لأول مرة منذ تفجر فضيحة تلاعب مجموعة فولكس فاجن الألمانية أكبر منتج سيارات في أوروبا بنتائج اختبارات معدلات عوادم ملايين من سياراتها التي تعمل بمحركات ديزل، ينضم موزعو سيارات المجموعة إلى مسلسل الدعاوى القضائية ضدها.

وقد أقامت ثلاث شركات عائلية لتوزيع سيارات فولكس فاجن في الولايات المتحدة دعوى قضائية ضد فولكس فاجن أمام المحكمة الجزئية في مدينة شيكاغو الأمريكية. وتقول الشركات إن فولكس فاجن احتالت على موزعيها في مختلف أنحاء العالم من خلال تزويد سياراتها بأجهزة تقلل كميات العوادم التي تصدرها سياراتها أثناء الاختبارات مقارنة بالكميات الحقيقية التي تصدرها أثناء السير على الطرق.

وتقول الدعوى إن ممارسات فولكس فاجن إلى جانب تراجع قيمة سياراتها الديزل (السولار) حدت من قدرة الموزعين على بيع هذه السيارات، كما فقدت علامة فولكس فاجن التجارية قيمتها في السوق وهو ما شكل ضربة كارثية بالنسبة لأرباح الموزعين وقيمة حقوق امتيازهم.

وبحسب شركة الخدمات القانونية التي أقامت الدعوى فإن فرع فولكس فاجن في الولايات المتحدة والمسؤول عن إدارة شبكة الموزعين حجب جميع معلومات الفضيحة عن الموزعين.

وأضافت الشركة أن الموزعين الآن لديهم كميات كبيرة من السيارات التي تعمل بالديزل ولا تستطيع بيعها.

وقال ستيف بيرمان المدير المشارك في شركة هاجينز بيرمان للخدمات القانونية التي أقامت الدعوى إن "موزعي فولكس فاجن الكبار أو الصغار، مثل مئات الآلاف من أصحاب السيارات في مختلف أنحاء البلاد، تحت رحمة شركة غير أخلاقية، ونعتقد أن الوقت قد حان لكي يحصلوا على حقوقهم".

ويرغب الموزعون في تمهيد الطريق أمام دعوى قضائية كبيرة تضم الموزعين الآخرين.

يأتي ذلك بعد إعلان لجنة التجارة الاتحادية الأمريكية أمس الأول الثلاثاء إقامة دعوى قضائية ضد الشركة بتهمة نشر إعلانات مضللة.

وبحسب الدعوى القضائية، فإن فولكس فاجن باعت خلال الفترة من 2008 إلى 2015 أكثر من 550 ألف سيارة تعمل بمحركات ديزل (سولار) في الولايات المتحدة بناء على دعايات غير حقيقية.

وذكرت لجنة التجارة الاتحادية الأمريكية أنه خلال هذه السنوات السبع نشرت فولكس فاجن إعلانات عن سياراتها باعتبارها سيارات "ديزل نظيف"، في حين كانت العوادم الصادرة عن هذه السيارات أكثر مما يسمح به القانون.

وقال آلان براون، رئيس المجلس الاستشاري الوطني لموزعي فولكس فاجن في بيان وصل وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) عبر البريد الإلكتروني إن الموزعين يحتاجون إلى تخطي تلك القضية بسرعة.

وقال براون: "لم يكن غير متوقع أن يقوم قلة من الموزعين الخارجين عن الصف برفع دعوى قضائية ضد فولكس فاجن"، وأضاف أن الدعوى القضائية "قد تطرح عنوانا رئيسيا (في الصحف) أو اثنين لكنها مسار طويل بشكل جوهري وسيكون أكثر استمرارا وكلفة نحو التسوية".

وقالت متحدثة باسم فولكس فاجن إن الشركة تراجع الدعوى القضائية. وأضافت أن الشركة ملتزمة بحل المشكلات في أسرع وقت ممكن واستعادة ثقة العملاء والموزعين.

كانت فولكس فاجن قد اعترفت في أيلول/سبتمبر الماضي باستخدام برنامج كمبيوتر معقد لتقليل كميات العوادم التي تصدرها محركات الديزل في العديد من سياراتها أثناء الاختبارات مقارنة بالكميات الحقيقية التي تصدرها في ظروف السير الطبيعية.

وتواجه الشركة غرامات وعقوبات بمليارات الدولارات بسبب فضيحة التلاعب بمعدلات العوادم.