أعلنت أذربيجان وسلطات ناغورني كرباخ الانفصالية أمس الثلثاء (5 أبريل/ نيسان 2016) التوصل إلى وقف لإطلاق النار، رحبت به منظمة الأمن والتعاون، ينهي أربعة أيام من المعارك العنيفة التي أوقعت 64 قتيلاً في هذه المنطقة الإستراتيجية في القوقاز.
ودعت موسكو ومجموعة «مينسك» التي تضم سفراء الولايات المتحدة وفرنسا وروسيا في منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، الراعية لاتفاق السلام الهش في تلك المنطقة الإستراتيجية من القوقاز، فوراً الأطراف المتحاربة إلى الوفاء بالتزاماتها.
وبعيد إعلان الهدنة، أجرى الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين مشاورات هاتفية مع نظيريه الأرميني، سيرج سركيسيان، والأذربيجاني الهام علييف، و»دعا الجانبين إلى ضمان الوقف التام للمعارك واحترام وقف إطلاق النار في شكل عاجل»، بحسب بيان للكرملين.
وشدد الرئيس الروسي أيضاً على «أهمية إحياء عملية التفاوض بين يريفان وباكو (...) بهدف إيجاد حلول تتيح تسوية سلمية لمشكلة ناغورني كرباخ» القائمة منذ 28 عاماً.
من جهتها، دعت مجموعة «مينسك» التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا والتي تترأسها الولايات المتحدة وفرنسا وروسيا، أرمينيا وأذربيجان إلى احترام وقف إطلاق النار في ختام اجتماع لها في فيينا.
وأوضحت المنظمة أن رؤساء المجموعة (السفراء الروسي والأميركي والفرنسي) سيتوجهون «في الأيام المقبلة» إلى يريفان وباكو وناغورني كرباخ.
وكانت وزارة الدفاع الأذربيجانية أعلنت في بيان أن «العمليات العسكرية توقفت الثلثاء ظهراً (8,00 ت غ)» بعد إعلان مماثل من سلطات ناغورني كرباخ.
وأفاد متحدث باسم الوزارة وكالة «فرانس برس»: «تم التوصل إلى وقف لإطلاق النار مع أذربيحان، وصدرت الأوامر لوقف النيران».
وقال مصور وكالة «فرانس برس» على خط الجبهة في بلدة ترتر الأذربيجانية إن الطرفين أوقفا القصف بعد ظهر الثلثاء بعد ليلة من القصف المدفعي المتقطع.
أسفرت المعارك بين القوات الأرمينية والأذربيجانية عن مقتل 64 شخصاً على الأقل منذ اندلاعها ليل الجمعة في أسوأ أعمال عنف تشهدها هذه المنطقة المتنازع عليها منذ عقود.
وأعلنت وزارة الدفاع الأذربيجانية صباح الثلثاء مقتل 16 جندياً أذربيجانياً خلال 48 ساعة من المواجهات، وهذا ما يرفع الحصيلة الاجمالية للمعارك إلى 64 قتيلاً على الأقل، من الجنود والمدنيين لدى الطرفين، كما تفيد بياناتهما الرسمية.
وكانت هذه الأزمة «الموضوع الأول» في اتصال هاتفي بين وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف ونظيره الأميركي جون كيري.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية، مارك تونر «نحض الطرفين على التوقف فوراً عن استخدام العنف وتجنب أي شكل من أشكال التصعيد». وأكد أن سقوط العدد «الكبير» من القتلى في النزاع «محزن».
من جهتها قالت وزارة الدفاع الروسية في بيان إن لافروف وكيري «دانا محاولات (أطراف خارجية) لتأجيج المواجهات»، في إشارة على ما يبدو إلى تصريحات للرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
العدد 4960 - الثلثاء 05 أبريل 2016م الموافق 27 جمادى الآخرة 1437هـ