيين وحلفائهم في اليمن بهدف دعم الحكومة.
وقد اوقع النزاع في اليمن حوالي 6300 قتيل بحسب الامم المتحدة.
وذكر تقرير منظمة هيومان رايتس ووتش الخميس ان قنابل مصنوعة في الولايات المتحدة استخدمت في غارات جوية شنها التحالف العربي على سوق في اليمن ادت الى مقتل 97 مدنيا على الاقل بينهم اطفال الشهر الماضي.
وردا على سؤال حول التقرير قال كيري "بالنسبة لليمن ليست لدي معلومات قوية او وثائق تتعلق بالاسلحة التي يمكن ان تكون قد استخدمت".
واكد ان واشنطن تبذل جهودا "لمحاولة التوصل الى وقف شامل لإطلاق النار في اليمن".
واتفقت الاطراف المتحاربة في اليمن على تطبيق وقف لإطلاق النار تم بوساطة الامم المتحدة في عطلة نهاية الاسبوع الماضي تتبعه مفاوضات سلام في الكويت في 18 نيسان/ابريل.
كما ان دول الخليج تدعم فصائل المعارضة السورية التي تقاتل ضد نظام الرئيس السوري بشار الاسد منذ بدء النزاع في سوريا في 2011.
وإيران الى جانب روسيا، تعتبر ابرز حليف لنظام الرئيس السوري في هذا النزاع الذي اوقع اكثر من 270 الف قتيل منذ بدئه وتسبب بتشريد قرابة خمسة ملايين شخص.
والولايات المتحدة شريكة عسكرية وفي مجال النفط لدول الخليج، وتثير سياسة واشنطن حيال طهران قلقا لدى هذه الدول.
ودعا كيري مجددا إيران الى المساعدة في "تغيير الدينامية في هذه المنطقة للتمكن من الخوض في نشاط اقتصادي كامل".
- حقوق الانسان في البحرين- وقد شنت السعودية والبحرين والامارات غارات ضد تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا في اطار التحالف العسكري ضد الجهاديين الذي تقوده الولايات المتحدة.
وبخصوص الوضع في البحرين، حث كيري السلطات على اعتماد "نظام سياسي يشمل الجميع".
وقال "هنا، كما في كل الدول، نعتقد ان احترام حقوق الانسان ووجود نظام سياسي يشمل الجميع، هما امران اساسيان".
ويشكل الشيعة غالبية في البحرين التي تشهد اضطرابات متقطعة منذ الحركة الاحتجاجية التي بدأت في 2011 في خضم "الربيع العربي"، للمطالبة باصلاحات وملكية دستورية في هذا البلد.
واضاف كيري ان "وزير الخارجية (البحريني) وانا اتيحت لنا الفرصة لبحث الجهود الجارية لخفض الانقسامات الطائفية ومعالجتها هنا في البحرين واماكن اخرى، واثمن الطريقة الجدية التي ينظر بها لهذه المسالة".
وتابع "نرحب بكل الاجراءات التي اتخذتها الاطراف لخلق ظروف تهدف الى تشجيع مشاركة سياسية اكبر لمواطني هذا البلد العظيم".
وفي وقت سابق هذا الشهر دعت منظمة العفو الدولية السلطات البحرينية الى الافراج عن المعارضين المسجونين "فورا ودون اية شروط".