شهدت فرنسا صدامات وتوقيفات وقطع طرق وأعمال عنف عندما نزل تلامذة المدارس وطلبة الجامعات الذين يتصدرون تحركاً بدأ قبل أكثر من شهر إلى الشارع مجدداً أمس الثلثاء (5 أبريل/ نيسان 2016)، للاحتجاج على مشروع تعديل قانون العمل الذي يزيد الاستياء من الرئيس فرنسوا هولاند.
في باريس، قامت الشرطة بتفريق نحو خمسين شاباً ملثمين ومسلحين بعصي اندسوا بين المتظاهرين. كما فرقت الشرطة مجموعات من الشباب كانوا يرشقون الحجارة والزجاجات والبيض ويهتفون «الشرطة في كل مكان، والعدالة غائبة» في غرب باريس التي انطلقت منها التظاهرة بعد ظهر الثلثاء.
وخضع 130 شخصاً للاستجواب على هامش التظاهرة، بعد إلقاء حجارة ومقذوفات وصدامات مع قوات الأمن.
وبعد تظاهرات سابقة تخللتها أعمال عنف، اتخذت تدابير وقائية في كل أنحاء فرنسا، فمنعت السلطات أي تجمع في الوسط التاريخي لمدينة رين (غرب)، أحد مراكز الاحتجاج.
وفي أجواء اتسمت بمزيد من الهدوء، أمضى مئات الأشخاص الليل في ساحة الجمهورية بوسط العاصمة، للتنديد بالتعديل الذي يعتبر المحتجون أنه يخدم أصحاب الشركات وليس الموظفين، وبالسياسة الأمنية للحكومة الاشتراكية وأزمة السكن والتهرب الضريبي.
وعلى بعد أمتار من النصب الذي أقيم بعد اعتداءات 15 يناير/ كانون الثاني أطلق المعتصمون على تحركهم اسم «نمضي الليل ساهرين». وقد نشأ هذا التحرك الخميس عشية أكبر التظاهرات منذ بداية التحرك، والتي شارك فيها 390 ألف معارض لقانون العمل، كما تقول السلطات، و1،2 مليون معارض كما تقول النقابات.
ومنذ ذلك الحين، عمد ناشطون إلى نصب خيم كل ليلة في الساحة، ثم كانت قوات الأمن تخرجهم في الصباح الباكر. وقالت كامي الناشطة في هذا التحرك «إننا نريد تأسيس حركة اجتماعية كبيرة تجمع كل المهمشين لمواجهة النخب النافذة».
وأعرب تلامذة المدارس وطلبة الجامعات الذين احتشدوا الثلثاء عن دعمهم لهذه المبادرة. وقالت جولييت (17 عاماً) أمام مدرسة ثانوية في وسط باريس إن «ما نحتاج إليه هو أن نبقى ساهرين طوال الليل، وأن تقوم بتحرك على غرار بوديموس» الحزب اليساري الإسباني الذي تأسس في 2014 وتمكن من حشد تأييد يوازي الأحزاب التقليدية.
العدد 4960 - الثلثاء 05 أبريل 2016م الموافق 27 جمادى الآخرة 1437هـ