اعتبر رجل الأعمال الناشط في أعمال المسئولية الاجتماعية فريد الفوزان أن ما ينفقه التجار وأصحاب الأعمال على خدمة المجتمع وتنميته، هو ردٌّ للجميل.
وقال الفوزان: «كيف أصبح التاجر، تاجراً غنيّاً، أليس بسبب مشتريات المستهلكين، وعقود من الحكومة؟».
وأضاف «مثلاً أنا كتاجر، النعمة التي لدي من المجتمع، وما أقوم به من مسئولية تجاه المجتمع هو ردٌّ للجميل».
وذكر أن المسئولية المجتمعية سواء الفردية أو المؤسسية غير مفهومة بالشكل الحقيقي. وقال: «مثلاً شركة تتبرع بمبالغ، وتضع شعار أنها شاركت في مؤتمر من دون أن تحضر المؤتمر، ثم تعتقد أنها قامت بمسئولية اجتماعية».
وبين أن شركات تتسابق في إبهار الناس بعناوين دعم تنظيف الشواطئ، وتنظيم السباقات، من دون أن يتواجدوا بأنفسهم، أو يفهموا احتياجات المجتمع وأولوياته.
وقال: «يفترض الجلوس مع المؤسسات الحكومية مثل وزارة التنمية الاجتماعية، ومع المؤسسات الأهلية، ونسأل عن احتياجات المجتمع وأولوياته، وكيف يمكن أن نساعدهم على تحقيق الأهداف التي تخدم المجتمع».
وذكر أن هناك تقدماً في المسئولية الاجتماعية في الشركات والمؤسسات، لكن هذا التقدم يسير ببطء كالسلحفاة، أما الذي يجري كالحصان فهو الصرف الفردي، فكثيراً من التجار يصرفون الأموال بأسمائهم وليس باسم شركاتهم».
وقال: «التاجر يعرف يدفع زكاة، يدفع صدقة، يساعد محتاجين، لكن قد لا يعرف المعنى الكلي للمسئولية الاجتماعية، ولهذا الغرف التجارية مطالبة بلعب دور في توعية مجتمع التجار».
وأكد أهمية تفعيل المجتمع، موضحاً أن اليابان بعد انهيارها في الحرب العالمية الثانية، عادت بقوة الأهالي والمجتمعات فيها.
ويفضل الفوزان مفهوم المشاركة والتكامل في المجتع، قائلاً: «إذا احتاج المجتمع إلى جهاز طبي بقيمة 50 ألف دينار، فبدل الحصول على شيك من تاجر واحد بكامل المبلغ، يفضل أن كل أبناء المجتمع يشاركون، أي كل فرد بمبلغ بسيط، حتى يتولد الإحساس بالمسئولية، ويشعر الفرد بأنه جزء من المجتمع، ويتعلم الناشئة العطاء والمحبة تجاه مجتمعاتهم».
العدد 4961 - الأربعاء 06 أبريل 2016م الموافق 28 جمادى الآخرة 1437هـ
علاقات عامة في أغلب الأوقات
اغلب الشركات تتعاطى مع المسؤلية المجتمعية كنوع من العلاقات العامة لاكتساب سمعة طيبة في المجتمعات التي تعمل بها وهناك الفئة القليلة والتي فعلا تؤمن بهذا النوع من العمل. اتمنى ان تزيد هذه الفئة من خلال التوعية الإعلامية. كما تجدر الإشارة الى ان هذه الفئة القليلة قادرة على جذب الموظفين الذين تتقاطع قيمهم مع قيم هذه الشركات.