أعلن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم اليوم الأربعاء (6 أبريل/ نيسان 2016) أن الشرطة السويسرية قامت بتفتيش مقره في نيون بعد أن كشفت "أوراق بنما" فضيحة حقوق النقل التلفزيوني لدوري أبطال أوروبا في أميركا الجنوبية.
وورد اسم أمين عام الاتحاد الأوروبي السابق ورئيس الفيفا الحالي السويسري جاني إنفانتينو في هذه الفضيحة حسب تقرير صحافي استند إلى الوثائق البنمية المسربة والتي كشفت تورط سياسيين ورياضيين وشركات بالتهرب الضريبي.
وجاء في بيان للاتحاد الأوروبي لوكالة فرانس برس "إن الاتحاد الأوروبي يؤكد زيارة الشرطة الاتحادية السويسرية إلى مكاتبه بموجب أمر قضائي".
وتابع "طلبت الشرطة الاطلاع على العقود بين الاتحاد الأوروبي وشركة كروس تريدينغ وأيضا شركة تيلي امازوناس"، وهما من الشركات التي حصلت على حقوق بث نهائيات دوري أبطال أوروبا بين 2006 و2009 في الإكوادور.
وكان إنفانتينو، الذي انتخب رئيسا للفيفا خلفا لمواطنه جوزيف بلاتر في 26 فبراير /شباط الماضي، مسئولا في حينها عن القسم القانوني في الاتحاد الأوروبي.
ويأتي تفتيش مقر الاتحاد الأوروبي بعد أشهر صعبة بالنسبة إلى كرة القدم وتحديدا الفيفا الذي شهد اكبر فضيحة فساد في تاريخه أدت إلى اعتقال العشرات من المسئولين.
ونشرت صحيفة "سويد دويتش تسيتونغ" الألمانية في وقت سابق تقريرا استنادا إلى ما سمي بـ"الوثاق البنمية" أكدت فيه أن إنفانتينو وقع في 2006 و2007 عقدا مع اثنين من رجال الأعمال المتهمين بالحصول على رشاوى وهما مالكا شركة "كروس تريدينغ" الأرجنتينيان هوغو جينكيز ونجله ماريانو اللذان حصلا على حقوق البث التلفزيوني لدوري أبطال أوروبا لكرة القدم، ثم باعاها على الفور بحوالي ثلاثة إضعاف السعر.
نفي إنفانتينو وفريق التسويق لكن إنفانتينو نفى ارتكاب أي مخالفة للقوانين وذلك في بيان حصلت وكالة "فرانس برس" على نسخة منه أيضا.
وكان العقد الذي وقعه إنفانتينو من بين 11 مليون ونصف مليون وثيقة مسربة من شركة "موساك فونسيكا" البنمية للخدمات القانونية.
وقال إنفانتينو في بيانه: "اشعر بالاستياء ولن اقبل بأن يتم الشك بنزاهتي من قبل بعض وسائل الإعلام، خصوصا انه سبق للاتحاد الأوروبي أن كشف بالتفصيل كل الحقائق بشأن هذه العقود".
وتابع "منذ اللحظة التي اطلعت فيها على احدث ما تطرقت إليه وسائل الإعلام في هذا الشأن، اتصلت على الفور بالاتحاد الأوروبي للحصول على توضيح. فعلت ذلك لأني لم اعد في الاتحاد الأوروبي، وهم الذين يمتلكون حصريا جميع المعلومات التعاقدية المتعلقة بهذه القضية".
وواصل "في غضون ذلك، أعلن الاتحاد الأوروبي بأنه يجري مراجعة للكثير من العقود التجارية، وأجاب على نطاق واسع عن أسئلة وسائل الإعلام المتعلقة بهذه العقود بالتحديد. كما ذكرت سابقا، لم أتعامل شخصيا مع (كروس تريدينغ) ولا أصحابها وذلك لان فريق التسويق هو المسئول عن عملية المناقصة نيابة عن الاتحاد الأوروبي".
وأردف قائلا "أود التذكير باني والاتحاد الأوروبي لم نكن في أي وقت مضى موضوع استفسار من قبل أي سلطة في ما يتعلق بهذه العقود بالتحديد. يضاف إلى ذلك، وكما ذكرت وسائل الإعلام نفسها، ليس هناك ما يدل على الإطلاق على أي مخالفات من الاتحاد الأوروبي ومن قبلي شخصيا في هذه المسألة".
ونفى فريق التسويق المعني والذي يتخذ من لوسيرن مقرا له بدوره أي مخالفات، معتبرة أن اختيار الفائز بنيل حقوق النقل التلفزيوني في الإكوادور جاء نتيجة "عملية عادلة وشفافة".
ووفقا لما كشفه تقرير الصحيفة الألمانية والمتعلقة بعقود النقل التلفزيوني التي وقعها إنفانتينو نيابة عن الاتحاد الأوروبي، فان "كروس تريدينغ" اشترت الحقوق بـ140 ألف دولار وباعتها إلى تلفزيون تيلي امازوناس الإكوادوري مقابل 440 ألف دولار.
واعتبر فريق التسويق أن "العرض الذي قدم من كروس تريدينغ وتيلي امازوناس كان الأعلى"، مضيفا "أن كروس تريدينغ عملت بناء على تعليمات تيلي امازوناس باعتبارها الجهة المسئولة عن شراء حقوق البث لها".
بلاتيني وميسي لا يزال الاتحاد الأوروبي يعاني من القضية التي ضربت رئيسه الفرنسي ميشال بلاتيني وأطاحت به أيضا خارج حلبة السباق على رئاسة الفيفا بعد أن كان المرشح الأبرز لذلك عندما تلقى مبلغ مليوني دولار من بلاتر بعقد شفهي العام 2011 عن عمل استشاري قام به لمصلحة الفيفا بين 1999 و2002.
وأوقف المسئولان ثماني سنوات ثم خفضت المدة إلى ست سنوات، وقد استأنفا القرار لدى محكمة التحكيم الرياضي (كاس).
كما ورد اسم بلاتيني في "أوراق بنما" بالذات إذ أشارت إحدى الوثائق انه استعان بخدمات مكتب المحاماة "موساك فونسيكا" العامل في مجال الخدمات القانونية منذ أربعين عاما وله مكاتب في 35 بلدا، في 2007 عندما تولى رئاسة الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، لتأسيس شركة في بنما.
ولكنه رد معتبرا أن المرجع في هذه القضية هو "إدارة الضرائب في سويسرا، بلد إقامته الضريبية منذ 2007".
وكشفت وثائق بنما أيضا أن لمهاجم منتخب الأرجنتين وبرشلونة الاسباني ليونيل ميسي وعائلته شركة في بنما، لكنه سرعان مع أكد أنها لم تستخدم أبدا في التهرب الضريبي.
وأوضح ميسي في بيان صادر عنه وعن عائلته في وقت أعلنت فيه النيابة الاسبانية فتح تحقيق حول أوراق بنما "الشركة البنمية المذكورة لا تقوم بأي نشاط وليس لديها أموال".