بدأت حكومة الوفاق الوطني الليبية تخطو بثبات نحو ترسيخ سلطتها في طرابلس بعد أسبوع من دخولها العاصمة، لكن إعلان رئيس حكومة طرابلس غير المعترف بها رفض التنازل عن الحكم جاء ليلقي ظلالاً على الآمال المعلقة لإعادة الاستقرار إلى البلاد.
وأعلن رئيس حكومة طرابلس غير المعترف بها، خليفة الغويل مساء أمس الأربعاء (6 أبريل/ نيسان 2016) في بيان موجه إلى الوزراء نشر على موقع حكومته وحمل توقيعه «نظراً لمتطلبات المصلحة العامة وحساسية الأوضاع الراهنة التي تمر بها البلاد، يطلب منكم كل في ما يخصه الاستمرار في تأدية المهام الموكلة إليكم».
وأضاف أن «كل من يتعامل مع القرارات» الصادرة عن حكومة الوفاق الوطني برئاسة فايز السراج «سوف يعرض نفسه للمساءلة القانونية».
وكانت حكومة الغويل أعلنت مساء الثلثاء في بيان موقع منها نشر على موقع وزارة العدل مغادرة الحكم، موضحة «نعلن توقفنا عن أعمالنا المكلفين بها كسلطة تنفيذية رئاسة ونواباً (نواب رئيس الحكومة) ووزراء».
وأوضحت أنها قررت التخلي عن السلطة «تاكيداً على حقن الدماء وسلامة الوطن من الانقسام والتشظي».
وبعد ساعات قليلة من إعلان حكومة طرابلس مغادرة الحكم، طلبت حكومة الوفاق الوطني في قرار نشرته على صفحتها على موقع «فيسبوك» من «كافة الوزارات والمؤسسات والمصالح والمراكز والهيئات استخدام شعار حكومة الوفاق الوطني».
كما طلبت من المصرف المركزي وديوان المحاسبة «تجميد حسابات الوزارات والهيئات والمصالح العامة»، في ما عدا رواتب الموظفين الحكوميين، مشددة على أن أي مصاريف خاصة بأي طرف رسمي يجب أن تحظى بموافقتها.
ويشمل هذا القرار حكومة طرابلس والمؤسسات التابعة لها، والحكومة التي كانت تحظى بدعم دولي قبل تشكيل حكومة الوفاق والتي تتخذ من طبرق (الشرق) مقراً.
وقال نائب رئيس حكومة الوفاق الوطني المدعومة من المجتمع الدولي موسى الكوني لـ «فرانس برس»: «هناك تحديات عديدة، والآن بدأ العمل الفعلي وانطلق مسار مواجهة كل الأزمات»، مضيفاً أن عمل حكومته من الوزارات «قد يبدأ خلال أيام».
واعتبر أن عملية استلام السلطة بشكل سلمي ومن دون مواجهات مسلحة «دليل على أن الشعب الليبي فيه خير. لقد أنقذنا طرابلس من حمام دم».
ووقع مئة نائب من 198 من أعضاء برلمان طبرق بيان تأييد لحكومة الوفاق، بعدما فشل البرلمان في مناسبات عدة في عقد جلسة للتصويت على الثقة.
من جانبه، قال وزير الخارجية الإيطالي، باولو ماكياريني أمس إن «التطورات الأخيرة في ليبيا مشجعة»، مضيفاً أن الدعم الداخلي الذي تحظى به حكومة الوفاق «يسير في الاتجاه الصحيح».
وتابع «آمل أن يسود مفهوم التسوية لدى كل الأطراف المعنية، وأن يقوم مجلس النواب بالتصويت على منح الثقة لحكومة الوفاق».
ويرى خبراء أن وحدة ليبيا قد تستغرق وقتاً. ويقول باتريك هايمزاده وهو دبلوماسي فرنسي سابق متخصص في الشئون الليبية، إنه لا بد «من العمل على إعادة تركيب القطع المبعثرة، لكن من دون إحراق المراحل».
العدد 4961 - الأربعاء 06 أبريل 2016م الموافق 28 جمادى الآخرة 1437هـ