العدد 4960 - الثلثاء 05 أبريل 2016م الموافق 27 جمادى الآخرة 1437هـ

ردود عالمية ونفي واسع النطاق بعد فضيحة «وثائق بنما»

بدأ عدد من قادة ومشاهير العالم الذين وردت أسماؤهم في تسريبات ما يعرف باسم «وثائق بنما» في الرد ونفي ارتكابهم أي خطأ رغم تزايد الغضب الدولي.

وقال عدد من أبرز الشخصيات التي وردت أسماؤها في الفضيحة إنهم مستهدفون بشكل غير منصف وسط اتساع نطاق الفضيحة وتعهد سلسلة من الدول بفتح تحقيقات في التهرب الضريبي عقب تسريب 11,5 مليون وثيقة سرية.

ومن بين من ذكرتهم الأوراق عائلة الرئيس الصيني شي جينبينغ وأشخاص مقربين من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ورئيس وزراء آيسلندا ديفيد سيغموندور غونلوغسون، ولاعب برشلونة ليونيل ميسي.

مزاعم لا أساس لها

ورغم أن التعاملات المالية من خلال شركات أوفشور لا تعتبر غير قانونية بحد ذاتها، إلا أنه يمكن استغلالها لإخفاء أصول عن هيئات الضرائب، وتبييض أموال يمكن أن يكون مصدرها نشاطات إجرامية، أو إخفاء ثروة تم الحصول عليها بشكل غير قانوني سياسياً.

ولم يصدر رد فعل رسمي من بكين على المزاعم بأن ثمانية من الأعضاء السابقين للحزب الحاكم أخفوا ثرواتهم في ملاذات ضريبية أوفشور، إضافة إلى أقارب الرئيس الصيني الذي أشرف على حملة لمكافحة الإرهاب حصلت على دعاية كبيرة.

ورداً على سؤال حول ما إذا كانت الصين ستحقق مع الذين وردت أسماؤهم في التسريبات، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية، هونغ لي «ليس لديّ تعليق على مثل هذه المزاعم التي لا أساس لها».

وأشار الكرملين إلى مؤامرة أميركية بعد أن تحدثت التسريبات عن تورط صديق مقرب من بوتين بإدارة إمبراطورية أوفشور تزيد قيمتها عن ملياري دولار.

«لن استقيل»

من ناحيته رفض رئيس حكومة آيسلندا ديفيد سيغموندور غونلوغسون الضغوط للاستقالة بعدما كشفت «أوراق بنما» أنه أسس مع زوجته شركة في الجزر العذراء البريطانية ليخفي فيها ملايين الدولارات.

وقد رفض الاستقالة رغم نزول آلاف الأشخاص إلى الشارع مساء الإثنين في ريكيافيك للمطالبة باستقالته بينما سلمت المعارضة مذكرة لحجب الثقة عنه وستعرض على تصويت في موعد لم يحدد بعد.

إلا أنه أكد أنه لم يخف أموالاً في الخارج.

وقال «لم أفكر في الاستقالة ولن استقيل بسبب هذه المسألة».

أما عائلة لاعب كرة القدم الشهير ميسي فقالت إن التسريبات لم تكشف عن ارتكابه أي خطأ، بعد ظهور اسمه واسم والده كمالكي شركة في بنما لم يكشف عنها خلال التحقيق الإسباني في ضرائبهما.

وقالت عائلته في بيان الإثنين إن «شركة بنما المشار إليها هي شركة غير ناشطة مطلقاً ولم يكن فيها أموال أو حسابات جارية مفتوحة».

وأعلنت كل من أستراليا وفرنسا وهولندا فتح تحقيقات في التسريبات التي نشرتها الصحف. وقال مصدر قضائي إن إسبانيا فتحت تحقيقاً بتهمة تورط مكتب المحاماة في تبييض الأموال.

والد رئيس وزراء بريطانيا كاميرون

أعلن القضاء البنمي مساء الإثنين فتح تحقيق في «الوقائع التي أوردتها وسائل إعلام وطنية ودولية تحت اسم (وثائق بنما)».

وأوضحت النيابة العامة أن التحقيق يهدف إلى توضيح ما إذا كانت هذه الوقائع تنطوي على مخالفات قانونية وتحديد مرتكبي هذه المخالفات وما إذا كانت قد تسببت بأضرار مالية.

ومن بين الاتهامات التي كشفت عنها «وثائق بنما» التي أوردت أسماء نحو 140 شخصية سياسية من بينها 12 رؤوساء دول حاليين أو سابقين:

- شركة كورية شمالية وهمية استخدمت للمساعدة في تمويل برنامج البلاد للأسلحة النووية وهي شركة «دي.سي.بي فاينانس» التي مقرها بيونغ يانغ. وكانت الشركة من بين عملاء مكتب المحاماة البنمي، طبقاً للـ «بي بي سي» و «الغارديان».

- أدار والد رئيس الوزراء البريطاني، ديفي كاميرون صندوق أوفشور لم يدفع ضرائب في بريطانيا طوال 30 عاماً، بحسب وثائق بنما. وأكد مكتب رئيس الوزراء أن هذه «مسألة خاصة» رغم أن مصدراً حكومياً صرح لوكالة «فرانس برس» أن كاميرون نفسه لم تكن له أية حصة في تلك الأموال.

- أقام مقربون من رئيسة الجبهة الوطنية، مارين لوبن «نظام أوفشور متطوراً» ومنظومة مالية معقدة حول حسابات المساعد السابق لوالدها مؤسس الحزب اليميني المتطرف، جان-ماري لوبن.

وذكرت صحيفة «لوموند» الفرنسية أن تحقيقاتها كشفت عن أن بنك اتش.اس.بي.سي البريطاني العملاق انشأ 2300 شركة أوفشور عبر مكتب «موساك فونسيكا» بينما أسس بنك «كريدي سويس» 1105 شركة وبنك يو.بي.إس السويسري 1100 شركة، وبنك سوسييته جنرال 979 شركة.

وأكدت كل المصارف التي أشارت إليها «لوموند» أنها لم تسهل أي تهرب ضريبي أو أنشطة أخرى غير قانونية.

والثلثاء، قال رئيس مجلس إدارة كريدي سويس في هونغ كونغ، تيدجان تيام لوكالة «بلومبرغ نيوز»: «لا نقبل بهيكليات أوفشور إلا إذا كانت أهدافها مشروعة»، مضيفاً «من دون شك، لا يشكل التهرب الضريبي جزءاً من أنشطتنا».

وأكد متحدث باسم «يو بي إس» لـ «فرانس برس» أن المصرف «يمارس أنشطته بما ينسجم تماماً مع القوانين والقواعد المعمول بها»، مؤكداً أن «لا مصلحة للمصرف في أموال لا تحترم مبدأ الضريبة أو أن مصدرها أنشطة غير مشروعة».

بدوره، نأى «إتش إس بي سي» بنفسه عن القضية.

وقال غاريث هويت متحدثاً باسم المصرف في بيان لوكالة «فرانس برس» إن «هذه المزاعم عفا عليها الزمن وبعضها يعود إلى عشرين عاماً. لقد سبقت الإصلاحات المهمة المعروفة التي قمنا بها في الأعوام الأخيرة».

التسريب جريمة وجنحة

وأوردت «وثائق بنما» من بين 214 ألف كيان أوفشور أنشئت على مدى نحو 40 عاماً، أسم الرئيس الأوكراني. ونفى رئيس أوكرانيا، بترو بوروشينكو المزاعم، إلا أنه قد يواجه مساع لعزله.

وقال رامون فونيسكا أحد مؤسسي مكتب المحاماة لوكالة «فرانس برس» إن التسريبات «جريمة، وجنحة» و»هجوم على بنما».

وقال إن «بعض الدول لا يعجبها أن لنا ميزة تنافسية تجذب الشركات».

وتخضع شركة «موساك فونسيكا» للتحقيقات في ألمانيا وكذلك في البرازيل في قضية كبيرة تتعلق بتبييض الأموال تهدد بالإطاحة بالحكومة الحالية.

العدد 4960 - الثلثاء 05 أبريل 2016م الموافق 27 جمادى الآخرة 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً