تستقبل مصر اليوم الخميس خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، في زيارة تأتي في مرحلة تشهد ازدهارا في العلاقات على جميع الأصعدة ، وذلك وفق ما نقلت صحيفة "القبس" الكويتية اليوم الخميس (7 أبريل/  نيسان 2016).

وأكملت القاهرة استعداداتها لاستقبال الملك، لا سيما في ضوء نجاح الرئيس عبدالفتاح السيسي والملك سلمان في إعادة العلاقات بين البلدين إلى سابق مجدها، وتفويت الفرصة على البعض في تصدير صورة سلبية للعلاقات بناء على بعض تقارير اعلامية تتحدث عن خلاف سياسي بشأن الوضع في سوريا.

وكان الجانب السعودي وصف الزيارة بأنها تأتي في ظل الاهتمام الكبير الذي يوليه خادم الحرمين الشريفين بمصر حكومة وشعبا، وحرصه على تعزيز التعاون بين البلدين الشقيقين.

شراكة تنموية

وعلمت القبس من مصدر حكومي مسؤول أن الرئيس السيسي سيقلد العاهل السعودي «قلادة النيل» (أعلى وسام مصري) تكريماً لجهوده ودوره على الصعيدين العربي والإسلامي، ودوره المهم في تعزيز العلاقات بين البلدين.

ويترأس القائدان اجتماعات مجلس التنسيق المشترك، حيث سيشهدان توقيع 21 اتفاقية تعاون مشترك، تبلورت خلال اجتماعات سابقة لمجلس التنسيق، وتشمل 3 مجالات، تتضمن مشروعات تمويل تلبية احتياجات مصر من المشتقات البترولية لمدة 5 سنوات، وتوقيع مذكرة تفاهم لتشجيع الاستثمارات السعودية في مصر ضمن حزمة الاستثمارات التي أقرها الملك سلمان، بقيمة 3 مليارات دولار.

تنمية شبه جزيرة سيناء

كما تتضمن المشروعات اتفاقا بين وزارة التعاون الدولي والصندوق السعودي بمبلغ 1.5 مليار دولار لتنمية شبه جزيرة سيناء في مجالات الزراعة والخدمات والبنية التحتية وإنشاء مدارس وتجمعات سكنية وزراعية، إضافة إلى الطرق ووحدات صحية وتدشين جامعة الملك سلمان في جنوب سيناء.

وفي إطار مبادرة السيسي لدعم مشروعات الشباب بفائدة ميسّرة، سيتم تمويل مشروعات صغيرة من المنحة السعودية بمبلغ 200 مليون دولار.

جدير بالذكر أن زيارة السيسي في نوفمبر على هامش مشاركته في القمة الرابعة للدول العربية ودول أميركا الجنوبية في الرياض، شهدت مراسم التوقيع على محضر إنشاء مجلس تنسيق سعودي ــــ مصري لتنفيذ «إعلان القاهرة»، يتولى الإشراف على تقديم المبادرات وإعداد الاتفاقيات ومذكرات التفاهم والبرامج التنفيذية بين البلدين.

وسيقوم الملك سلمان بن عبدالعزيز بزيارة لمجلس النواب، كما ينتظر أن يؤدي صلاة الجمعة غداً في الجامع الأزهر.

جامعة باسم العاهل السعودي

كما كشفت مصادر دبلوماسية رفيعة أن خادم الحرمين، يرافقه الرئيس المصري، سيضعان حجر الأساس لجامعة الملك سلمان بمحافظة جنوب سيناء. وأوضحت أن اختيار الملك لإقامة جامعة تحمل اسمه في سيناء هي رسالة تضامن ومساندة لمصر، فضلا عن رغبته في تعمير هذه المنطقة الحيوية والقضاء على جذور التطرف فيها، والتي لا يمكن أن تتم إلا بإيجاد مجتمع مدني وإنشاء جامعة شاملة، نظرا الى اهمية العلم في مواجهة التطرف والأفكار الهدامة. وتقام الجامعة، في سيناء على مساحة 205 أفدنة بمدينة الطور، وتضم عددا من الكليات من بينها السياحة والهندسة والطب والثروة السمكية والتعدين، وستكون نقلة حضارية، ولن يقتصر تأثيرها في المصريين، وإنما ستكون متاحة للطلبة من مختلف الدول العربية.