أكد وزير الخارجية الأميركي جون كيري على الأهمية التي تمثلها مملكة البحرين بوصفها شريك أمني هام للولايات المتحدة الأمريكية مشيراً إلى أن البحرين وبفضل موقعها الجغرافي تلعب دوراً هاماً في تعزيز الأمن البحري في هذه المنطقة الاستراتيجية الهامة والولايات المتحدة شاكرة على الدعم اللوجستي والعمليات التي تقدمها البحرين خاصة في احتضانها تمرين إجراءات مكافحة الألغام الدولية وهو أكبر تمرين بحري من نوعه يضم أكثر من 42 دولة ملتزمة بالأمن العالمي وحرية الملاحة البحرية.
وقال كيري خلال مؤتمر صحفي عقده مع وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة اليوم الخميس (7 أبريل/ نيسان 2016)، على هامش الاجتماع المشترك بين وزراء دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ووزير خارجية الأمريكي: "البحرين شريك أمني هام للولايات المتحدة الأميركية وعندما نجتمع مع وزير الخارجية تكون لدينا أجندة كاملة ونقاش تعاوني هام، واليوم لم يكن استثناء عن المعتاد وبدأت اليوم زيارة للقاعدة الأمريكية والتحدث مع الادميرال ومركز القيادة في البحرين وتمكنت من الحصول على تقييم للتحديات الأمنية التي نشترك فيها. ومن المواضيع التي ناقشناها التطورات الأخيرة المتعلقة بسوريا وفرص التسوية في اليمن والأنشطة المزعزعة للاستقرار التي تقوم بها إيران والتي تنظر إليها الولايات المتحدة على محمل الجد كما تحدثنا على القتال الدائر ضد المجموعات الإرهابية وخصوصا داعش".
وثمن وزير الخارجية الأمريكي الجهود التي بذلتها البحرين بقيادة عاهل البلاد والإصلاحات السياسية التي حدثت منذ أن تولى جلالته مقاليد الحكم، لافتا في الوقت ذاته إلى أن "المعارضة قد ارتكبت خطأ جسيما عندما قررت الامتناع عن المشاركة في الانتخابات مما ساهم في اقصائها من العملية الديمقراطية.
وقال كيري: "لقد أكد لي معالي وزير الخارجية أن البحرين تريد انتخابات حرة وكاملة في عام 2018 بمشاركة الجميع دون أي عنف أو تهديد أو تطرف يؤدي لاستقطاب البعض".
وعن الملف اليمني، أشار إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية في محادثات واجتماعات على مدى الأسابيع الماضية من أجل التوصل إلى وقف كامل لإطلاق النار في اليمن وقد تحدث بنفسه مع وزير الخارجية السعودي أمس في محاولة للدفع باتجاه وقف إطلاق النار بشكل مطلق.
وأوضح بأن الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي قد نفذ بعض هذه الجهود خلال الساعات القليلة الماضية مما يسهل قدرتنا على التحرك نحو المفاوضات التي نتطلع إلى عقدها في 18 ابريل. وبغض النظر عن السلاح الذي يستخدم نريد أن تتوقف المعارك وأن يكون هناك وقف كامل وأن تكون هناك حكومة جديدة. نتأمل بأن نتخذ بعض الخطوات للعودة للمسار الصحيح بصورة كاملة ونؤمن بأن المفاوضات ضرورية ووقف إطلاق النار ضروري".
وحول ملف مكافحة الإرهاب، أوضح كيري بقوله: "قبل اسبوعين علق وزير خارجية مملكة البحرين على الأعمال الإرهابية عندما قال: (نحن نحارب نفس العدو في لاهور، مومباي، باريس، بروكسل ومالي وفي كل مكان وجميعنا نقف جنبا إلى جنب ونحارب الإرهاب). البحرين تدعم هذا الأمر بتقديم الدعم اللوجستي والعمليات ضد "داعش" كما استضافت ورشة عمل دولية لمكافحة تحويل الأموال الخيرية إلى أيدي الإرهابيين. من الواضح أن القتال ضد "داعش" سيكون جزءاً هاماً من مناقشاتنا اليوم مع دول مجلس التعاون ولكن من المشجع أن نرى أن البحرين تلعب دوراً هاماً في تعزيز الأمن البحري في هذه المنطقة الاستراتيجية الهامة والولايات المتحدة ونتقدم بالشكر على الدعم اللوجستي والعمليات التي تقدمها البحرين".
وأوضح بأنه سوف تشارك البحرين خلال الأسبوع القادم في تمرين إجراءات مكافحة الألغام الدولية وهو أكبر تمرين بحري من نوعه يضم أكثر من 42 دولة ملتزمة بالأمن العالمي وحرية الملاحة البحرية.
وقال: "اتطلع إلى استمرار العلاقات القوية ذات المنفعة المتبادلة بين أمريكا والبحرين لسنوات قادمة. أما بالنسبة للملف النووي الإيراني فقد كانت الاتفاقية النووية مع إيران تتمحور حول قدرة إيران على الحصول على سلاح نووي، ونحن بصورة متناسقة في المفاوضات أوضحنا بأن الاتفاقية تتمحور حول هذا الشأن فقط وأنها خطوة أولى في اتجاه منع إيران من حيازة السلاح النووي. وفي ذلك الوقت كان لدى إيران مواد نووية كان من الممكن أن تصنع بها قنبلة نووية ولم يكن هناك فرصة لتقييد هذا الأمر، لذا إمكانيات النزاع كانت عالية للتعامل مع هذا الأمر. ولذلك، كانت هناك دول تدفع باتجاه اتخاذ حلول عسكرية ضد إيران في ذلك الوقت، وكان هذا أحد الخيارات التي تمت مناقشتها، ولكن الرئيس أوباما شعر بضرورة البدء بالحل الدبلوماسي قبل اللجوء للخيار العسكري. كنا نعلم أن إيران تدعم (حزب الله) وأن الحرس الثوري موجود في سورية وأنها تدعم أعمالاً تخريبية في المنطقة تساهم في زعزعة الاستقرار وتدعم الحوثيين في الصراع في اليمن. مما يتوجب علينا التعامل معها، وهذا هو السبب الرئيسي لعقد مؤتمر كامب ديفيد مع دول مجلس التعاون لمناقشة ما يمكن اتخاذه من إجراءات بعد اتفاقية النووي وحمل إيران لتغيير سلوكها فيما يتعلق بالنشاطات الأخرى".
وأعرب عن تطلع الإدارة الأميركية لأن تقوم إيران بعلاقات بناءة مع دول مجلس التعاون الخليجي والدول الأخرى، منوها إلى أن ذلك يعتمد على القرارات التي ستتخذها إيران والخيرات التي ستبنيها في الفترة القادمة.
وقال: "لقد أعرب وزير خارجية مملكة البحرين وكذلك وزراء دول مجلس التعاون بترحيبهم للجلوس على طاولة المفاوضات مع إيران إذا ما كانت تريد التوصل إلى بحث الحلول الأمنية في المنطقة دون اللجوء إلى الأعمال التخريبية في المنطقة. لكن قيام إيران بإرسال قوارب عبر مياه الخليج تحمل أسلحة إلى اليمن فإن ذلك العمل لن يكون أمرا بناء في الوقت الذي نحاول فيه إنهاء الحرب، وندعو إيران لأن تكون ضمن جهود إنهاء الحرب في اليمن".
من جانبه، أكد وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة استمرار مملكة البحرين في مساعيها لمكافحة الإرهاب بجميع أشكاله والعمل عل تجفيف منابع حصوله على التمويل والدعم المالي ووقف تدفق التمويل إلى تنظيم داعش الإرهابي ضمن التحالف الدولي لمكافحة تنظيم داعش، مثمنا في الوقت ذاته الموقف الأمريكي في الوقوف مع البحرين في مختلف الأوقات وفي أوقات الشدة وغيرها واصفا إياه "بالموقف المتميز للحليف الامريكي".
وأشار إلى أنه قد ناقش مع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري "سبل تعزيز التعاون العسكري بين الدولتين والتقدم الذي أحرزته مجموعة دول التعاون الخليجي والولايات المتحدة الأمريكية، وناقشنا اتفاقية التجارة الحرة وما تم خلال السنوات الماضية، وإمكانية تعزيز الفوائد التي تم تحقيقها من خلال الاتفاقيات المشتركة، وآليات الحل السياسي في سوريا التي تسمح بإرساء دعائم السلام وإعادة بناء الدولة في السنوات المقبلة".
وأضاف: "نسعى للتركيز على دعم أهمية التعاون المشترك بين مختلف القوى الدولية لتحقيق حل في سوريا من خلال جهود المبعوث الدولي استيفان دي ميستورا من خلال التواصل المشترك والحل السياسي، ناقشنا إمكانية الحل السياسي الذي يعد أحد جوانب الحل والتعاون المشترك أن يتم بين الملكة العربية السعودية ووفد الحوثيين".
وشدد على السعي لمحاربة تنظيم داعش وكذلك التنظيمات الإرهابية المختلفة التي فقدت الكثير من سيطرتها خلال الفترة الماضية، وتعزيز المساعي المشتركة لمواجهة داعش ومضاعفة الجهود للتأكد من هزيمة هذا التنظيم الإرهابي على وجه خاص وبشكل كامل.
وقال: "بالنسبة للملف الإيراني، فقد اتفقنا على أنه قد آن الأوان لتسعي إيران لتحسين علاقاتها بدول الجوار وألا تتدخل في الشؤون الداخلية لدول مجلس التعاون الخليجي وذلك لمصلحة الجميع كما نشجع إيران على السعي على حل مشكلتها فيما يتعلق بالبرنامج النووي وغيره من التحديات. ولابد من التطرق إلى أننا منذ البداية ندعم الاتفاق وتنفيذه وكنا نتوقع تطور الأوضاع واليوم لا نشك في نوايا مجموعة دول 5+ 1 عندما مارست ضغوطا على إيران لتبدأ المفاوضات النووية. ولكن إيران ستسيئ فهم هذه الجهود واليوم نلاحظ أمرين: أولهما أن برنامج الصاروخ النووي الإيراني يسير قدما مع دعم كامل من القيادة الإيرانية كما أن هناك تدخلات في العديد من دول المنطقة دون النظر إلى مسؤولية حسن الجوار. كما أن إيران لاتزال ترسل الكثير من المقاتلين وتدعم (حزب الله) وترسل المقاتلين إلى سورية. نحن نود أن نرى إيران تغير سياستها الخارجية تجاه المنطقة خاصة بما يتعلق بالملف النووي وأن توقف من يقومون بحروب في الوكالة وأن تكون لها علاقات جيدة مع دول الجوار وإذا خطت إيران خطوة واحدة في سبيل ذلك فسنخطو خطوتين".